الديوانية / تحسين الزركاني لم يكن حضور أفراح سبتي إلى احتفال أعز صديقاتها رفيف خالد بعيد التعميد الذهبي للصابئة المندائيين، إلا تأكيدا على أصالة الروابط التي تجمع المكونات العراقية. وقالت سبتي، خلال الاحتفال الذي أقامته نقابة الفنانين العراقيين في الديوانية (180 كم جنوب بغداد) مساء الأحد الماضي: "أحسست بسعادة غامرة حين تلقيت دعوة لحضور العيد الذهبي
 لأخوتنا الصابئة المندائيين، لأني أردت مشاركة صديقتي في عيدها ولأتعرف على بعض عاداتهم وطقوسهم ومناسباتهم".وأشارت في حديثها لـ"المدى" إلى أن "حماسة صديقتي هي التي دفعتني إلى ضرورة مشاركة العيد معها، وهذا الأمر سيوطد علاقتنا في المستقبل، وهو يؤكد عدم وجود تفرقة بين الطوائف والقوميات والأقليات في الديوانية".محافظ الديوانية سالم علوان قال لـ"المدى" خلال حضوره الاحتفال: إن "حكومة الديوانية حرصت على أن تولي جميع الطوائف الدينية في المحافظة اهتمامها، وسعت لضمان حرياتها، وتوفير الظروف التي تمكنها من ممارسة طقوسها الدينية بانسيابية، لتسهم في استقرار الوضع الاجتماعي في المحافظة".وتعد الديانة المندائية من الديانات السماوية القديمة الحية في العراق، وتؤكد مصادر تاريخية مختلفة أنها نشأت في جنوب العراق، ولايزال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية، فضلا عن إقليم الأحواز في إيران.من جانبه، قال رئيس مجلس شؤون الصابئة المندائيين في الديوانية خالد ناجي لـ"المدى": إن حفل نقابة الفنانين بعيد التعميد الذهبي للصابئة، سابقة في عراق السلام، "وبرهان يؤكد أن الديوانية مدينة التآخي والمحبة والسلام، وأبناء الطائفة يثنون على هذه المبادرة التي أفرحتنا أكثر من فرحتنا بالعيد نفسه".وأضاف إن "المجلس باشر بناء مندي للصابئة على نهر الفرات في الديوانية، بكلفة مليار و153 مليون دينار، ليكون الأول في منطقة الفرات الأوسط".ويتواجد الصابئة بشكل رئيس في العراق الذي يعد موطنهم الأصلي، ويطلق عليهم باللهجة العراقية الدارجة اسم (الصبة)، وهم يفضلون العيش قرب ضفاف الأنهار، لإيمانهم بقدسية الماء وطهارته وما له من أثر روحاني في معتقداتهم الدينية.فيما أوضحت مسؤولة شؤون المرأة في مجلس طائفة الصابئة المندائيين في الديوانية سلوى مراسم فرحان، "احتفالنا اليوم بذكرى تعميد نبينا آدم، الذي يرمز إلى الصفاء والنقاء والنور والضياء، امتزج بمفاجأة نقابة الفنانين السبّاقة في إقامة الاحتفالات والمراسيم الجميلة، التي تؤكد أصالة أبناء هذه المحافظة وعمق ترابط مكوناتها".من جهته، أكد نقيب الفنانين في الديوانية حليم هاتف لـ"المدى" أن النقابة تسعى لبناء الإنسان بعيدا عن النظر إلى الطائفة أو الدين، "واحتفاؤنا اليوم برهان على أن الديوانية تحتضن جميع الطوائف الدينية وتتعايش بسلام في ما بينها".ويعتبر عيد التعميد الذهبي (دهفا ديمانا) واحداً من أهم أربعة أعياد سنوية لدى الصابئة المندائيين، والأخرى هي العيد الكبير (دهفا ربا)، وعيد الخليقة (برونايا)، وعيد الازدهار (دهفة حنينا)، كما يحتفل المندائيون سنوياً داخل العراق وخارجه بثلاث مناسبات دينية أخرى، هي "أبو الفل"، و"أبو الهريس"، و"شيشان عبد".إلى ذلك قال الفنان وليد قحطان: إن "حب العراق يجمعنا، والتعايش بسلام يميزنا، ونحن نحتفل اليوم بعيد أخوتنا الصابئة المندائيين في الديوانية"، مضيفا أن "قرار الهيئة الإدارية في نقابة الفنانين، جاء بالإجماع لإقامة الحفل، لتكون مثل هذه المناسبات، تأكيدا على لحمتنا ووحدتنا الوطنية، وهي خطوة لتهذيب الإنسان وبنائه قبل أن نفكر في الإعمار والبنيان".وتضمن الحفل إلقاء قصائد وكلمات وأغان ومشاهد مسرحية.