TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قرطاس : لا قيمة له!

قرطاس : لا قيمة له!

نشر في: 26 مايو, 2012: 06:20 م

 أحمد عبد الحسين في قول الإمام عليّ بن ابي طالب " قيمة كلّ امرئ ما يحسنه" تلخيص شافٍ وافٍ لحقيقة ان أهمية كلّ فرد لا في اسمه أو نسبه أو حتى دينه وطائفته وقوميته وعشيرته وطوله وعرضه وطلاقة لسانه بل في العمل الذي يتقنه. وبدون أن يكون لعمله قيمة فلن يكون له قيمة.
الفاشلون من الذين لا يحسنون شيئاً لن يستطيعوا التستّر على انعدام قيمتهم، فهم بلا قيمة لأن عملهم بلا قيمة، برغم ان هؤلاء هم الأكثر تهريجاً وصراخاً خاصة أولئك الذين وضعتهم مقاديرنا التعيسة على رؤوسنا وجعلتهم مسؤولين عن خدمات العراقيين والسهر على راحتهم فحصدوا هم الأموال السحت الحرام ولم نر ـ نحن العراقيين ـ منهم لا راحة ولا خدمات، يكفينا أن نراهم كلّ يوم بهيلمانهم وحماياتهم وسياراتهم الفارهة يقطعون الطرقات ويملأون أيامنا تعاسة واكفهراراً أشدّ من اكفهرار وجوههم القاسية التي نبت لحمها وشحمها وبشرتها على حرام.ولأنهم فاشلون أبداً، تراهم يتركون شغلهم الذي وُضعوا فيه خطأً وفي صدفة سمجة ولحظة تأريخية مطيّنة بطينة من تأريخ العراق، ليروحوا يلاحقون قضايا لا شأن لهم بها، كلّ ذلك للتستّر على تفاهة دواخلهم وعدم قدرتهم على فعل شيء مثمر، من أجل إخفاء حقيقة أن عملهم كله بلا قيمة، وهو أمر يكشف عن كونهم هم أنفسهم لا قيمة لهم.ذكرني بهذا الأمر سماعي النكتة السمجة التي أطلقها محافظ بغداد حين قال "ان مؤسسة المدى ورئيسها معادون للإسلام والإسلاميين!"لم يبق أمام هذا الرجل إلا أن يكون مفتياً ويتهم آخرين بعداء الإسلام ما دام غير مؤهل للعمل الناجح، فليجرّب حظه بالتشويش على الناجحين. وإذا كان حقاً ، وهو حقّ بالتأكيد، قول علي ابن أبي طالب "قيمة كل امرئ ما يحسنه"، فما الذي يحسنه صلاح عبد الرزاق؟أستلّ تصريحاً لرئيس لجنة الاستثمار في مجلس محافظة بغداد السيّد معين الكاظمي لوكالة (أور) في وقت سابق من هذا العام قال فيه "إن محافظ بغداد ليس له القدرة الإدارية والقانونية على تنفيذ موازنة عام 2012 ولذلك فهو ينشغل بتنفيذ  مشاريع ليست ذات أهمية  مثل  شراء دراجات وتشييد كرفانات من دون تنفيذ مشاريع استراتيجية ".لا يحسن المسؤول تنفيذ المشاريع فيلجأ لشراء الدراجات، ولا يحسن أداء عمله فينصب نفسه للأفتاء، وليس هذا حال المسؤول الموما إليه فقط، بل ان كثيراً من المسؤولين لا يعرفون ما يفعلون بالضبط، لا يدركون أن قيمتهم في عملهم الذي وضعهم فيه حظنا التعس، واننا لا نرغب في أن نراهم وكلاء لشركات الدراجات كما لا يغنينا أن يكونوا مراجعَ دينٍ يكفرون هذا ويزندقون ذاك، نريدهم لخدمة العراقيين لا لخدمة أبنائهم وأبناء أخوتهم وعوائلهم وزيادة أرصدتهم في بنوك العالم والتستر على الفاسدين من أقاربهم.الشعب مبتلى باستقطاب طائفيّ وفقدان أمنٍ يستنزف قواه، وإذا ما صحا من هذه الغفلة فسيضحك طويلاً على نفسه لأن أشخاصاً لا يحسنون شيئاً أمسكوا مقدراته وجعلوها هباء منثوراً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram