TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > خبر بأخطاء

خبر بأخطاء

نشر في: 26 مايو, 2012: 06:27 م

إرادة الجبوري استعار النهر  لون الحناء .. ودت لو تقفز من سيارة النقل العام وتقف عند رصيف الجسر .. لاحت لها صورة صديقتها البعيدة القابعة بمدينة الضباب  وهي  تقف بين جسرين أو تعبر جسرا صوب جهة لا تعرفها.. “أنت مثلي تمضين   حياتك على جسر؟” يا إلهي كم جميل هذا ومؤلم أن نعلق بين ضفتين!
هو أيضا لا يعرف أنها مازالت عالقة بين الفكرة والرغبة... بين ما عزمت أن تكون وسخاء صدره وابتسامته التي لا تعرف كيف تصفها.لابد أن يكون ماء النهر باردا في ساعة الصباح هذه وثب قلبها إلى درابزين الجسر .. نظرت في النهر .. ارتعشت مثل كل مرة تنظر فيها إلى عمق النهر من على جسر.سأقفز قبل أن يدرك الآخرون أني لا أعرف السباحة.ضحك من رغبتها وقال" الماء بارد ولن الحق بك إن رميت بنفسك"كيف يمكنني أن احتفظ بالسماء؟ اعتدت أن أفعل عندما أرمي بجسدي إلى السرير متخيلة انه النهر.. سيكون وجهي صوب السماء !صديقتها العارفة بشؤون الجنون المتقاعد قالت لها " امنحي نفسك فرصة للحياة.. "فكرت بالشيء الذي يمكن أن يجعلها تغمض عينيها وهي ممدة في سرير ها النهري..يطيل النظر إليها فتهرب منه ومن نظراته "  أحلم أن أصحو وأجدك إلى جانبي  .. أنظر في وجهك.. أقبل جبينك "وهل ستعد لي الفطور؟يبتسم ويواصل النظر إليها.فكرت ربما ستواصل النظر إلى السماء و تقاوم الشمس وهي تصر على إغلاق عينيها.أحب' ما رددته يوما" سأنظر في عينيك حتى يجف بصري"كتب لها " أنا الذي كففت,   عن النظر إليه .. ردي إلي بصري "النهر هادئ ..  لن يتنبه أحد ..  فقد ركاب السيارات المصطفة على الجسر  كل قدرة للاحتجاج أو التذمر .. ينظرون بشرود إلى أفق من السيارات  .لم يعد بمقدور أبواق السيارات  تشتيت تلك النظرات أو انتزاع النوم من عيون أجهدها الانتظار ." أنت أشجع مني .. احتجت إلى عشرين عاما لكي أتحرر من الوهم .."  أتى صوتها مشبعا بضباب مدينة بعيدة .قررت أن تتحرر من جسدها وتتركه إلى النهر .. لن يحدث شيء.. سيواصل الناس طريقهم وهو سيمعن في  ما يسميه عشقا.مرددا شكواه "تكبليني بهذا الصمت .. تجعليني أخسرُ كلماتي"لن تطاردها الكلمات بعد اليوم“ أثرثر كثيرا “ قالت صديقتها بخجل بعد أن صمدت بوجه كلماتها" أحب أن أصغي إليك.. صوتك يجعلني في قلب  الحياة "النهر صامت وهي تعشق ثرثرته الصامتة . ستسير معه بلا مشاكسة وتمنح وجهها للشمس.. تنتظر القمر . تفتش  في تضاريسه عن ملامح وجهه. تطبق أنظارها وتفتحها على ما تتذكره منها . قال لها " لن تنجحي في لعبة التخفي.. لن يغمض لي جفن  بعد اليوم"أرادت أن تقول  له إنها لم يغمض لها جفن مذ عرفت أنه فقد الدهشة وصار  يبحث عن خديعة في  صوتها الصباحي المزدحم بالفرح ونفير السيارات  المكومة في نقطة تفتيش ،  يضع أقنعة و يزرع أجهزة تتعقب مسار روحها وتتصيد  عطرها في دروب لا يعود منها سالكوها .نظرت في النهر.. شعرت بقواها تخور . "  لم  أر النوارس  وأنا أعبر النهر هذا الصباح ..عندما تختفي النوارس أعرف أنك حزينة"من قال هذا  هو أم صديقتها المتبحرة بمتقاعدي دائرة الجنون؟  كان عليها أن تجعل صديقتها تهتم بدائرة التقاعد القريبة من جسر الشهداء.“ واحدة للمتقاعدين عن الحياة قرب جسر الشهداء وأخرى للمتقاعدين عن الجنون قرب جسر الأحرار.. بالها من فكره ساحرة! التحرر من كل شيء  من اجل الوصول إلى الـ Blue hour هل ثمة ساعة زرقاء هناك؟  أتراهم مروا بها وهم في طريقهم إلى هناك تاركين موبايلاتهم ترن في مشرحة الطب العدلي أو تعلن إنها خارج نطاق التغطية؟ماذا عن تلك ا السيدة المتشحة برائحة المعقمات النافدة وهي تقود الباحثين عن أصحاب الموبايلات المغلقة أبدا بعد أن توجه سؤالا واحدا: شيعي لو سني؟الكلمة المفتاح توفر الوقت والجهد وتقلل حجم  الرعب والأسى  المنبعث من التحديق في ملامح وجوه اختفى بعضها وراء التعذيب أو الحرق ورؤوس بلا جذوع  نقلت بصناديق موز !"فراشةُ جئت ألقي كحل أجنحتي لديك فاحترقت ظلما جناحاتي "   ينبعث صوت كاظم الساهر من مسجلة سيارة واقفة في الزحام مخاطبا   امرأة تنتمي إلى زمن عشق مبهم. مذ فقدت مذاق النوم، صارت تبحث عنه حتى في الصراخ. اتبعت نصيحة مرشدها " فإن أوقفك في الصراخ فنم فيه "* و أصوات أنثوية مغمورة ومنغمرة مثلها بالبحث عن طمأنينة مفقودة ظنت يوما أنها يمكن أن تجدها في قلب رجل.أفكر  بالذهاب إلى بقعة لا يعرفني بها احد ، ما رأيك, في  بيت المقدس..أنها بقعة لا تخص سوى أرواح مسرنمة تجول العالم بحثا عن وسادة أبدية أو ربما ركن منسي من الشونيزية**  علّي أحظى  بترياق أبو محفوظ الشيخ معروف الكرخي 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram