ماجد موجد لا يخفى على أحد أن المصريين القدامى قد اهتموا بالرسم اهتماماً بالغاً بوصفه أداة حوار قبل اكتشاف الكتابة ما يطلق عليه الرسوم الهيروغليفيةً . والفنون التشكيلية عامة تعد من أكثر الفنون التي اهتم بها المصريون والتي من خلالها تعرفت الأجيال اللاحقة على عظمة  الحضارة المصرية الخالدة ولما تزل حتى الآن تأخذ الفنون التشكيلية في مصر اهتمام المثقفين والفنانين والمؤسسات الثقافية
،إذ يوجد في مصرعشرات المعارض في معظم مدنها ولاسيما منها المدن التي تعد مقصدا للزوار والسياح ،ولعل من بين  المعارض والمتاحف المعنية بالفن والتي يحرص   السياح على زيارتها متحف الفن المعاصر المصري الذي يقع حاليا في مجمع الأوبرا وهو أول تأسيس حديث لإقامة متحف يضم لوحات فنانين تشكيليين مصريين ،حيث كان يتنقل هذا المتحف بين العديد من المناطق حتى وصل إلى ميدان فيني بالدقي ولصغر مكانه بالدقي خاصة مع ازدياد اللوحات الموجودة فيه تم نقله  إلى دار الأوبرا ،وقد افتتح هذا المتحف في العام 1991 .جمعت اللوحات في بادئ الأمر من قبل وزارة المعارف (وزارة الثقافة حالياً) وكان ذلك في العام 1949  حيث كانت الوزارة  تأخذ الأعمال من الفنانين التشكيليين المصريين ،سواء بالإهداء من هؤلاء الفنانين أو بشرائها منهم ،وشيئاً فشيئا ازداد ت اللوحات والمنحوتات حتى أصبح المتحف حاليا يضم أعمالا تبدأ من رواد الفن : محمود سعيد وعبد الهادي الجزار واحمد صبري وسيف والي وأدهم والي..إلى جانب مجموعة كبيرة من رواد الحركة التشكيلية الحديثة في مصر. وفي سؤال إلى أحد المشرفين إن كانت هناك أية معايير لانتقاء اللوحات الحديثة التي تعرض في المتحف؟قال: نعم هنا كلجنة متخصصة مكلفة بانتقاء اللوحات المهمة والفنانين المهمين في تجاربهم مناج للموافقة على عرضها في المتحف وهذه اللجنة هي مجموعة من المختصين التي تعمل على وضع نظام عرض اللوحات بالمتحف وتقسيمها أي تعمل عرضاً خاصاً بالنسبة للمدارس الفنية وعرض مرحلة الفترة الزمنية للفنانين حتى الشباب،بمعنى أن اللوحات هنا بالمعرض مقسمة بالفترة الزمنية حيث  أن اللوحات الموجودة بالمعرض تبدأ من العام 1940 ثم المعاصر فالأحدث.. التنظيم في المتحف لم يكن على أساس المدارس الفنية فحسب بل هناك أيضا عدة مزايا ومعايير يتم على أساسها تنظيم وعرض الأعمال  ،بمعنى أن المتحف له ثلاثة أدوار يبدأ من المدخل الرئيس وهو قاعة كبيرة ومن ثم الدور الأول والدور الثاني وكلدورمنه فيه مجموعة كبيرة من اللوحات تبدأ من الرواد حتى المعاصرين ،الدور الأول فيه لوحات لكل من محمود سعيد وفاروق حسني وأحمد نوار ومنير سمعان وطه حسين وحامد عويس وعلي نبيل وهبه وعزت بشداشي  وحلمي التوني وأحمد فؤاد سليم ،وفي هذا الدور لا توجد لوحات للشباب نهائيا  ،إذ كل اللوحات المعروضة به تعرض لمجموعة فنانين تركوا بصمة واضحة في الفنون التشكيلية المصرية المعاصرة أما الدور الثاني فتوجد به لوحات لكل من أحمد صبري ومحمود سعيد وغيره من الرواد بجانب المعاصرين أيضا والشباب. فضلا عن ذلك يوجد قسم خاص للترميم بقطاع الفنون التشكيلية الذي يبعث على فترات منتظمة لجان فحص تقوم بالكشف عن جميع اللوحات بأحدث التقنيات بحيث لو وجدت تشققات أو شروخ في لوحة ما تقوم اللجنة بأخذها على الفور لترميمها وإعادتها مرة أخرى للمتحف في أسرع وقت. كلما تجولت تتمنى أن تعيد النظر مرات ومرات في هذا الروض من الألوان الساحرة وقد شكلها بتعابير فنية نادرة فنانون أفنوا حياتهم من أجل أن يتركوا أثرا خالدا لأجيال لا تمل من الفن والجمال منذ أقدم العصور وحتى الآن،مئات من اللوحات من كل الأحجام والأشكال والأساليب والمدارس والتيارات الفنية التي عرفت في مصر وتأثر بها فنانوه أو لعل درة المتحف وجوهرته هي الجدارية العريقة للرائد الفنان الكبير محمود سعيد وهي تعلو بهو المتحف.