اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > طبيب: تدخين حجر الاركيلة الواحد يساوي ثماني سجائر

طبيب: تدخين حجر الاركيلة الواحد يساوي ثماني سجائر

نشر في: 26 مايو, 2012: 06:40 م

 كتب/ فرات إبراهيم ارتسمت غمامة بيضاء فوق رأس الطفل البالغ من العمر14 عاما وهو يبث سموم الاركيلة التي بين قدميه الى اعلى السقف في منظر سوداوي مؤلم، فكيف بهذا الطفل الذي ادمن التدخين في هذا العمر ان يصحو من سمومها وجميع اعضاء جسده ودمه قد تشبع بمادتها القاتلة ،
 هؤلاء ضحية جيل كامل غرق في مستنقعات الحروب والحصار والافلاس فالبعض منهم ارتسمت صورة والده مقطع الاشلاء امام ناظره فارتسم الرعب في نفسه، وافلت في ذات الوقت من غياب الرقيب او الناصح والبعض الاخر وجد في عدم مبالاة عائلته لكل تصرفاته ضوءا اخضر للدخول الى عالمها المخيف والمرعب ، جيل كامل افلت من رقابة الاباء في زمن كان الاباء يتوسلون بضعة ايام من الاجازة للهروب من خنادق الموت  للنوم طويلا بعيدا عن اصوات المدافع وشظايا حروب الكرامة. نصاب بالذعر امام سمومها خاصة اذا ما تم خلط تبغها بمواد مسكرة وهذا ما يلجأ اليه اغلب الشباب في مقاهي الاركيلة التي انتشرت مؤخرا كالاخطبوط في مساحات الاهتمام والولع بها ، فالسيجارة والاركيلة كلاهما يحوي من السموم الكثير، وغاية ما ترشدنا اليه هذه الأبحاث العلمية أن الاركيلة لا تقل ضررا على الاطلاق عن السيجارة، ولهذا يخطئ من يظن أنه ومن خلال انتقاله الى الاركيلة من السيجارة فانه سوف يستطيع لاحقا أن يتوقف عن التدخين، بل على العكس تماما سوف تزيد الحاجة لديه ويزيد ادمانه وذلك للزيادة الملحوظة في نسبة النيكوتين في الاركيلة مقارنة مع السيجارة، اضف الى ذلك أن السيجارة تخضع لصرامة شديدة في التصنيع مقارنة بصناعة المعسل البدائية نسبيا، ولهذا فاننا نجد أن نسبة المعادن الثقيلة تقل بشكل كبير في السيجارة عن الاركيلة، وكذلك المواد بالنسبة للمواد المسرطنة وكمية القطران الناتجة من عملية الاحتراق.أصحاب مقاهي الاركيلةابو علي صاحب مقهى في منطقة البتاوين يقول : في احيان كثيرة يأتي الى المقهى اطفال لا تتجاوز اعمارهم الـ 14 عاما ويطلبون الاركيلة  وكثيرا ما امتنع عن تقديمها لهم لانهم لا يدركون حجم المخاطر من تدخين الاركيلة وهؤلاء اغلبهم من الصبية الذين تركوا دراستهم او انشغل الاباء عنهم بسبب صعوبة الحياة والعمل طوال ساعات النهار  ولكوني (على باب الله ) فان اغلب زبائني هم من هذه الاعمار ولو امتنعت عن تقديم الاركيلة لهم فلن احصد شيئا من الرزق ولكني بالرغم من هذا احاول توعيتهم بمخاطرها وسبق وان كلمت احد الاباء حول ابنه فكان جوابه لي ( خليه براحته). اما صاحب المقهى علاء عبد الله فيقول ان الصغار هم زبائن المقهى ويدفعون مبالغ كبيرة لتدخينهم الاركيلة مع طلبات الشاي ولعب الدومينو ، وبسؤالنا له عما يمليه عليه ضميره من المشاركة في مثل هكذا اعمال قال : انا لست مصلحا ولا علاقة لي بهم فكان الاجدى بعوائلهم ان يصلحوهم وانا على باب الله ولا اريد ان اطردهم من المقهى لانه محل معيشتي .وقال مواطنون ان "ظاهرة ارتياد الاطفال للمقاهي اصبحت منتشرة في مختلف مناطق بغداد لافتين الى أن "الأطفال الذي يدخنون الارجيلة يقومون بتجميع ثمنها من مصروفهم الشخصي على حساب صحتهم ودراستهم "، مطالبين بـ"معاقبة اصحاب المقاهي الذين يسمحون للأطفال بالتدخين او من يقدم لهم هذه الخدمة".احد الاطفال الذي يبلغ 16 عاما قال إنه مضى على بدئه التدخين زهاء اربع سنوات دون علم ذويه ، مشيرا الى أنه غالبا ما يأتي مع زملائه لتدخين النرجيلة واللعب في أحد المقاهي ايام العطل ولمشاهدة مباريات كرة القدم . واوضح انه واصدقاؤه يجمعون ثمن تدخين الاركيلة من مصروفهم اليومي.أطفال الاركيلةعلى بساطتهم وعفويتهم الطفولية قبلوا ان اتحدث معهم واصورهم، دار هذا الحوار بيني وبينهم: منذ متى وأنت تدخن الاركيلة؟ منذ تسعة سنوات حينما كان عمري 5 سنوات. وكم عمرك الآن؟ 14 عاما. من شجعك على هذا؟ والدي. كيف؟ هو يدخن الاركيلة في البيت وكنت انا واخي نعدها له ويأخذ منه نفسين ويتركها فنقوم انا واخي الى تدخين الباقي. وهل شعر بكم؟ نعم ولم يهتم للامر مما شجعنا على المزيد.هل تستطيعان أن تتركاها؟لا .لماذا ؟ لاني اذا لم ادخنها اشعر بـ(الدوخة) وأقع على الارضيسمون الاركيلة الواحدة بالحجر كم حجرا تدخن في اليوم؟ ثلاثة.هل تأكل جيدا.لا مرات لا اشتهي الفطور واكل وجبة واحدة في اليوم.لقاء مع الطفل الثانيمنذ متى وأنت تدخن الاركيلة؟حينما كان عمري 6 سنوات.هل يعلم والدك بأنك تدخن؟ نعم يعلم لكننا احتراما له لا ندخن امامه.هل تستطيع ان تترك الاركيلة؟لا لا استطيع راسي يؤلمني اذا لم ادخنها.من يدخن في البيت غيركما؟كلنا ندخن ماعدا والدتي واختي الصغيرة (بالكماط) لا تدخن حتى اخي الذي عمره سنتان يدخن.حقيقة كنت أنوي إكمال التحقيق بزيارة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية لاني تصورت وقبل كتابة الموضوع ان هؤلاء هم ضحايا اهال يعانون العوز والفقر لكني وجدت أغلب من التقيتهم من الميسورين فانتفت حاجتي لسؤال الوزارة وأخيرا.إذا قلنا تقع على عاتق الأب مسؤولية الحفاظ على ابنائه من شرور الاركيلة نجد انفسنا امام مثل ذائع الصيت (اذا كان رب البيت بالدف ناقرا ) هؤلاء ضحية تخلف وتربية غير سوية يمارسها الاب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram