TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شناشيل:من بريد العم "ياهو"!

شناشيل:من بريد العم "ياهو"!

نشر في: 26 مايو, 2012: 07:15 م

 عدنان حسين  تكرّمت عليَّ زميلة وصديقة بخبر مصور مثير للاهتمام حمله إليّ أمس العم "ياهو"، ساعي البريد الإلكتروني الأول في العالم. والخبر بكل بساطة يتعلق بأول اجتماع للحكومة الفرنسية التي شكّلها للتو الرئيس الجديد فرانسوا هولاند الذي تبادل السلطة مع سلفه نيكولا ساركوزي بلمح البصر على طريقة الفرسان النجباء النبلاء الكرام.
يقول إن منشوراً بصفحتين اثنتين وُزّع على أعضاء حكومة هولاند الأولى في اجتماعهم الأول، وطُلب إليهم أن يوقعوا عليه متعهدين بتطبيقه والتقيّد ببنوده.وممّا جاء في المنشور:- يُمنع على كلّ وزير إجابة أيّ دعوة شخصيّة تأتيه من الخارج سواءً من حكومات أو أشخاص.- يجب على كلّ وزير أن يُعيد إلى الدولة كلّ هديّة يتحصّل عليها من أشخاص تفوق قيمتها 150 يورو (200 دولار أميركي).- يُحظر على كلّ وزير أيّ تدخّل لصالح فرد من عائلته أو أقاربه. ويحيط المنشور الوزراء علماً بأن الدولة الفرنسية لا تتحمّل إلا المصاريف التي يحتاج إليها الوزراء في مهماتهم الرسمية ضمن وظيفتهم ولا تتحمّل أيّ مصاريف أخرى. ويتطرق المنشور إلى الحماية الأمنيّة للوزراء مؤكداً أنها "يجب أن تكون مبرّرة ولأسباب استثنائية، أمّا في العادة فيجب أن تكون تنقّلاتهم في سيارة الوظيفة سرية ومع احترام قوانين السير على الطرقات". ويختم المنشور بوصية ثمينة تشدّد على أنّ "العلاقة بين المواطن والحكومة هي علاقة ثقة، وإذا وقع تجاوز حتى ولو بصفة فرديّة فإنّ هذه الثقة ستسقط إلى الأبد، لذا ينبغي دائماً الحفاظ على هذه الثقة".بعدما فرغت من قراءة الخبر لم أملك إلا أن أردّ في الحال على الزميلة الصديقة التي كلفت العم "ياهو" بإبلاغي إياه، كاتباً: "إنهم يقلدوننا سيدتي.. ههههههههههههههههه، فقد سبقناهم، ولذا كان وزراؤنا ونوابنا فقراء يركبون البايسكلات في تنقلاتهم مثل فرانسوا هولاند!!!!".كل من لديه شك في ما كتبته إلى زميلتي وصديقتي أو لديه اعتراض، عليه أن يذهب الى مخزن العم "غوغل" في شبكة الانترنت، الذي يحتوي على الكثير، وليس الكل، من الشاردات والواردات في ما يتعلق بوزرائنا ونوابنا وسائر الكبار من مسؤولي دولتنا التعيسة... يضع اسم هذا المسؤول ليكتشف حجم الابتلاء الذي نبتلي به بسببهم، فمن النادر أن نجد وزيراً أو نائباً أو محافظاً أو مديراً أو مفتشاً من دون فضيحة بجلاجل على صعيد الفساد المالي والإداري... وحتى الأخلاقي!جائزة لمن يثبت العكس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram