اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الأوكراني لوتشينيتسيا والروماني مونجو يضعان أيديهما على جوائز المهرجان

الأوكراني لوتشينيتسيا والروماني مونجو يضعان أيديهما على جوائز المهرجان

نشر في: 26 مايو, 2012: 07:57 م

"كان" /  عرفان رشيدو كنتُ ضمن لجنة التحكيم الدولية للدورة الخامسة والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي لأقترحت على رئيسها المخرج والممثل الايطالي نانّي موريتّي أن يقسم السعفة الذهبية وجائزة لجنة التحكيم الخاصة بين فيلمي "في الضباب" للأوكراني سيرغي لوتشنيتسا، و"وراء التلال" للروماني كريستيان مونجو. ولأقترحت على موريتّي أيضاً أن يمنح جائزة أفضل ممثلة إلى الفرنسية الحسناء ماريون كوتيار عن دورها العسير في فيلم "صدأ وعظام" للفرنسي جاك أوديار،
 وجائزة أفضل ممثل إلى النجم المسرحي والسينمائي الفرنسي دينيس لافان لتعقّد ما أناطه به المخرج الفرنسي المتميّز ليوس كاراكس في فيلم "هولي موتورز". لقد دلّل لافان من خلال الدور على قدرة تمثيلية عالية ورائعة ورحل بين أكثر من عشر شخصيات تداخلت في ما بينها وتقاطعت وتباينت عمرياً وشكلياً وأدوات. وبرغم قناعتي بأن هذا الممثل دخل مفكرة أعضاء لجنة التحكيم منذ اللحظة الأولى، فإنه لا ينبغي تناسي وجود نجم كبير مثل الفرنسي جان لوي ترينتينيان، الذي حضر المهرجان بدور في فيلم "حب" للمخرج النمساوي مايكل هانيكة. بالتأكيد ستأخذ لجنة التحكيم الدولية باعتبار كبير عودة هذا الفنان إلى المهرجان بعد أكثر من عشر سنين، وقد لا يعود إلى كان في وقت قريب بسبب انتقائيته للأعمال التي يشارك فيها وكونه في عمر متقادم. أو قد تستحدث له اللجنة جائزة خاصة تُصاغ على مقاسه.ما أقول عبارة عن تكهـنات لا أكثر، وقد لا يتحقق منها أي شيء لكن ما شاهدناه في هذه الدورة من المهرجان أبرز هذه الأفلام وهؤلاء النجوم.حاملون لخطايا الآخرينلا فرق لدي أن ينال الأوكراني سيرغي لوشنيتسا أو الروماني كريستيان مونجو السعفة أو جائزة لجنة التحكيم الكبرى، فكلاهما يستحقانها وكلاهما أنجزا فيلمين رائعين يعبّران عن كنه السينما الحقيقية من دون رتوش أو فذلكات إخراجية أو مؤثرات خاصة. ففيما كانت كاميرا مونجو، كعادته، بمستوى النظر، ولم تتعدَّ انتقالاتها عن أكثر من خمس وعشرين حركة، فقد تمكن لوتشينتسا من تحريك تلك الكاميرا بأناة وعناية كبيرتين منحت عين المشاهد قدرة الرؤية دون تلصّص متحوّلاً إلى المراقب الأساسي لما يجري أمام ناظريه.ومنح الحوار الهادئ القريب من الهمس، في كلا الشريطين، المشاهد إحساس من يقرأ كتاباً في سرّه، مستمعاً إلى صوته الداخلي، أو كمن يجلس أمام أناس (ونساء في حال فيلم مونجو) قرروا تقديم شهادتهم النهائية التي تقرب من الوصية، لكن دونما استعطاف مجاني للمشاعر أو للشفقة.واستند كلا الفيلمين الى ثلاثي بدأت بهم المأساة وتنتهي بهم. فها هو مونجو يقارب من جديد بين صديقتين حميمتين تسعى إحداهما ( آلينا - أدتها كريستينا فلوتير) إلى استعادة الأخرى (فويشيتا-أدّتها كوزمينا ستراتان) بعد أن تركت محل إقامتهما المشترك في برلين وعادت إلى رومانيا لتعيش في دير خلف التلال القريبة من العاصمة الرومانية بوخاريست، لكن ثمة ثالثاً يحول دون إمكان العودة وتتمثّل بالدير الذي التجأت إليه المترهبنة، وباتت المؤسسة الدينية ممثلة بالراهب حاجزاً بين الفتاتين. لكن الحب العميق الذي تحمله الفتاة القادمة من برلين لصديقتها يدفعها إلى الذهاب إلى أقصى الخيارات، أي التضحية بنفسها مصلوبة على صليب بدائي الصنع، بالضبط كما صُلب المسيح.نفس الصليب يحمله المواطن البيلوروسي فلاديمير سوشينيا (أدّاه ببراعة فائقة فلاديمير سفيرسكي) الذي يعتبره الأنصار المناضلون ضد الاحتلال النازي خائناً ويعاديه المحتل النازي وأعوانه من المتعاونين البيلوروسيين لأنه رفض التعاون معهم، فيستنبط القائد النازي للمنطقة طريقة لعينة لعقابه بإبقائه على قيد الحياة دون شنقه مع زملائه في باحة القرية، ليموت كل يوم عشرات المرات تحت وطأة الفضيحة والخوف. وحين تحل لحظة تنفيذ حكم الاعدام به من قبل صديق طفولته (بوروف- أدّاه سيرغي كوليسوف)  تبدأ المأساة الحقيقية، فبعد أن انتهى سوشينيا من حفر قبره وقبل انطلاق تلك الرصاصة يُصاب بورف بطلق ناري من قبل الشرطة تُرديه جريحاً.في العادة، وكما هو منطقي في الحالات يُفترض أن يهرب سوشنيا المتهم بالخيانة والمحكوم بالإعدام، إلاّ أنه يربأ بنفسه عن إبقاء رفيقه الجريح عرضة للموت البطيء ونهش الغربان التي تراقب احتضاره المتواتر، وتبدأ رحلة البحث عن طريقة لإيصال الجريح إلى مأوى آمن تحت رقابة بندقية النصير الآخر ( فويتيك- أدّاه فلاد إيفانوف)، ويحمل سوتشينيا صديق عمره الجريح على كتفه، بالضبط كما حمل المسيح صليبه في طريق الجُلجُلة. وتتاح له فرصة رواية حقائق الأحداث التي وقعت وجعلت الشكوك تحوم حوله واتهامه بالخيانة وبالتسبب في إعدام ثلاثة من أبناء قريته، لكن الجرح الغائر بسبب الطلق الناري يقتل الصديق الذي لم يتمكن من الاستماع إلى تلك الشهادة، ولذا لن يكون بمقدوره الدفاع عنه أمام محكمة الأنصار.خيبة كبيرةلم يحفل هذا المهرجان بأعمال كبيرة للغاية، لكنه حفل بخيبات واضحة ومثيرة للتساؤل، فبعدما شاهدنا عمل الإيطالي ماتّيو غارّوني (رياليتي) لم نكن نتوقّع مشاهدة ما هو أسوأ منه حقاً، وجاء شريط البرازيلي فالتر ساليس "على الطريق" ليثير خيبة كبيرة ويحتل موقع المؤخرة ما بعد غارّوني، وإذا ما دقّقنا بالإمكانات والمواهب التي وضعها منتج الفيلم فرانسيس فورد كوبولا أمام ساليس فإن الخيبة ستكون أكبر، وتزيد هذه الخيبة عندما نرى أن س

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram