اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > وأنا أكتب تنظر لي الوَزَغة*

وأنا أكتب تنظر لي الوَزَغة*

نشر في: 26 مايو, 2012: 07:57 م

ياسين طه حافظبين أناسٍ لا اعرفهم. كل يتحدث عنها:كيف تَسلّق للضوءِ،كيف رأى في مدن التهريب براءتَها ،كيف اصطدمت جبهتُه في لحم البقرة ورأى أحشاءَ مدينتِهِ ...
كل قالْ: لستُ الأول لست الثاني لست العاشرْ خدَعَتْنا الواحدَ بعد الآخرْ .ابقَ مكانكَ حتى تقف العرباتُ لنمضي فقد اختلطت أيامُكَ بالطرقات.لا تسأل. أنت تعيش مخازنَ ، أسواقاً ، جدراناًوشبابيكْ صبراً حتى تقف العربات .rnوأنا فوق الكرسي ، تمرّ العجلات على السطحْ ،اسمعها ترتجّ الجدرانْ.قال طبيبٌ: "غيّر هذا الكرسيَّ، وخذهذي الحبات البيضَ تقيك الصدمة .."أخطأتُ بحبّات أخرى!rnماذا تنفعني اللهفة للوجه يذكرّني بجمالٍ لا يفنى ماذا ينفعني وأنا أتعثّر في خِرقٍ صوفيةأتوقّى البردَ ومنتظراً يبتسم المعنى؟rnتعِبَتْ هذي الشجرةمن شدّ الريح تطأطئها للأرض.كل الأغصان الخضرْ تخسر، وهي تريد الشمسَ، كرامتَها.rnصار حديثي وحدي، ما احتجتُ إلى أحدِ ،زمنٌ للتدريب على الوحشة.زمن أتذكُّر كم أبعدتُ حجاراً وأكفّاً قاتلة كي أعبر أسيجةً ، حتى اشتعل الأخضر وعبرتُ، عبرتْ جثث للدفن.rnصوت من رأسي مثل السكين:"انظر تلك الغجريةبارعةً تَحْتَكَ مثل بغيٍّوتقوم بحزنٍ مثل ضحيّة.."هذي مدن للغزوِ. لغزاةٍ مكتنزينَ لحوماً وحقائبْ.مدن صُنِعَتْ لتكون مباغي.خذ سجّادَتَكَ. القِبْلةُ للحائطْ.ماذا تنفعك السفن اللا تُرضَى في العصر بضاعتُها؟شيءٌ واحد.سيقوله عنها فقراءُ الجمعة،ويقوله محترفو نقشِ قصورِ السادةِ،بستانيو الأمراءْ:"يا لنظافتها! يا للّمعانْ يأتي من مخلوقٍ رثٍّ يجثم في قاعْ.."rnحسناً إني راضٍ أرجعُ من غير هدايا فأنا سافرتُ بغير متاعْ.لو تتركني مخلوقات الطينْ أبحث في أكوام القشْ،عمّا يفرح ذاك المحنيَّ كسيراً فوق سياجْيضحك منه صيارفةٌ عَجلِونَ وضباط بنياشين. هو هذا الإدمان على اللاشيءِ، أعودُ كأي جهولٍ ثانيةً عاشرةً. أترصّدُهُ وأراهُ وافقدهُ .يا معنى العالم يا روح قصيدي ما زلتُ، كما من قبل، على مذبحة الكون أحمل قرباني ونشيدي.rnهذا الغصن المكسورْ يرسم فوق الماءِ القصةَ كاملةًَ:يومَ تسلقّتْ الأكتافَ المرتجفة أشتِمُ أبراجَ القلعةِ... ،الأكتاف ارتحلت. والقلعة؟تسخرُ مني أنيابُ نيونٍ وبنادقْوأنا في القبو الأول، اقضي السهرةَ وحديأقرأ تاريخَ تنانينْ..rnما زلت أحسّ رطوبةَ تلك الأرض على خاصرتي .هل تدري "القشلةُ" أني مسجونٌأمتاراً عنها؟ و"بريد" العالم أني مقطوعْ؟مصلوب فوق الأرض يسوعْ .وكما من قبلُ أقيءُ مشاهد ناسٍ يعترفون وخيوطٌ حمَر تجري نقطاً نقطاً هي والكلماتْ.rnمشكلتي أني أزعجت المرضى والمطرودينْ من فِرَق الموسيقى وتكايا المعتكفين."لا، لن أكذبَ! كُفَّ الجَلدْ،هذا ما أعرفه، اعترفُ الآنْ:كلّفني اللهْ،اكتب فوق جدران الكون شعاراتْ!"rnهو هذا الشرك الصعبْ:هل يتركني الجالس في الشرفة أُربِكُ هدْأتَهُ أم يُرديني؟الحكمةُ جائرةٌ. والغرفة مغلقةٌ منذ سنينِ موسيقى الحزن البشريراكدة فوق الروحْقلمي لا يدري ما يكتبهُ، الغرفةُ مغلقةٌ منذ سنينِrnالتاريخ المجذومْيحتلُّ فراشيْويمدّ يديهِ إلى طبقي.هل تنجدني "نوزادٌ؟ وأراها ثانيةًتمشي في الفردوس، كما هي في ذاكرتي، تُنسيني حَبَّ الامازونةِ، مصاصةِ أجساد الرهبانْ ورعاة الريفْ،والآتين حديثاً للميدانْ؟rnأُمسك مصطبةً، وكما نوحْأجلسُ أو أطفو، لا فرقْفكلتا الضفتين تُضيّعُني، لا أعرففي الاثنين مكاني العالم حولي لَزِجٌ والعجلات تدوّرُني وتدوِّر أقطاباً معَها، العجلاتْ!rnماذا أفهم من هذي الفوضى ،من أشكال الطين المشتبكات وهذي الضوضاءْ؟هل أحدٌ يمنحني سقفاً،يغلق هذا البابَ المفتوحَ إلى الله لكي ارتاحْ؟rnأُغمض عينيَّ بصمتٍ أتذكرُّ أوجهَ مَنْ أحببتْ.أُجلِسهُم في الليل جواري أو فوق سريري أو مثل الله، أُكلّفُهم بكِتابة أشعاري.هم أولاءْيُقْصون الموتَ وهم أولاءْيُنسون المتوحِّدَ ما يُفزِعهُ لكني لا آمَنُ أن يحتال عليهم ويمدُّ يديهِ السوداوينِ إليْ يخنقني ويعودْلظلام البستان.rnقلمي بيدي، نظراتي واجمةٌ والكفن الأبيضُ يرصدُ وجهي.هو هذا الكون الأحدب يعبث في جسدي،يثلِمُهُ، ويعطّل مكبِسَهُ...،لو أنه نومٌ وغياب،لو أنه غصنٌ يسقط في غابْ...،لو أنه... ، إلا هذا الموت الهمجي!rnأتعبني المختلفانِ، جمال الدنيا ورداءتُها،روحيَ والتاريخ خطأ أُولد بين مصارف عابسةٍ وبنادقْلكني الآن أعيش بأطرافٍ أربعة مهترئةأدخل كل مساءٍ طيات زقاقٍ ناسُهُ كلُّهُمُ سيموتون وأخرج كل صباحٍ من طيّات زقاقٍ ناسُهُ كلُّهُمُ سيموتونْ.rnيا روحي ، يا هذا الشاعر يجلسُ وحدَه،هل أكملتَ الزحفَ على الأسطِرِ،فوق قناطرَ زائفةٍ؟هل أحسنت صياغتَها؟هل أمّنت حراستَها من عطَبٍ؟... هل تسمع قَرْضاً؟فأراً أو ماكنةً:تلَفٌ   تلَفٌ    تلَفٌ   تلَفٌ   تلَفٌ...rnدعني أجرع هذي الكأس المسمومة كي لا تعبرْ، ننظرُ للشمس ونُطْفَأُ نحن مخاليق ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram