علاء حسن الجرة بالدارجة العراقية "التُنكة" توفرت لها في هذه الايام ظروف مناسبة لاستعادة حضورها الغائب منذ عشرات السنين، نظرا للحاجة الضرورية لخدماتها في توفير الماء البارد نسبيا ، في اجواء ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة تخفيض ساعات القطع الكهربائي المبرمج ، لان هذا الملف دخل في مدار التجاذب السياسي ،
والوعود الحكومية في توفير الطاقة اصطدمت بعراقيل وعقبات كثيرة ، ولا يوجد في الافق مؤشرات انفراج، بسبب انشغال الاطراف المشاركة في الحكومة بأزمة اندلعت منذ نهاية العام الماضي ، ودخل رؤساء الكتل والقادة السياسيون في سجال مستمر، للبحث عن مخرج ، او عن ضوء في نهاية النفق المظلم ، بحسب تعبير جميع اعضاء مجلس النواب الحريصين على اطلالتهم اليومية عبر شاشات الفضائيات، ليحذروا من مخاطر مواقف هذا الطرف، وتلك الكتلة على مستقبل العملية السياسية ومصير الديمقراطية في العراق .الحديث عن المستقبل اخذ مساحة واسعة هذه الايام من التصريحات، وكل جهة تدعي انها الوحيدة القادرة على ضمان الغد المشرق للمواطنين، ومع بدء العد التنازلي لموعد اجراء الانتخابات المحلية، وبعد الاتفاق على اختيار مفوضية جديدة مستقلة، تأخذ على عاتقها تنظيم العملية الانتخابية سيكون مستقبل العراقي مرتبطا برئيس هذه القائمة وليس غيرها، لمواقفه البطولية الشجاعة في حروب الردة، وداحس والغبراء، والبسوس، ووقوفه مع عنترة بن شداد في مواجهة الاعداء ، وهذا القائد التاريخي يستحق اصوات الناخبين ، لانه فرش جناحيه الكبيرين كأي طائر خرافي على مساحات جغرافية شاسعة، وبرحمته وعطائه وكرمه ، منح الخبز للفقراء ، وجعلهم يرتدون الاحذية لتجنب لدغ الافاعي والعقارب، وحافظ على امنهم من اعداء الداخل والخارج، وشيد لهم البيوت الطينية في اطار خطته الخمسية الانفجارية، وحشد جهود الكوازين لصناعة المزيد من الجرار لتحقيق شعار "في كل بيت تنكة" اي جرة لمواجهة لهيب الصيف المعروف بانه كان "ابو الفقراء" واليوم تحول الى مارد يعكر المزاج العراقي، ويقف مع الارهابيين في تهديد حياة الأبرياء.الساحة العراقية ولله الحمد ، تضم الاف القادة التاريخيين، وكانت برامجهم قبل خوض الانتخابات التشريعية السابقة تتضمن عبارة حل مشكلة الكهرباء، وتلبية كل المطالب، خلال مدة زمنية قياسية ، وبعضهم ذكر في برنامجه تشريع قوانين تسهم في رفع المستوى المعيشي والقضاء على البطالة ، ورعاية الايتام والارامل ، وتحسين الخدمات باعادة البنية التحتية المدمرة وبجوار "التحتية" هناك اشارات لتطوير التعليم العالي واعتماد الكفاءة في توزيع المناصب ، والقضاء على الاصطفافات الطائفية، و "اسفل التحتية" الانفتاح على العالم الخارجي ، لتطوير الثقافة والفنون ، والقضاء على الامية ، وتوفير الدخل الثابت للعراقي باقرار قانون الضمان الاجتماعي ، وتحديد هوية النظام السياسي بدولة مدنية ، تعتمد المؤسسات والحكومة الالكترونية لتحسين الاداء التنفيذي ، لتحقيق مستقبل افضل ، اولى خطواته الغاء نظام القطع المبرمج ، والزام العراقيين بترك "التنكة" والكف عن استخدامها لان مستقبلها "كحف".
نص ردن:مستقبل الجرة
نشر في: 27 مايو, 2012: 08:38 م