 بغداد / المدى تتصدر شحة مياه الشرب قائمة المعاناة الطويلة التي ترهق المواطنين، مع بداية فصل الصيف من كل عام، إذ تشهد مناطق عدة انقطاعات في شبكات الماء، لتضيف عبئا آخر إلى جانب معاناتهم من تردي واقع الطاقة الكهربائية. وتقول المواطنة سهاد النعيمي: "نحن نعاني كثيراً، فبسبب انقطاع التيار الكهربائي لا يمكننا الحصول على مياه الشرب، حتى بتنا لا نستطيع الاستغناء عن استخدام مضخات لسحب المياه".
وتضيف "كما أن الاستعانة بهذه المضخات لم تحل مشكلة مياه الشرب، إذ برزت معاناة أخرى تمثلت في أن المياه التي يحصل عليها المواطن من الحنفية ملوثة ولا تخلو من الشوائب".ويؤكد الحاج أبو حسين، وهو صاحب محل لبيع مختلف أجهزة تصفية مياه الشرب، أن هذه المعاناة دفعت العديد من العائلات إلى اقتناء هذه الأجهزة بدلاً من شراء قناني مياه الشرب المعبأة، لأنها تقوم بتصفية مياه الحنفية من الشوائب والأملاح.وبالرغم من إعلان دائرة بحوث وتكنولوجيا البيئة والمياه عن احتمال تلوث المياه المعبأة، إلا أن الناطق باسم وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي عبد الزهرة الهنداوي نفى وجود مثل هذا الأمر، مشيراً إلى أن المعامل التي تنتج هذه المياه خاضعة لفحوص السيطرة النوعية.وبين في حديث لإذاعة "العراق الحر" أن التلوث الذي حصل في مياه الشرب المعبأة سببه أن بعض المعامل العراقية للمياه المعقمة تبدأ بالعمل قبل اكتمال الشروط المناسبة للتأسيس، فيكون هناك عدم اكتمال في خطوات التعقيم.وتابع بالقول: "لقد منحت مديرية التنمية الصناعية التي تعد جهة إصدار إجازات التأسيس، نحو 300 أجازة، وأرسلت عناوين المعامل المجازة إلينا، وبعد البحث والمراقبة والكشف اتضح أن معملين منها فقط ملوثة وتم إيقافهما".من جهته أشار المتحدث باسم أمانة بغداد صباح سامي إلى أن الأمانة بصدد إكمال مشاريع الماء الصالح للشرب التي سيتم افتتاحها قريبا، والانتهاء من أزمة شح المياه الصالحة للشرب لغاية عام 2030.وأوضح أن مياه الشرب التي تحمل شوائب أو لونها يكون غامقا، قد يكون السبب تحطم واحدة من أنابيب شبكة المياه، كما أن استخدام المضخات لسحب المياه يؤدي إلى سحب الشوائب العالقة بالقرب من تلك الأنابيب.إلى ذلك قال المتحدث باسم وزارة البيئة مصطفى حميد مجيد: إن نسبة تلوث مياه نهري دجلة والفرات مرتفعة، ولا توجد حلول ناجعة من قبل أمانة بغداد حتى الآن، مشيراً إلى أن ابرز المخاطر التي تواجه تلوث مصادر المياه هي مشكلة النفايات الطبية التي تعد المستشفيات والمراكز الطبية من مصادرها.