الموصل / نوزت شمدين ناقش مجلس أمناء مدينة الموصل القديمة، الاستعدادات لإطلاق مشروع التجديد الحضري لمدينتهم، الذي يهدف إلى الحفاظ على النسيج العمراني، وإعادة الحياة إلى مهن وحرف قديمة اشتهرت بها المدينة طوال قرون خلت. ونبه المحافظ أثيل النجيفي الذي حضر الاجتماع، إلى أهمية إطلاق المشروع
، لما يمكن أن يحققه من فوائد على المستويات الاقتصادية والاجتماعية.واستدرك "لكن قبل ذلك يتعين إعداد مستلزمات العمل كافة، منها وضع تعليمات وضوابط للبناء ضمن الرقعة الجغرافية للمشروع، وتسلم طلبات المواطنين المتعلقة بإعادة تأهيل منازلهم ومحال عملهم هناك، وتهيئة أجواء إعلامية لنشر الوعي بخصوص المشروع".وخلص الاجتماع إلى تشكيل لجنتين، إحداهما ذات طابع هندسي تراثي، والأخرى اقتصادية اجتماعية، وتم الاتفاق على أن تبدأ المرحلة الأولى من التنفيذ في منطقة (اقليعات) على الضفة اليمنى لنهر دجلة، وأن يقوم فريق عمل متخصص بمسح ميداني، وتقديم مقترحات على أساس ذلك.محافظ نينوى أكثر المتحمسين للمشروع، كان هو من قام بتشكيل مجلس لأمناء مدينة الموصل القديمة، الذي يضم عددا من أساتذة جامعة الموصل من ذوي الاختصاصات المختلفة كالآثار، وعلم الاجتماع، والاقتصاد، والهندسة المعمارية، فضلاً عن موظفين من مديرية بلدية الموصل.ومهمة هذا المجلس، تنفيذ الدراسات التي تعدها شركات أجنبية، على الأرجح تركية، والاطلاع على العروض الاستثمارية بهذا الخصوص لاختيار الأنسب منها.ويرى متخصصون أن أول فائدة ملموسة لمشروع التجديد الحضري لمدينة الموصل القديمة، ستكون منع شمول الأبنية التراثية بالهدم، ومن ثم ترميم وإعادة تأهيل الدور القديمة المتهدمة أو المتضررة، مع الحفاظ على هوية المكان، عمرانياً، مما سيفتح آفاقاً سياحية كبيرة جداً، ستنعكس بالإيجاب على مواطني المنطقة، ونينوى والعراق عموماً.وكان المحافظ قد ذكر لـ"المدى" في وقت سابق أن المشروع لن يتوقف عند إعمار المدينة فقط، "بل سيتعدى ذلك إلى إحداث نقلة اقتصادية واجتماعية أيضاً"، مشيرا إلى أنه "يفكر في إنشاء مراكز لتطوير الكفاءات وتأهيل القدرات، تهتم بتطوير الكفاءات في الحرف اليدوية القديمة، مع فتح أسواق داخل المدينة القديمة يتم فيها عرض الأعمال اليدوية المميزة التي ينتجها حرفيو الموصل".ومع أن الكثيرين يؤيدون المشروع، ويدعمون باتجاه تنفيذه في أقرب وقت، إلا أن هنالك أيضاً منتقدين كثرا، يفضلون الاهتمام بتوفير الخدمات لمدينة الموصل ككل، قبل التركيز على جزء صغير منها.ولفتوا إلى أن هنالك صعوبة في تنفيذ المشروع من عدة جوانب أهمها استغراقه فترة طويلة تمتد إلى نحو 25 عاماً، مع مشكلة في توفير ورصد المبالغ الخاصة بتنفيذه، إضافة إلى مبالغ خاصة للمدربين والمتدربين على الحرف الموصلية على حد سواء، وتخصيص أراض لإنشاء ورش أو أماكن خاصة بذلك.وكان مركز دراسات الموصل، قد عقد العديد من المؤتمرات والندوات، للتنبيه على المخاطر التي تتعرض لها المدينة القديمة، والعمارة التراثية والتاريخية في نينوى على وجه العموم، ومن بين هذه المؤتمرات والندوات (أنقذوا آثار مدينة الموصل)، و(قلعة باشطابيا ومئذنة الجامع النوري)، و(التجديد الحضري لمدينة الموصل القديمة).وذكر مدير المركز الدكتور ذنون الطائي أن العديد من التوصيات تمخضت عن ذلك، ورفعت إلى الجهات ذات العلاقة من خلال رئاسة جامعة الموصل، وأن مؤلفات علمية كثيرة أصدرها مركزه وجميعها تصب في المحافظة على هوية الموصل القديمة، ومنها (الدراسة النهائية للتصميم الأساس لمدينة الموصل)، و(خطوات في تراث الموصل)، و(التوسع العمراني لمدينة الموصل في القرن العشرين).
تواصل الاستعدادات لإطلاق مشروع التجديد الحضري لمدينة الموصل القديمة

نشر في: 27 مايو, 2012: 08:43 م