ثورة مفتي بغداد على الأتراك في عام 1831 انتهى عهد المماليك في العراق باستسلام داود باشا ، ودخول الوالي الجديد علي رضا اللاز بغداد . وقد دشن الوالي الجديد حكمه بمذابح منظمة للمماليك ومصادرة أملاكهم والاستيلاء على ثرواتهم .وفي مايس 1832 هجم جلاوزة الوالي على دار احد المماليك ويدعى رضوان أغا ، فالتجأت زوجته العربية إلى بيت المفتي عبد الغني جميل زادة ( رأس أسرة الجميل البغدادية ) ،
إلا أن جلاوزة الوالي لم يحترموا ذلك وقبضوا عليها وساموها العذاب . استنجد المفتي بمغاوير محلته قنبر علي ونخاهم لحماية السيدة أرملة رضوان أغا ، فهبوا لنجدته كما هي عادة البغداديين ، وفي يوم 28 مايس 1832 ، خرجت تظاهرة شعبية من محلة المفتي وانضمت إليها المحلات الأخرى ، وتوجهت نحو السراي . ووقعت معركة حامية الوطيس مع حرس الوالي ، وبعد تفرق المتظاهرين ، سلط الوالي مدافعه نحو محلة المفتي ، فاحترقت العديد من الدور ، ومنها دار المفتي الجميل التي نهبها جند الوالي وأضرموا فيها النار ، حتى أتلفوها مع مكتبته الثمينة . التجأ المفتي إلى جانب الكرخ ، حيث تضعف سيطرة الحكومة ، فحمته عشيرة عكيل النجدية واستطاعت تهريبه إلى بلدة عانة في الفرات الأعلى ، فبقي فيها سنة واحدة ثم عاد إلى بغداد مستدعيا من الوالي الذي عرض عليه المقاطعات الكبيرة إلا انه رفض ذلك بشدة ، وظل غاضبا عليه طيلة حياته . لقد كانت ثورة والي بغداد عبد الغني الجميل ، من الاحداث المهمة والمثيرة في تاريخ العراق في النصف الأول من القرن التاسع عشر .
حدث في مثل هذا اليوم
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 27 مايو, 2012: 08:49 م