TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > اقتصاديات :ثنائية العمل والبطالة

اقتصاديات :ثنائية العمل والبطالة

نشر في: 27 مايو, 2012: 09:00 م

 عباس الغالبي في الوقت الذي مازالت فيه نسب البطالة مرتفعة في العراق بحسب احصائيات منظمات دولية تتحدث عن نسبة مقدارها 18% ، تنحسر فرص العمل الى حد تدخل العمالة الماهرة ممثلة( بالخريجين من اصحاب الشهادات الجامعية الاولية وحتى العليا ) مع العمالة غير الماهرة ، حيث ينخرط الكثير من الخريجين في اعمال بسيطة لا تنسجم ومؤهلاتهم العلمية ولا تلبي لهم مستلزمات العيش الكريم ، وهي ظاهرة تعود عليها العراقيون منذ تسعينيات القرن الماضي ابان العقوبات الاقتصادية الدولية التي فرضت على العراق .
ولم يكن المشهد خالياً من الاختلالات البنيوية ولاسيما في المؤسسات الحكومية التي تعاني وبشدة من البطالة المقنعة والترهل الوظيفي ، في وقت يعاني القطاع الخاص من سبات شبه تام ، ولم يكن الاستثمار في ارقى حالاته ، ما يجعل العمالة تضغط على القطاع الحكومي باتجاه خلق فرص عمل ، أفضت بالمحصلة النهائية الى ما يسمى بالبطالة المقنعة التي تعج بها المؤسسات الحكومية ، ما يتطلب من الحكومة التي ذهبت وعودها بتوفير فرص عمل للعاطلين ادراج الرياح للاتجاه الى تفعيل الاستثمار وخلق دور ريادي للقطاع الخاص سعياً لامتصاص العمالة وبالتالي خفض نسب البطالة ، حيث يعد هذا المسار هو الحل الانجع في التعامل مع هكذا ظاهرة تكاد تكون ملازمة للاقتصاد العراقي منذ زمن ليس بالقصير .وعلى الرغم من انخفاض نسبة البطالة من 30% الى 11% نهاية العام الماضي 2011 بحسب احصائيات وزارة التخطيط ، إلا ان كثيرا من المنظمات الدولية وبعضها عاملة بفاعلية في العراق بعد عام 2003 تشكك بهذه الاحصائيات وتتحدث عن نسب مرتفعة ، وبعض هذه المنظمات تعطي وتقترح حلولاً إلا ان الجهات التنفيذية تتغاضى عنها لاسباب غير معروفة ، وهذه تعد طريقة غير صحيحة في التعامل مع مشكلات اقتصادية غاية في الاهمية والخطورة ولها انعكاسات سلبية حتى على الجانب الامني ، لان هذه المنظمات وأخص بالذكر العاملة في العراق هي بمثابة جهات استشارية وتتحول في كثير من الاحيان الى تمويلية لمشاريع تراها مناسبة للمجتمع ، في وقت تعاني المؤسسة التنفيذية من تخمة من المستشارين الذين لم يقترحوا حلولاً مناسبة بحسب معطيات الواقع ، وبعضهم تحول الى مادح من الطراز النادر للاجراءات الحكومية مهما كانت تداعياتها ونتائجها، وتحولوا من مستشارين الى مادحين في البلاط الرسمي .وتبقى ثنائية البطالة والعمل ، ثنائية غير متعادلة ترجح فيها كفة الميزان للبطالة ، وتبقى الحلول التي قدمت سابقاً عاجزة خجولة غير قادرة على التصدي ، وتظل مجرد وعود حكومية كانت انتخابية وتحولت الى تنفيذية وستبقى أسيرة الوعود الفارغة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram