TOP

جريدة المدى > سينما > بين الطب والعلم.. حقائق وخرافات عن الموت

بين الطب والعلم.. حقائق وخرافات عن الموت

نشر في: 27 مايو, 2012: 09:05 م

 بغداد/ المدى عندما كثر الجدل حول الطريقة المثلى للتحقق من حدوث الموت، قرر بعض الأطباء في نهاية القرن السابع عشر أن حدوث التعفن في الجسد هو العلامة الأكيدة الدالة على الموت، ولذلك أنشئت مبان خاصة لإيواء الموتى (أو الذين يُظن أنهم موتى) بصفة مؤقتة في انتظار أن يظهر التعفن، ثم يؤخذون إلى المقبرة لدفنهم.
 وفي بداية القرن التاسع عشر صارت ألمانيا رائدة في إنشاء هذه الأماكن التي كان بعضها مزوداً بقاعتين منفصلتين، إحداهما للموتى الرجال والأخرى للنساء، وبعض هذه الأماكن كانت مجهزة بقاعات خاصة بعلية القوم أو الأغنياء الذين يدفعون أجراً مرتفعاً لكي يتركوا موتاهم (يتعفنون) في تلك الغرف الفاخرة، على غرار فنادق خمس نجوم! كما كان يكلف موظفون بالجلوس في غرفة منفصلة (لتجنب الرائحة الكريهة المنبعثة من الأجساد المحللة) وترقب أية علامة تدل على أنهم على قيد الحياة، وذلك عن طريق خيوط مثبتة في أصابعهم ومتصل طرفها الآخر بجرس يرن إذا تحرك الميت. وقد ثبت عدم جدوى تلك الأماكن عندما مضت عشرات السنين ولم يستيقظ ميت واحد، فبدأت تغلق الواحدة تلو الأخرى إلى أن انتهت جميعها مع حلول عام 1940.في عام 1907 قام الدكتور دنكان ماكدوجال من مدينة هافيرهيل بولاية ماسوشوسيتس الأميركية بمراقبة ستة مرضى في مرحلة الاحتضار بعد أن وضعهم على أسرّة خاصة موصلة بموازين وادعى أنه لاحظ نقصاً مفاجئاً في الوزن (حوالي21 جراماً) لحظة وفاتهم! وقرر أن ذلك النقص في الوزن يمثل وزن الروح التي غادرت الجسد!  وبتمحيص ما نشره تبين أنه في حالة واحدة من التجارب الستة يمكن القول بأن المتوفى فقد 21 جراماً لحظة وفاته، وهذه نتيجة لا يمكن أن تؤسس عليها نظرية علمية. ثم كرر التجربة باستخدام خمسة عشر كلباً ميتاً (لا بد أنه هو الذي قتلها؛ ربما سممها!)، وتوصل إلى أنها لم تفقد أي وزن لحظة موتها، فاستنتج أن الكلاب لا روح لها! وقد نشرت هذه التجربة في مجلة طبية أميركية صدرت في شهر مارس 1907.وقد رد الدكتور أوجاستوس كلارك، على مزاعم ماكدوجال في عدد لاحق من المجلة نفسها، موضحاً أنه على افتراض أن النقص في الوزن كان حقيقياً، فإن ذلك يمكن أن يعود إلى تبخر العرق والرطوبة من الجسم بسبب الزيادة المؤقتة في درجة حرارة سطح الجسم بعد الموت نتيجة توقف الدورة الدموية إبّان الحياة يبرد الدم وبالتالي حرارة الجسم بسبب مروره في الأوعية الجلدية والرئتين. كما أن ذلك يفسر لماذا بقي وزن الكلاب على ما كان عليه، فهي لا تفرز عرقاً، وبدلاً من ذلك تلهث لتبرد دمها في الرئتين أثناء الحياة، وبهذا لن يكون على سطح جلدها عرق أو رطوبة يؤدي توقف التنفس إلى تبخرهما فينقص وزنها بعد الموت.ومع تطور العلوم الطبية بصفة عامة وتطور السماعات الطبية بصفة خاصة، صار التأكد من توقف القلب ممكنا بسهولة أكثر، مما كان عليه في الماضي. كان التعريف القديم للموت معتمداً على توقف القلب والتنفس، ما رسخ مفهوم تعلق الروح والنفس بالقلب، ومع ظهور فكرة الموتى الأحياء، أو القلب الخافق في الجسد الميت، تحول المفهوم إلى أن الروح محلها الدماغ لا القلب.الجدل حول محل الروح في الجسم كان دائراً منذ أكثر من أربعة آلاف عام، وفي بداية الأمر كان السؤال: هل الروح محلها القلب أم الكبد؟ اعتقد قدماء المصريين أن كل ما يميز الفرد من الناحية الروحية محله القلب، كالروح والذكاء والمشاعر والعواطف وغير ذلك، ولذلك أبقوا على القلب فقط داخل المومياءات المحنطة. وكان من الواضح عدم الحاجة إلى الدماغ الذي كان يستخرج على هيئة قطع صغيرة من خلال فتحتي الأنف بواسطة أداة معدنية معقوفة الطرف، ثم ترمى هذه القطع. أما الكبد والمعدة والأمعاء والرئتان فكانت تستأصل من الجسم وتوضع في جرة من الفخار مع الجسد داخل القبر.وكان البابليون أول من اعتقد أن الكبد مصدر الروح والعواطف، أما مفكرو حضارة ما بين النهرين فاعتقدوا أن العواطف مصدرها الكبد، والتفكير محله القلب، وأن المعدة مسؤولة عن الجزء المتعلق بالمكر والدهاء من الروح. وقد ظن كثير من المفكرين والفلاسفة عبر التاريخ، أن الروح تكمن في الغدة الصنوبرية، ويرى (ديكارت) أنها موضع العلاقة بين الروح والجسد.أما في بلاد الإغريق فكان الجدل يدور بين احتمال أن يكون محل الروح القلب أو الدماغ. وعلى الرغم من أن بيثاجوراس وأرسطو رأيا أن الروح محلها القلب، فإنهما اعتقدا أن العقل محله الدماغ، ووافق أفلاطون على أن كلاً من القلب والدماغ ربما يحتويان الروح، ولكنه أعطى الأولوية للدماغ. وقد لاحظ أبوقراط تأثير الدماغ على الكلام والذكاء، إلاّ أنه أسماه (الغدة التي تفرز المخاط)، وأشار في إحدى كتاباته إلى أن الذكاء و(الحرارة) التي تتحكم في الروح، محلهما القلب.الذي يشاهد عملية استئصال القلب من (الميت الحي) يستغرب من عنفوان انتفاض القلب داخل الغشاء المغلف له بالصدر، وكأنه (جرذ) ينتفض ويتلوّى محاولاً الإفلات من داخل كيس محكم. قبل أن يفصل الجرّاح القلب، يقوم بإغلاق أوعيته الدموية عن طريق مشابك خاصة، وحينها يُلاحظ أن تخطيط القلب على الشاشة قد تغيّر فجأة، إلى أن يصير خطاً مستقيماً. وعندما يُفصل القلب من أوعيته ويُستأصل من الصدر، يعاود الانتفاض بالقوة نفسها، ولا يتوقف إلاّ بعد دقيقة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram