مراجعة/ فريدة الانصاري يبدأ كتاب مدخل الى الأدب لروسي في القرن التاسع عشر لمؤلفيه د. حياة شرارة ود. محمد يونس الصادر عن دار المدى  بمقدمة (توطئة ) يبين فيه المؤلفان كيف أثرت الحياة الاجتماعية المتناقضة والمتدنيه في روسيا ،وعدم سعي القياصرة لحلها ،بخلاف اوربا التي اقامت فيها الطبقة  الوسطى دولاًبرجوازية على انقاض الأنظمة  الإقطاعية. بعد هذه المقدمة وتحت عنوان (ملامح الادب الروسي في نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر )
  يذكرا كيف حفز الوضع الاجتماعي المتردي والعبودي ،الكتاب والشعراءللتصدي له ،والسعي لإيجاد الحلول ،ولاسيما القضية الفلاحية .وحين ادخل بطرس الاكبر اصلاحاته ،لتكوين دوله روسيه متطورة، حدث انعطاف  كبيرفي الأدب الروسي ،وفي الثقافة الروسية لغة ،ومحتوى ،وشكلاً،فسعى الشعراء والكتاب لخلق ثقافة روسيه ،تستوعب المضامين الأدبية الجديدة ،لمجتمع متعدد القوميات ،فبرز عدد من الكتاب مثل لومونوسوف ،ودير جافين،وراديشيف،وكريلوف ،وغيرهم من الكتاب الذين  مثلوا الاتجاه الكلاسيكي ،والرومانتيكي، والواقعي ،وعلى مدى الصفحات 9- 43 يجد القارئ تحليلاً وافيا لحياة اولئك الادباء ،اضافة الى دراسة الأطر الاجتماعية  التي اثرت على مضامين نتاجهم ،وخاصة بعد غزو نابليون لروسيا ،حيث انحسر الاتجاه الكلاسيكي ،والسنتمنتالي ،لعدم استجابتهما للمضامين الثورية التي تطلبها مرحلة ما بعد الغزو، فبرز ادباء ثوريون ،استطاعوا تقديم اعمال ادبية في اطار ثوري فني اجتماعي جديد . اما الاتجاه الواقعي فكان في بداية ظهوره ،وتوضحت ابعاده في اعمال بوشكين.وبعد دراسة وتحليل اعمال بوشكين وتأكيدهما على أثر  الفترة التاريخية التي عاصرها ،في تحديد فلسفته ،وتطور افكاره، ينتقل المؤلفان بعد ذلك لدراسة وتحليل كتابات  عدد من الادباء الروس الذين برزوا بعد بوشكين (1799-1837 )مثل غوغول وتورغينف ودوستويفسكي وتولستوي وتيشيخوف (1860 – 1904).فتولستوي مثلاً اتصف ادبه بقوة وعمق التحليل للحياة الروسية ولكنه اختلف  عن الديمقراطيين في نظرتهم تجاه المرأة ،حين حصر تولستوي  في روايته ( الحرب والسلم )دور المرأة  في البيت، وعليها  طاعة رب الأسرة ،بينما أكد أولئك على دورها الفعال في المجتمع الروسي . اما توشيخوف فقد كانت النفحات الإنسانية هي المحرك الفعال لأبطاله،مما اوجد تفاعلا عميقا بين ابطاله وبين القراء، فاثر على الادب الأمريكي والأوربي، وخاصة في أعمال همنغواي ، وبرنادشو ، والبرتو مورافيا .