بغداد/ المدى أعلن أمس في عمان عن رحيل الفنانة العراقية الكبيرة المطربة مائدة نزهت عن عمر يناهز الـ75 عاما. نزهت كانت ابرز المطربات العراقيات ، وامتازت بالاغاني الطربية الصعبة واثرت الساحة الغنائية العراقية بروائع لاتنسى .اذ اعلن عن رحيل الكبيرة مائدة نزهت أمس بعد رحيلها بيومين في العاصمة الاردنية عمان بعد انقطاع طويل عن الاعلام منذ اعتزالها الفن وارتدائها الحجاب في ثمانينيات القرن الماضي.ولدت مائدة جاسم محمد عزاوي في بغداد – الكرخ عام 1937 وهي واحدة من اربع بنات وولد واحد لأمهم وأبيهم وهم ( حسنية، بدرية، سامية، مائدة ، خلف ) .
وكان والدها جاسم ضابطاَ في الجيش العراقي ينتقل مع عائلته حسب مكان عمله من منطقة الى أخرى في بغداد.حفظت الأجزاء الأولى من القرآن الكريم عند الملاية (الكتاتيب) وهي لما تزل طفلة صغيرة، ثم دخلت مدرسة الرصافة الإبتدائية، وشاركت لأول مرة في الأناشيد المدرسية ، كان ذلك بداية اربعينيات القرن الماضي، وبسبب القيود الإجتماعية الصارمة حينذاك لم يكن لها بد من ممارسة هواياتها في الغناء ,لكن المتنفس الوحيد الذي في متناولها لإظهار حلاوة وعذوبة صوتها هو المناسبات الدينية والقبولات النسائية التي كانت تشارك فيها مع نساء منطقتها، وبسبب النظرة المنحطة المتخلفة للفن في ذلك الوقت ، فإنها لم تستطع دراسة الفن والموسيقى . أظهرت إبداعاَ مبكرا في أداء أغاني فريد الأطرش وأم كلثوم وأسمهان وفتحية أحمد وليلى مراد. عندما طلبت الأذاعة العراقية أصواتاَ غنائية في مطلع الخمسينيات تقدمت مائدة الى الأختبار أمام لجنة من كبار المختصين بالغناء و المقام العراقي بتشجيع من منير بشير وخزعل مهدي. غنت للفنانة سليمة مراد وزكية جورج فنجحت بإقتدار، وأصبحت مطربة في الإذاعة. أول من لحن لها هو الملحن ناظم نعيم أغنية تقول كلماتها (الروح محتارة والدمع يتجاره, والكلب عل محبوب ما تنطفي ناره. لاجفن عيني غفه ولا لهب كلبي إنطفه , والواشي بيه إشتفه مني إخذ ثاره, والكلب عل المحبوب ما تنطفي ناره) لكن هذه الأغنية لم تنل حظها من الإنتشار ولم تثر إنتباه الجمهور الى هذا الصوت الجميل إذ كانت تجربتها الأولى , لكن أغنية (أصيحن آه التوبة) التي لحنها أحمد الخليل رفعتها الى مصاف المطربات. في الإذاعة تعرفت على شاعري الأغنية سيف الدين ولائي ,وجودت التميمي، وقد شجع هذا النجاح أحمد الخليل فلحن لها (يلي تريدون الهوى، فد يوم أتمنى، كلب اليهواك،كالو حلو، همي وهم غيري, البصرة التي كتبت كلماتها فتاة دجلة..) لمع نجم الفنانةمائدة فتقاطر عليها الملحنون وكتاب الأغاني لما تملكه من صوت رائع ومساحة واسعة، فالى جانب الملحنين المذكورين لحن لها علاء كامل، رضا علي (حمد يحمود)، عباس جميل (كلما امر على الدرب، ياكاتم الأسرار)، خزعل مهدي, محمد نوشي وسمير بغدادي (أم الفستان الأحمر) , أما أهم الشعراء الذين كتبوا كلمات أغانيها فهم شاكر حسن , نعمت العبيدي , هلال عاصم(دور بينا)وزهير الدجيلي (سنبل الديرة) لحنها ياسين الراوي ,ومحمد حسن الكرخي (كتب لها حرام) لحنها رضا علي , وسألت عنك لفاروق هلال كما غنت (جاني من حسن مكتوب) في فلم الدكتور حسن. وعندما فتحت أبواب التلفزيون العراقي عام 1956 وهو أول محطة تلفزيون عربية ,كانت مائدة نزهت من أوائل المتقدمين للغناء والظهور من على شاشة التلفزيون. وبعد هذا النجاح الباهرإبتعدت مائدة عن الإذاعة في الفترة (1955-1957) بسبب مشاكل إدارية, لكن عادت بعد توسلات أحمد الخليل ووديع خندة (سمير بغدادي) الذي تزوجها لاحقاَ بتاريخ 8-3-1958. مع عودة مائدة الى الإذاعة بدأت مرحلة جديدة وجدية في هندسة مسيرتها الفنية، إذ بدأ نشاطها الفني يستقر بصورة تدريجية وجدية في هندسة مسيرتها الفنية على نتاج أفضل وأكثر إتزاناَ وأحسن تهذيبا وأكثردقة وإنتظاما بفضل تعاون زوجها معها لحن لها وديع خندة (نسمات بلادي, عطر الفجر) ثم سافرا سوية الى الإتحاد السوفيتي, فالتقيا بكبار الفنانين الروس، وقاما بتوزيع جديد للأغاني، وقامت هي بتسجيل بعض من اغانيها على إسطوانات. غنت على أنغام عود منير بشير أغنية (ينبعة الريحان)وهي من التراث العراقي القديم ثم لحن لها طالب القره غولي وغيرة من عمالقة الملحنين (بيا عين جيتو تشوفوني، شلون شلون، إنت إنت، قدك المياس,تجونة لو نجيكم، يم الفستان الأحمر شبيدي على اليحجون، أحبك لا، حاصودة، يناري، يا حافر البير)، ومن أشهر الأغاني التي لحنها كوكب حمزة هي (همه ثلاثة للمدارس يروحون) من إيقاع الهيوة. كما غنت (إسألوه لا تسألوني إسألوه, مزعلت منه علي زعلوه) التي لحنها رضا علي ويبدو إنها كانت رسالة عتاب لزوجها. ولحن لها علاء كامل (دور بينا يا عشك)من كلمات هلال عاصم , وغير ذلك كثير ومن الألحان الكويتية غنت(كفاية ما وصل منك) كما غنت مربع أحباب كلبي, وأبوذيات وعتابات وسويحليات, وبستات مثل يابو عباية جاسبي, بمحاسنك وبهاك, وكتب لها الشاعر حسين علي (دجلة وفرات)، إن زواجها من وديع خندة (سمير بغدادي)مهد لها السبيل للتقدم والتطور معاَفعاشا ثنائياَمتكاملاَ، وأنجبا وتفرغا للحياة. ترعرعت مائدة في بيئة فنية’،لها صوت متميز عريض عرفت به منذ الطفولة. غنت في أشهر الملاهي والنوادي الليلية (ضمن ذلك الإذاعة العراقية1952)، وعرفت أيضاَ بمطاولتها وإجادتها للغناء الريفي , فغنت الهجع وهو وزن ريفي راقص تشتهر به المطربات الغجريات.سجل التلفزيون الكثير من أغانيها وذلك بعد إستيراد أجهزة التسجيل. إن صوت مائدة نزهت نقل الأغنية الع
رحيل سيدة الغناء العراقي مائدة نزهت..
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 29 يونيو, 2012: 04:42 م