اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الدولة المتوازنة

الدولة المتوازنة

نشر في: 29 يونيو, 2012: 04:47 م

يعقوب يوسف جبر الرفاعي الدولة مجموعة من القوى وأبرز هذه القوى القوة الصلدة الأمنية والعسكرية التي تحافظ على أمنها القومي والداخلي، أما القوة الثانية فهي القوة الناعمة متمثلة بالاقتصاد المزدهر والإدارة الناجحة، وعلى افتراض عدم استخدام هاتين القوتين بصورة متوازنة أو استخدامهما في  موارد ليست مناسبة أو الاكتفاء باستخدام إحداهما دون الأخرى؛ سيؤدي إلى زعزعة نظام الدولة السياسي حتى لو طال زمن بقائها.
في العراق منذ العقود الماضية وحتى عقدنا الحاضر كانت الدولة تميل إلى استخدام القوة الغليظة أكثر من استخدام القوة الناعمة، مما أدى إلى فشلها أو ضعف إمكانات تطورها بحيث تضاهي الدول المتقدمة،  لذلك يجب تفعيل التوازن ما بين القوتين لكي تتطور الدولة وتتقدم، لكن على افتراض بقاء الحال كما هو في الوقت الحاضر كما كان الحال في الماضي، فإن الدولة ستظل ضعيفة مهددة بالانهيار والزوال حتى ولو بعد حين، وقد أثبتت التجارب التي خاضتها الدول خلال التاريخ أن الدول التي لم توظف القوتين حسب الموارد المناسبة فإن مصيرها كان الزوال، ويبدو أن الدولة الحديثة التكوين والنشوء لا يمكن لها في الوقت الحاضر الاستغناء عن هاتين القوتين أو الاكتفاء بواحدة دون الأخرى. القوة الناعمة للدولة كما أسلفنا القول تتمثل في قوة اقتصاد الدولة ومدى تأثيرها في السوق العالمية  أو في طبيعة علاقاتها الخارجية مع بقية الدول أو إمكانية تصديرها قيمها الثقافية إلى بقية البلدان كما هو الحال مع البلدان الغربية التي استطاعت أن تؤثر في شعوبنا حتى في طريقة المأكل والملبس، كما أنها تمكنت من خلال صناعة الأفلام أن تجد لها أرضية في أوساط الرأي العام. أما القوة الغليظة (Hard Power)  فتتمثل في قدرة الدولة على  الدفاع عن أمنها القومي وحماية حدودها الخارجية والحفاظ على أمنها الداخلي وردع الجماعات والأفراد المعادين للاستقرار الأمني للدولة والمجتمع.إن الدول ذات القوة الناعمة وليس فقط الغليظة الصلدة تمكنت من استثمار علاقاتها الخارجية وامتدادها السياسي والإعلامي فحصلت على مكاسب سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية واسعة المدى في بلدان العالم الثالث انطلاقا من ثقافة العولمة ومبادئها العامة، أما على الصعيد الداخلي فإن هذه الدول استخدمت القوة الناعمة عبر اتباعها سياسات ناجحة في المجالات  كافة،منها توفير المستوى المعيشي اللائق بالفرد والجماعة إضافة إلى إطلاق عنان الحريات الدستورية بصورة متوازنة بحيث لا تتحول هذه الحريات إلى فوضى تؤدي إلى المساس بكرامة الفرد والجماعة..إن الدول التي استخدمت القوة الناعمة تمكنت من التقدم داخليا وليس فقط خارجيا، رغم أن القوة الغليظة التي تستخدمها بعض الأحيان قد تشكل حسب الحاجة إليها أداة للدفاع عن الدولة أمام المخاطر الداخلية والخارجية.إن العلاقات الخارجية للدولة العراقية الحالية مع دول العالم تحتاج إلى المزيد من الجهد والتخطيط والعمل لتطويرها، كما أنها بحاجة إلى تمتين وتقويم عبر استخدام القوة الناعمة لكسب الدول إلى جانب العراق وتحقيق التعاون ورسم آفاقه المستقبلية. اليوم الدولة العراقية الحالية بحاجة إلى لغة السياسة الجديدة المرتكزة على الإحصائيات والبرامج الرقمية أو اللغة الإلكترونية لتنهض وليس بحاجة إلى لغة الضمير والحرص لأنها لغة الثلة من المواطنين، أما استخدام اللغة الرقمية فستشكل بداية البناء القويم، ومن الممكن للدولة الرقمية أن تزيح عن كاهلها عبء الفساد، وأن تشهد نهضة عمرانية واستثمارية واسعة النطاق.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram