TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > حسابات النواب

حسابات النواب

نشر في: 14 أكتوبر, 2009: 06:26 م

محمــــد الذهبــــــيمهمة خطيرة وكبيرة بنفس الوقت وتجربة ستؤسس لنظام اقتصادي جديد، الخطوة التي قامت بها اللجنة المستقلة في التحقيق في نفقات مجلس العموم البريطاني على مدى السنوات الماضية حتى طال تحقيقها رئيس الوزراء البريطاني،فقام بإرجاع مبلغ مقداره(12،415) باونا وهي النفقات التي حصل عليها لقاء رعاية الحديقة في مقره البرلماني،الى
ان وصل الامر وبلا تمييز الى رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي (نيك كيلغ)ان يدفع (910)باونات عن رعاية لحديقته.هذه مجالس العموم والنواب التي تعمل لصالح الشعوب التي تنتخبها وهو جزء من الوفاء وتقدير بسيط لما قام به الشعب من اختيار صائب وتصويت موفق،لقد هدد ديفد كاميرون ان أي عضو في البرلمان لا يعيد النفقات البرلمانية التي حصل عليها خلال الاعوام الماضية لن يستطيع الترشيح لأنتخابات الدورة المقبلة. ربما احدث هذا الامر ضجة كبيرة ولكنه في النهاية من اساسيات البرلماني المنتخب،اما ما يحدث في العراق فأظنه شيئا آخر بعيدا عن مثل هكذا حسابات دقيقة،لقد ترك الحبل على الغارب للبرلمانيين العراقيين حتى صوتوا على مميزات ما انزل الله بها من سلطان وكأنهم مؤمنون ان لا احد سينتخبهم في الدورة المقبلة حتى إذا رشحوا ودفعوا اموالهم الطائلة التي حصلوا عليها خلال اربع سنوات دعايات انتخابية ليحظوا بأربع سنين اخرى يهيئون بها انفسهم ان يكونوا من رؤوس الاموال المرموقين والمعدودين في العالم،لقد نقل لي حماية احد  المسؤولين انه خاطب ابنه المقيم في لبنان باتصال هاتفي (ابني اجمعوا الاموال التي ارسلها لكم وضعوها في استثمار جيد فالعراق ما تصيرله جارة)هكذا الامر يا سيادة  ال...... (العراق بلد محترق.....ما تصيرلة جارة). حتى يومنا هذا الكثيرمن المحافظين والمسؤولين لم يكشفوا عن ذممهم المالية الى ان اشعرتهم لجنة النزاهة ووجهت لهم انذارا نهائيا التغيير في العراق خدم الكثيرين وازهق ارواح الكثيرين،خدم المتربصين والمتاجرين بدماء الآخرين واصحاب الشعارات ووضعهم في مراكز لم يحلموا بها يوما ما ولذا كانت الضربة كببيرة عليهم لم يتسع لها صدرهم ولا طاقتها انفس البعض الشحيحـــــة ونسوا ان العراق ليس عراق صدام او غيره،كي يتصرفوا به كما تصرف البعض امام سفينة غرقى والكل يريد ان يأخذ ما يأخذه خيرا من ان يتركه للماء.لم يدر بخلد احدهم انه ضمن المجموع ولا يستطيع ان يحيا بمفرده حتى وان خلدته امواله فهو يحتاج الى الشعب سواء في اعادة الترشيح ثانية او لمساندته في قضية يطرحها،ونحن مع ما قلنا لا نقصد الجميع فالبعض يحتفظ بصفحة مشرقة ناصعة سواء في نضاله القديم كثائر ضد الدكتاتورية او بصفاء وبياض صفحته حتى خلال السنين التي مرت والتي استغلها البعض للثراء.لا يمكن ان تكون اللصوصية طبعا سائدا في مجتمعنا وان اراد البعض ان يصور الامر على انه يشمل الكثيرين،ما زلنا نحتفظ بالاغلبية النقية والجيوب النظيفة التي رفضت المال واعطت مرتباتها لتمول حركة عريقة او لتنشر كتابا في مؤسسة ثقافية  تغني به القراء وتغني ثقافة الكثيرين،لكل امر استثناء وهذا الاسثتناء يجب ان لا يضعنا في خانة المتقهقرين والمترددين ولنعقد العزم على خدمة وطننا كي نستطيع ان نفرز من تلوث ونبعده عن دائرة التحكم بمصائرنا وفي النهاية ومهما اعيد من النفقات البرلمانية فهي لا تساوي ضياع دمائنا التي سفكت بتحالفات مشبوهة كان همها الوحيد تأمين مستقبل الافراد القائمين عليها ماديا.  في حين يطلب رئيس الوزراء البريطاني من رؤساء الاحزاب ان يكونوا انموذجا في قضية  ارجاع الاموال، فيما بعث الى وزرائه في الحكومة ان يتقبلوا قرار اللجنة ويخضعوا له.   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram