TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قرطاس :خــلالات العبد

قرطاس :خــلالات العبد

نشر في: 29 يونيو, 2012: 04:51 م

 أحمد عبد الحسين استُخدِم التهديدُ بجعل البصرة فيدرالية مرّات ومرّات، أثناء أزمة تشكيل الحكومة من قبل مناصري دولة القانون للضغط على الخصوم ضمن مبدأ "ألعب لو أخرب الملعب"، وبعد تشكيل الحكومة من قبل مناوئيها لتقوية الأطراف على حساب المركز الذي احتله الخصوم الألدّاء، واليوم من قبل الحكومة المركزية نفسها وأتباعها بعد أن تبيّن لهم أن المركز نفسه لم يعد مستقراً بأصحابه.
أمس هددتْ دولة  القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء بجعل الجنوب إقليماً تحت اسم "إقليم البصرة"، والسبب؟ احتجاجاً على مقترحات سحب الثقة عن المالكي، وبالتالي إسقاطه.قبل أيام قدّم أعضاء في دولة القانون للعراقيين كافة تهديداً صريحاً لا لبس فيه "إذا سقط المالكي فإنه سيكون آخر رئيس وزراء للعراق الموحد"، أي أن العراق سيقسّم مع أول خطوة يخطوها رئيس وزرائنا الموقّر خارج مكتبه، ويبدو أن دولة القانون باشرتْ إجراءات لهذا الغرض، والحديث عن فدرلة الجنوب مقدمة لذلك.خلال الأيام الماضية كان أبناء دولة القانون هم رافعي راية التوحيد "توحيد العراق طبعاً" ضدّ دعاة التقسيم والفدرلة، لكنهم لم يخبرونا أن التوحيد الذي كانوا مستعدين لبذل الغالي والنفيس من أجله هو توحيد مشروط، توحيد يجب أن يكون في كنف المالكيّ وفي ظلّ سلطانه الأوحد. وإلا فليذهب العراق إلى فدرلةٍ وبئس المصير. وسيحاجوننا بالقانون والدستور، فهم أهل القانون وكتبة الدستور، سيقولون: الدستور يجيز لنا الفيدرالية، والقانون معنا، وسيبذلون جهداً ويحرقون أعصاباً للدفاع عن الفيدرالية  بالحماسة  نفسها التي شتموها بها ووصفوها بأقذع النعوت وشنعوا على الكرد، وعلى دعاة فيدرالية صلاح الدين من قبلُ.كلّ صاحب مأزق لا يجد أمامه إلا تهديد العراقيين بتقسيم وطنهم إنْ لم يكن هو لا غيره في الحكم، استنفد أهل دولة القانون أسلحتهم فلم يبق لهم إلا إخافتنا: المالكي أو العراق الموحّد.. وأنتم بكيفكم!أصبحت البصرة ومدن الجنوب سلعة يتداولها فاشلون من الكتل الفاشلة،بيد نهّابي سلطة ومال يسمّون أنفسهم سياسيين، وكلما أراد بعضهم ضرب بعض في معاركهم المستمرة على غنائمهم شأنهم شأن دوابٍ تتقاتل على جيفة مركونة في مزبلة، ذهبوا إلى البصرة وجعلوها وأهلها سلاحاً في معاركهم التافهة في ما بينهم.صار التهديد بتقسيم العراق سواء من قبل أنصار المالكي أو مناوئيه لعبة سمجة، آن لهم أن يتركوها، وأن لا يجعلوا مدننا مادة لتصريحاتهم المسمومة، فهذه المدن لن تكون خلالات العبد كما في الحكاية المشهورة.مَنْ من هؤلاء الفاشلين تذكّر البصرة من قبل؟ من فكّر بتحسين خدماتها؟ من زار الناصرية؟ من أوجعه قلبه على حال أهل العمارة الفقراء ساكني أغنى أرض في العالم؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram