اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > سلّة البصرة الغذائية تعاني الجفاف والإهمال ومخاطر الألغام

سلّة البصرة الغذائية تعاني الجفاف والإهمال ومخاطر الألغام

نشر في: 29 يونيو, 2012: 04:55 م

 البصرة/ ريسان الفهد يقع قضاء شط العرب على الجانب الشرقي من نهر شط العرب، الذي هو امتداد لنهري دجلة والفرات، والذي ينطلق من ملتقى النهرين في قضاء القرنة شمال البصرة، حيث يعد من أكبر الأنهار المهمة في العراق وأرضه من أخصب الأراضي الزراعية في المنطقة. كانت الأراضي التي تقع على جانبي النهر من المنبع حتى المصب شمال الخليج العربي، اغلبها أراضٍ زراعية خصبة جدا واغلب ساكني الضفتين هم من العوائل التي تمتهن الزراعة بمختلف أصنافها من النخيل الى الحبوب، مرورا بالفواكه والخضر .
وفي قضاء شط العرب، كانت مزارع النخيل والحبوب وكل أشكال المزروعات من أفضل وأطيب المزروعات على الإطلاق، ولكن بعد عقد الثمانينات شهد القضاء مثلما شهدت كل مدن العراق ويلات الحروب، منذ الحرب العراقية - الإيرانية حتى حرب الخليج الثانية ثم الثالثة عام 2003، حيث تم تغيير النظام السابق بعد حروب مدمرة وواسعة النطاق كانت ضحيتها مزارع شط العرب وبساتينه الزاهية التي تحولت إلى أراض جرداء قاحلة لا تنبت فيها غير الألغام والأسلاك الشائكة .. بعد أن كانت جنة الله على الأرض.لاجئون في وطنهم!النائب عن ائتلاف دولة القانون منصور التميمي قال للمدى، إن "وضع الذين هجّروا من قراهم في شط العرب أسوأ من أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، مع فارق أن المجتمع الدولي ومنظمات إنسانية يعتنون بالفئة الأخيرة، فيما لا أحد يلتفت إلى معاناة المهجرين من القضاء بسبب الحرب"، وأضاف التميمي أن "أبناء القضاء من حقهم العودة إلى مناطقهم، ويجب على الحكومتين المركزية والمحلية الإسراع بتلبية مطلبهم".وبين أن "عودة المهجرين إلى القضاء تتطلب تنفيذ مشاريع تقضي برفد مناطقهم الأصلية بالخدمات وتطهيرها من الألغام وشق أنهار فيها ليتسنى لهم تنفيذ مشاريع زراعية كما كانوا من قبل"، موضحا أن "مناطقهم كانت عبارة عن أراض زراعية خصبة تكثر فيها بساتين النخيل ومزارع الحمضيات لكن الحرب حولتها إلى أراض قاحلة".وحذر النائب من استغلال الألغام المزروعة في المنطقة  في صناعة العبوات الناسفة والمتفجرات من قبل الإرهابيين في ظل غياب الاهتمام الحكومي بهذا القضاء الذي يعد جنّة البصرة وثقل نخيلها في السابق"،وكشف التميمي أن "من حق ثلث أهالي البصرة وهم سكان قضاء شط العرب المهجرون، العودة إلى بساتينهم وأراضيهم التي غادروها بسبب الحرب العراقية - الإيرانية، وبعدما اعتقل أبناؤهم وأعدموا من قبل أجهزة النظام المباد، ما اضطرهم للهجرة إلى محافظات الفرات الأوسط".نائب رئيس مجلس محافظة البصرة احمد السليطي اعتبر في تصريحات سابقة وخلال رده على تصريحات النائب منصور التميمي "بأن هذه الأراضي غير زراعية وقد تحولت الى أراض سكنية ومشاريع مختلفة ضمن التخطيط الجديد للمدينة" .تغيير جنس الأرض!!وبيّن السليطي "عندما نحتاج إلى قطعة أرض، فإما أن نقوم بمسح عدد من الأراضي التي يعتقد بأنها تحتوي على ألغام، وهذا عمل غير ممكن بالنسبة لإمكانات المجلس المادية والمعنوية، إذ نصرف الأموال لتوفير الماء والكهرباء للمحافظة، وليس من واجبنا مسح الأراضي، وأن الشركة التي يحال عليها المشروع أو تنفذ مشروعا استثماريا ما، هي التي تقوم بتطهير وتهيئة الأرض"، لافتا إلى أن "قسم البيئة في البصرة لم يخصص له سوى درجتين وظيفيتين، وموظفين بأجور يومية، الأمر الذي يجعله عاجزا عن القيام بمهامه".من جهته، قال رئيس هيئة استثمار البصرة خلف البدران إن "تطهير أراضي القضاء من الألغام يعد منطلقا للتصميم الأساسي لمركز مدينة البصرة، من خلال تحويل الكثير من جنس تلك الأراضي من زراعية إلى سكنية، بهدف سد حاجة المحافظة من مشاريع الإسكان والوحدات السكنية".وأضاف البدران أن "الهيئة خاطبت الجهات المعنية ولاسيما البيئة للإسراع بتطهير تلك الأراضي، وإقامة مشاريع متنوعة عليها، وبالأخص السكنية لفك زحم مركز المدينة هناك وجذب الاستثمارات الأجنبية، وبالأخص إقامة المشروع الأبرز وهو بناء 100 ألف وحدة سكنية".أكثـر المناطق تلوثاً بالألغام والمقذوفات!وقال مدير المركز الإقليمي لشؤون الألغام في الجنوب نبراس فاخر إن "قضاء شط العرب هو الأكثر تلوثاً بالألغام والمقذوفات غير المنفلقة على مستوى البلد"، مضيفا أن "وجود الألغام يتركز ضمن حدود القضاء في مناطق من أبرزها السليمانية والشلامجة والدعيجي ونهر جاسم وكوت سوادي".وأشار فاخر إلى أن "تطهير تلك المناطق من الألغام يتطلب من الحكومة أن تخصص مبالغ ضخمة، كما أن أعمال الإزالة تتطلب وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً"، وكشف عن وجود ستة حقول للألغام تم اكتشافها في القضاء خلال العامين الماضي والحالي"، مؤكداً أن "معظم حقول الألغام في شط العرب لا تتوفر خرائط خاصة بها، وأغلبها مطوقة بأسلاك شائكة ولا تتوفر فيها علامات تحذيرية".وأفاد بأن "قضاء شط العرب عموما، وناحية عتبة خصوصا، يعد أكثر المناطق تلوثا بحقول الألغام، وقد هجرت بالكامل بسبب الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، من قبل أهاليها البالغ عددهم 80 ألفا بحسب إحصائياتنا"، موضحا "نقوم بالمسح غير التقني في عموم البصرة لمعرفة حجم المساحات الملوثة بالألغام والمخلفات الحربية، لاسيما في قضاء شط العرب، وإن قاعدة بياناتنا تعت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram