TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :ذيول القائمة

نص ردن :ذيول القائمة

نشر في: 29 يونيو, 2012: 04:59 م

 علاء حسن من الضروري جدا للمتذمرين من تصاعد لهجة تبادل الاتهامات بين الاطراف المشاركة في الحكومة والمدافعين عن مواقف زعماء الكتل والائتلافات على وفق قاعدة "انصر أخاك ظالما ومظلوما" مراجعة نتائج الانتخابات التشريعية السابقة الصادرة عن المفوضية المستقلة، للتعرف على عدد أصوات الناخبين المصوتين لصالح بعض النواب، المعروفين بأنهم يستخدمون العيار الثقيل من التصريحات المصحوبة بصوت صاخب، وأحيانا متشنج لإيهام الرأي العام المحلي بأن زعيم هذه الكتلة، وذلك الائتلاف هو الشخصية الوطنية الوحيدة القادرة على قيادة دفة الحكم، وانقاذ البلاد  من المؤامرات الداخلية والخارجية.
نتائج المفوضية المستقلة سواء بالعد الالكتروني ثم اليدوي، كشفت عن حصول بعض النواب على مقاعدهم في البرلمان باصوات زعماء القائمة، وكانوا في ذيلها وبفضل النظام الانتخابي المعتمد ، المثير للجدل والتساؤلات، اصبح القابع في ذيل القائمة ممثلا للشعب ، بعشرات الاصوات من ابناء عشيرته والمقريبن منه ، او من عناصر حمايته اذا كان مسؤولا او مستشارا او قياديا حزبيا اعلن انضمامه لقائمة معينة، يراها صاحبة الحظ الاوفر في حصد اصوات الناخبين.القابعون في ذيل القائمة بعضهم لم يحقق امنيته في الوصول الى البرلمان ، والتمتع بامتيازاته ، وهذه المعادلة ، تخضع لحساب الولاءات والتمسك بعقيدة الدفاع عن الزعيم ورئيس الكتلة ، ونكران الذات والاستمرار في حملة الدفاع عن الانجازات الحكومية، وهذه الوصايا موجهة لمن فشل في تحقيق الحلم ، لحين حلول موعد الانتخابات التشريعية المقبلة، ليكون في مرتبة متقدمة في القائمة والتخلص من لعنة ذيلها، عسى ان يحالفه الحظ والنظام الانتخابي المعتمد، ليتشرف بتمثيل ابناء الشعب في البرلمان المقبل .احد مراسلي اذاعة دولية في بغداد اعتاد الاشارة اثناء اعداد تقاريره الى عدد الاصوات التي حصل  عليها النائب الفلاني صاحب التصريح من العيار الثقيل ، معتمدا على ما اعلنته مفوضية الانتخابات، فواجه العتب ثم الاعتراض، لكونه يتقصد الكشف عن حجم القاعدة الشعبية الحقيقية لاعضاء في مجلس النواب ، مازالوا يعتقدون انهم في ذيل القائمة وتصريحاتهم لم تجعلهم في المقدمة.في اول اجتماع لممثلي اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني المكلفة باعداد ورقة عمله وتحديد موعد انعقاده ، اعلن الاتفاق على الابتعاد عن الاعلام في طرح المواقف السياسية المتشنجة بمعنى الامتناع عن تصعيد لهجة تبادل الاتهامات لحين انعقاد المؤتمر المنتظر ، وبعد مرور ايام قليلة جدا ،  اطل"الذيول" عبر الفضائيات ، فتشنجت المواقف  وتعكرت الاجواء جراء الدخان المتصاعد من  نيران اشتعال الازمة ، وشعر القابع في ذيل القائمة ، بأنه نفذ الصفحة الاولى من الوصايا، ليضمن ترشحه في قائمة وائتلاف الزعيم لخوض الانتخابات المقبلة والدخول الى البرلمان ليسهم في تفعيل دوره الرقابي والتشريعي ، وخاصة في تمرير قانون تشكيل الاحزاب ، للإفادة من هذا التشريع  بتأسيس تنظيم سياسي يضم القابعين في ذيول القوائم ممن فشلوا في الحصول على خمسة اصوات او اقل لتوطيد التجربة الديمقراطية الجديدة في العراق بدءا من ذيل السمكة وصولا  الى الرأس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram