TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > العراق إلــى أين؟

العراق إلــى أين؟

نشر في: 29 يونيو, 2012: 05:11 م

يوسف علوان مضت على التغيير الذي حدث عام 2003، تسع سنوات تعرّض العراق خلالها للعديد من المخاطر، التي عصفت به وكادت تودي به إلى هاوية الاقتتال الطائفي، وبعد كل هذه السنين التي يحق للعراقي أن يسمّيها سنوات "عجاف" ما زال العراق يتعرض إلى المخاطر واحدة تلو الأخرى، غير أن كل ما شهده العراق من مخاطر لا يساوي  الخطر الذي يحدق به الآن، بسبب الهيمنة الحزبية والأخذ بالبلاد إلى كارثة الدكتاتورية والانفراد بالسلطة.
وبقدر تعلق الأمر بفشل السياسيين خلال هذه السنوات بقيادة البلد إلى ضفاف الحرية والديمقراطية، فلا ينسى الدور الأمريكي في عرقلة هذه "التجربة" التي كانت احد أسباب اجتياح العراق، كما ادعت أمريكا عند دخولها العراق، وإبعاد القوى العلمانية واليسارية عن الساحة وانفراد قوى الإسلام السياسي حصراً بإقامة نظام يتعكز على الديمقراطية ويكون أنموذجاً للمنطقة بديلا عن الحكومات المستبدة التي كانت قائمة آنذاك، ولا تخلو عملية غزو العراق من أهداف سياسية واقتصادية مستقبلية لأمريكا في المنطقة. إن المواطن العادي، شهد منذ تلك الحقبة، التي بدأت بعمليات القاعدة بدعوى محاربة أمريكا على ارض العراق، وبمعزل عن التحليلات التي تقول إن أمريكا اختارت لمعركتها مع الإرهاب، أرض العراق، لتبعد خطر هذه الحرب عن أرضها، وليدفع الشعب العراقي ثمناً باهظاً من الأرواح والأموال والقيم. هذه الحرب التي تدار بالنيابة عن أمريكا، رغم أن أمريكا أعطت خسائر بشرية ومادية لا ينكرها أحد، وبالأخص العراقيين الذين شهدوا تساقط الجنود الأمريكان على أرضهم، نتيجة العمليات العسكرية التي دارت، والمواطن العادي يتساءل بعد هذه السنوات التسع.. ما الذي جناه العراق خلال هذه الحقبة.. التي أطاحت الاحداث فيها بمئات الآلاف من المواطنين الأبرياء الذين لا دخل لهم في هذه الاحداث.. سوى أنهم أصبحوا دروعا لهذا الطرف أو ذاك، مع أن هذه الأطراف لم تقاتل نيابة عن هذا الشعب، بل قاتلت لأجندات خارجية ومصالح حزبية.إن تشكيل مجلس الحكم بعد التغيير ومن ثم تشكيل أول حكومة وطنية عراقية تهيئ لأول عملية انتخابات ، رغم كل ما شابها من أمور، غير أنها أعطت للعراقيين الأمل في إقامة دولة لا يحكمها حزب واحد ولا شخص واحد يقود البلد إلى ما قادنا إليه صدام من كوارث وحروب.. غير أن الأمور لم تجر مثلما حلموا به، الذين خرجوا في ظروف صعبة للمشاركة بهذه الانتخابات...لا يشك احد في أن خروج هذه الملايين، التي شاركت في أول انتخابات شهدها البلد، لم يكن الهدف منه وصول البلد إلى ما وصلت إليه الآن، إنه مأزق سيقود البلد إلى تفتت أجزائه وضياع ثرواته وتقسيم شعبه إلى طوائف وقوميات وديانات، إن هذه الحالة التي وصلنا إليها، لم يردها الشعب، لكن الذين أرادوها وأوصلوا البلاد إليها هم السياسيون، ليستمروا في نهب خيرات البلد والبقاء متسلطين على  الشعب والحفاظ على مصالحهم فقط، وليس للوطن من دخل في هذه الاحداث.إن المتتبع للانجازات التي قام بها هؤلاء السياسيون وبخاصة هذه السنوات الست الأخيرة سوف يرى الفارق بين ما أنفق وما أنجز.. فلو حسبنا المبالغ التي صرفت خلال هذه السنوات فإنها ستجعل المواطن في حيرة من أمره، إذ أنه خلال هذه الفترة صرف أكثر من 300 مليار دولار، وبالمقابل ليس هناك من إنجاز ملموس يعادل نصف حجم هذا المبلغ المهول.. إن باستطاعة دولٍ أن تعيد بناء نفسها من جديد، بأقل من نصف هذا المبلغ، بأحدث ما عرفه التطور العمراني والتكنولوجيا الحديثة، غير أن ما يشاهده المواطن العادي، هو أن الأمور بعيدة كل البعد عن البناء.. بل يسخر البعض فيقول إن هذه المبالغ الكبيرة أنفقت لتهديم ما تبقى للعراق من بنى تحتية، كانت موجودة.ويبدو أن المرحلة الحالية وما يشهده البلد من صراعات واختلافات، لا نقول إنها اختلافات على ما يحمل الشركاء من تصورات لبناء البلد، بل هي صراع للاستحواذ على مغانم يحاول كل منهم الحصول عليها. وفي أكثر الأحيان لا نشهد خلافات بين الفرقاء/ الشركاء لأن كلاً منهم رضا عما كسبه، وهذه الحالات نادرة، لكننا نشهدها عندما تتعرض مصالحهم للخطر، مصالحهم الشخصية فقط، أما الوطن وبناء الوطن فإنهم بعيدون عن ذلك بعد السماء عن الأرض.إن الكثير من الفساد والسرقات والفشل الذي يمارسه هؤلاء السياسيون لا يعلم به المواطن ولا تعرفه وسائل الإعلام إلا عند حصول الخلافات في ما بينهم، حينها يتراشق الشركاء بسيئات وفساد بعضهم البعض، ولا عجب أن أحد المسؤولين يطلب من هؤلاء الفرقاء أن يبعدوا النفط عن خلافاتهم، فهو، كما يقول ثروة الشعب، وهو بهذا يقول لهم اسرقوا ولكن لا تجعلوا الشعب يعلم بسرقاتكم، عندما تنشرون غسيلكم القبيح على الملأ.إن من المستبعد أن يقود العاملون في السياسة البلد إلى بر الأمان، وأن يعمروه فليس لهذه الناحية من أهمية بالنسبة لهم.. وقد أضاعوا الوطنية والشعور بالمسؤولية تجاه المواطن الذي لم يوفروا له أدنى مستوى من الحرية، ولا السكن ولا العمل ولا الخدمات، وكل هذه الواجبات التي ذكرها الدستور عليهم، كشروط لإبقائهم في مناصبهم، أما إذا أخفقوا في ذلك، فليس  أمامهم إلا العودة من حيث أتوا، قد تناسوها. وحين يتطلب الأمر تهميش الدستور واستغفاله، فهم يتناسون أن هناك دستوراً هم الذين كتبوه، وما خرق التوقيتات التي شهدناها بعد انتخابات 2009 وتماديهم في الفترة التي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram