حاوره/ يوسف المحمداوي رجل امتهن السياسة والصحافة لعقود من الزمن، لم تمنعه أعوام الشيخوخة من مفارقة كيانه الورقي، يساري حدّ النخاع، شيوعي التكوين، منعه السادات من الكتابة واعتقل ثلاث مرات، أنه الأمين العام لحزب التجمع المصري والصحفي حسين عبد الرازق، حاورته المدى ليؤكد لها أن حكم التيارات الدينية
التي أنتجتها ثورات الربيع العربي لن يدوم طويلاً، معللا ذلك بعدم وجود رؤية أو مشروع تنموي أو اقتصادي أو سياسي لتلك الأحزاب، وعن أسباب تعاطف بعض المصريين مع نظام صدام يقول عبد الرازق إن هناك جيشاً من المثقفين والإعلاميين المصريين كانوا عملاء لذلك النظام، ولم يكشفوا حقيقته أمام الشعب المصري، لذا تجد العديد منهم تعاطفوا معه، موضحاً بأنه لا يجب التعميم في ذلك، وفي ما يأتي نص الحوار. محرر للشؤون الإفريقيةمن هو حسين عبد الرازق؟- أصبحت الآن رجلا عجوز، ولدت في مدينة الجيزة عام 1936، والدي المهندس هو من عائلة صعيدية تنحدر من أسوان، ووالدتي أيضا صعيدية، وهي حفيدة السيد محمد الدبلاوي نقيب الأشراف، وبحكم عمل والدي كنا كثيري التنقل في صعيد مصر، وأنا خريج كلية التجارة/ قسم العلوم السياسية/ جامعة القاهرة، وهذا الأمر كان قبل إنشاء كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، التي تخرجت فيها عام 1961، بعدها عملت صحفيا في جريدة أخبار اليوم، وكنت محررا للشؤون الإفريقية لغاية 1967، لكن بعد هزيمة حزيران تحولت للقسم العربي ، وللصحافة فضل كبير عليّ، لكونها مكنتني من زيارة العديد من الدول الإفريقية والعربية، وتمكنت من خلال الصحافة من التعرف على سياسات تلك الدول وحكامها وأحزابها.*نتمنى أن تحدثنا عن بدايات عملك السياسي؟- دخلت العمل السياسي مبكراً ، حيث دخلت عالم السياسة وأنا طالب في المرحلة الثانوية، وانتميت للحزب الشيوعي المصري في تاريخ إعادة تأسيسه عام 1975، بعد توحد التنظيمات الشيوعية الصغيرة، وأنا عضو في إحدى تلك التنظيمات منذ عام 1971.الشيوعي والتجمّع* ألا توجد تسميات لتلك المجموعات قبل توحّدها؟- كانوا يقولون الشيوعيون، مجموعة الانتصار نسبة إلى نشرة تصدرها تلك المجموعة، ومجموعة الشروق، وكذلك مجموعة كتّاب الغد، وكلها مسميات لنشرات تصدرها تلك المجاميع، وتوحدت مجموعتا الانتصار والشروق عام 1975،لتكونا الحزب الشيوعي المصري، أما كتّاب الغد فبعدها بفترة قليلة أعلنوا تأسيس الحزب العمالي الشيوعي المصري.* ما هو منصبك في الحزب عام 1975؟- عضو اللجنة المركزية للحزب وعضو المكتب السياسي، وفي عام 1976 بعد تأسيس حزب التجمع الديمقراطي من قبل الأحزاب اليسارية انتخبت للسكرتارية العامة للحزب، وكنت أمين الحزب في القاهرة ،وأمين العمل الجماهيري على مستوى المركز، وحتى هذه اللحظة أنا أجمع بين عضويتي في الحزب الشيوعي وكذلك في التجمع، وذلك لكون الحزب الشيوعي لعب دورا مهما في تأسيس حزب التجمع، وحتى أن اغلب من ساهموا في تأسيسه هم من قادة الحزب الشيوعي، وكذلك الماركسيين المستقلين كالدكتور إسماعيل صبري عبد الله والدكتور فؤاد مرسي، وكذلك من القوميين من أمثال الدكتور يحيى الجمل،وكذلك من الإسلاميين المتنورين.*هل للحزب الشيوعي المصري علاقات أو تعاون مع الشيوعي العراقي؟- بالتأكيد هناك علاقات وزيارات متبادلة، لكني شخصيا لم أزر العراق لكوني شيوعيا وإنما زرته عدة مرات بصفتي الصحفية، وكانت زيارتي الأولى هي عام 1974، والتقيت العديد من الشخصيات العراقية منهم مهدي الحافظ، وعبد الرزاق الصافي الذي كان رئس تحرير جريدة "طريق الشعب"، وسكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي عزيز محمد.أمين عام حزب التجمع*هل ما زلت إلى الآن تنتمي للحزب الشيوعي؟- عندما أصبحت أمينا عاما لحزب التجمع، أصبح من الضروري أنا وجميع الشيوعيين في ذلك الحزب ترك الحزب الشيوعي وبالفعل تركت الحزب، وطيلة أعوام عملي في الحزب لم أتقاض أجرا، لأني معتمد على عملي الصحفي في المردود المالي، وبدأت عملي الصحفي في جريدة اليوم، ثم الجمهورية، بعدها عدت إلى أخبار اليوم ومنذ عام 1975، حتى عام 1996، بقيت فيها أتقاضى مرتبي من دون أن اعمل.* مستحيل لأنه من غير الممكن الصحفي الحقيقي لا يمكن أن يترك عمله 22 سنة، لابد من أسباب تقف وراء ذلك؟- كنت حينها في جريدة الجمهورية وجلست صباح احد الأيام أطالع الصحف، وجدت قرارا يقضي بنقلي أنا وزوجتي فريدة النقاش من جريدة الجمهورية إلى قسم الأخبار في جريدة الأخبار، ومنعت من الكتابة فيها بأمر السادات، وهذا ما مكنني من العمل الحزبي وكذلك ، جعلني متفرغا لرئاسة تحرير جريدة الأهالي التي يصدرها حزب التجمع من عام 1982، حتى عام 1988، بعدها أصدرت مجلة شهرية وهي سياسية واقتصادية وفكرية اسمها اليسار ، وكنت أنا رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير، والمحرر الوحيد فيها، وبقيت تصدر من عام 1990، لغاية العام 2001، وحاليا اكتب بانتظام في جريدة الأهالي كل يوم أربعاء، ونفس المقال ينشر في جريدة "المدى"، وأيضا يوم الأربعاء مع مقالة زوجتي فريدة النقاش التي تترأس تحرير جريدة الأهالي الآن، وكذلك اكتب يوميا في جريدة اسمها اليوم السابع، وكنت لمدة ثماني سنين اكتب بشكل منتظم في جريدة الوفد ال
حسين عبد الرازق لـ(المدى): حكومات الإسلام السياسي لن تدوم طويلاً
نشر في: 29 يونيو, 2012: 05:24 م