اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بغداد ثاني أكبر مدينة عربية ينخر عظمها الفساد

بغداد ثاني أكبر مدينة عربية ينخر عظمها الفساد

نشر في: 29 يونيو, 2012: 05:29 م

 بغداد/ إيناس طارق  عدسة/ محمود رؤوف مدينة كانت نابضة بالحياة، تضررت بشكل لا رجعة فيه بسبب حرب الخليج وسنوات من ديكتاتورية صدام، تهبط على ركبتيها بسبب ما تتعرض له من إهمال وسرقة ما بعد التغيير، أبرز ملامحها عمليات النهب والسرقة والخطف والقتل، مدينة أصبحت مفتوحة بواسطة القنابل التي توضع تحت مقاعد الحافلات، انفجارات مكشوفة رسمت صفة العاصمة بغداد وتركت شوارعها مهجورة مضطربة مزدحمة، فوضى مرورية  بسبب السيطرات الأمنية، اضطرابات سياسية.
مدينة  تعاني ما تعانيه من تردي الواقع الخدمي بدرجة مأساوية، مطبات دائمية، حفريات جانبية ووسطية، شوارع تملؤها أكياس النفايات، قناني المياه الفارغة رميت على جوانب الأرصفة، محافظة بغداد.. مدينة بغداد، تعددت أسماؤها وإهمالها واحد، فالمسؤولون عنها غارقون في بحر المهاترات والسجالات السياسية، ولغة لن "أترك الكرسي" هي السائدة، مأساة بغداد معروفة لكل من حكمها وسنعرض مأساتها بشكل مغاير عن كل مرة، "لنذكر إن نفعت الذكرى" من يهمهم الأمر.أسوأ الخدمات العراق واحد من البلدان التي تشهد تأخراً كبيراً في مجال الخدمات، فنكاد لا نرى شارعاً أو محلة من دون تكدس للنفايات، ناهيك عن انسدادات المجاري ومشكلة الكهرباء فقد بلغ التردي بالخدمات حداً لا يمكن التغاضي عنه بما فيها الكهرباء.وما أنفقته الحكومة من المبالغ الضخمة التي خصصت لإنعاش هذا القطاع لا يعلم احد أين ذهبت - في خبر كان - فكل شيء كما كان، وتردي الواقع الخدمي من الصفات المميزة لعراق اليوم، هذا النقص في الخدمات يمثل وجهاً من أوجه المسلمات بسبب تفشي الفساد في مفاصله، وكثرة المدافعين عن الفاسدين، وهذا أمر طبيعي من بلد تتنازعه الأهواء والميول وتتدخل فيه املاءات خارجية بمختلف أشكالها، لكن كما قال نزار قباني :وانسي العتاب فقد نسيت عتابي  مدي بسـاطك واملئي أكوابيشمســــان نائمتان في أهدابـي  عيناكِ يا بغـــداد منذ طفــولتيمركز محافظة بغداد مركز محافظة بغداد يبلغ عدد سكانه 7,216,040 نسمة تقريباً حسب آخر الإحصائيات في العام 2011، مما يجعلها أكبر مدينة في العراق وثاني أكبر مدينة في الوطن العربي بعد القاهرة، وثاني أكبر مدينة في آسيا الغربية بعد طهران عاصمة إيران، كما تعتبر المركز الاقتصادي والإداري والتعليمي في الدولة.بناها الخليفة العباسي المنصور من عام 762 إلى عام 764 للميلاد، في العقد السادس من القرن الثامن الميلادي الموافق للقرن (الثاني الهجري)، واتخذها عاصمةً للدولة العباسية، حيث أصبحت لبغداد تحت حكمهم مكانة مرموقة. وكانت من أهم مراكز العلم على تنوعه في العالم وملتقى للعلماء والدارسين لعدة قرون من الزمن. تكمن أهمية موقع بغداد في توافر المياه وتناقص أخطار الفيضانات ما أدى بدوره إلى اتساع رقعة المدينة وزيادة نفوذها إلى جانب سهولة اتصالها عبر دجلة بواسطة الجسور التي تربطها بالجانب الأيسر من النهر. ولمدينة بغداد القديمة أسماء عدة كالمدينة المدورة والزوراء ودار السلام. يخترق وسط المدينة نهر دجلة، وينصفها إلى جزءين) الكرخ (الجزء الغربي، و) الرصافة (الجزء الشرقي.أسوأ مدن العالم ماذا حدث لها لتهبط وتتدرج في سلم أسوأ مدن العالم. بغداد في الجزء السفلي من هذه القائمة .حيث جاءت في آخر القائمة كأسوأ مدينة يمكن العيش فيها. بسبب حالتها الأمنية والبنى التحتية والظروف المعيشية، "الله يساعد أهلها".المركز الأول ولديها أزمة   بينما احتفظت فيينا عاصمة النمسا بمكانتها كأحسن مدينة في العالم، في مسح شغلت فيه مدن أوروبية أخرى أماكن متقدمة. وجاء في المسح الذي أجرته شركة (ميرسر) الاستشارية للإدارة أن دولا في غرب أوروبا جاء أداؤها جيدا على الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية.تدهور الأوضاع المعيشية ونظراً لتدهور الأوضاع المعيشية لأغلب المواطنين، يقوم بعض الحكام بسرقة المال العام وزيادة الفساد المالي والإداري الذي ينهب الثروات الوطنية ويحرم المواطنين منها. ولابد لنا هنا من أن نلقي ضوءاً على ما يحدث في العراق من أوضاع لا تختلف في سوئها عن تلك البلدان من حيث سوء الخدمات والإهمال والابتزاز، وما يؤلمنا حقاً أن إمكانات العراق المالية تختلف عن تلك البلدان، فهي بحالة جيدة وتزداد باستمرار، ويقابل ذلك زيادة في تدهور الخدمات وخصوصاً البلدية والكهرباء، فقد ارتفعت مظاهر الأزمة فيهما إلى حدود لم يعد المواطن يطيقها، وتحولت العاصمة بغداد إلى مستنقع كبير وبيوت غارقة في الظلام وشوارع محفورة ومليئة بالأزبال والمياه الآسنة. وكنا نأمل أن يحصل تحسن ملموس بعد أكثر من 8 سنوات من الأوضاع الجديدة، ولكن الأمور تتفاقم يوماً بعد يوم في هذه المجالات، لذلك فإن المطلوب تحرك سريع من قبل الجهات المسؤولة لإنقاذ الوطن والمواطن.الاحتجاجات قادمةإننا نوجه أنظار المعنيين إلى خطورة ترك الأوضاع المتردية كما هي الآن، فذلك وكما ثبت بالتجربة وما يحدث في بعض البلدان العربية يؤدي ليس الى تذمر المواطنين فقط، وإنما الى تهديد الأمن الداخلي واضطرار الكثير من المواطنين إلى التعبير عن غضبهم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram