اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > برنارد هنري ليفي: "قسم طبرق"

برنارد هنري ليفي: "قسم طبرق"

نشر في: 29 يونيو, 2012: 06:03 م

ترجمة : ابتسام عبد الله برنارد – هنري ليفي، كمفكر فرنسي شهير، إنسان لا يمكن تخيّله في الأدب الأنغلو – ساكسوني. وهذا الفيلسوف يتقيد بالأسلوب الذي كان سائداً في بلاد الغال، فهو معروف بشعره الرمادي الداكن وبدلاته السود المصنوعة يدوياً وقمصانه البيض التي يفتح أزرارها يظهر صدره المسمر من أثر الشمس. أما نتاجه الفكري فهو كثير ويتضمن انتقاداً شديداً للاشتراكية.
وبشكل عام فإن هنري ليفي، شخصية يجد البريطانيون صعوبة في تقلبها بجدية، وإن أردنا الحقيقة، هناك في فرنسا من لا يتقبله على الرغم من ثقافته، كونه متظاهراً ومتعجرفاً.  ولكن حسب أقوله، فهو الفيلسوف الذي أقنع الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي في آذار عام 2011، بالاعتراف بقادة المعارضة في ليبيا، واتصل ساركوزي في الحال بكاميرون هاتفياً والذي دعا المجتمع العالمي إلى دعم التدخل العسكري في ليبيا.  إن هذه القصة التي تثير الانتباه، تم تحويلها إلى فيلم وثائقي من إخراج وتمثيل الفيلسوف الذي يبلغ الـ 63 من عمره ، بعنوان "قسم طبرق" وحسب عرض خاص ثم ضمن مهرجان كان، فان الفيلم يقدم عددا من الأحداث التي جرت في ليبيا العام الماضي، مضافاً إلى مقابلات مع ساركوزي، كاميرون وهيلاري كلينتون. وبعد العرض مباشرة تم شراء الفيلم من قبل شركة التوزيع العملاقة (هارفي وينستاني).  وقال هنري بيفي: "إن الفيلم يقدم دليلاً على ما بإمكان فرد واحد ان يعمله، إن الناس يتذمرون غالباً من عدم تمكنهم القيام  بأي شيء. عند مواجهتهم وضعاً فظيعاً . ولكن هناك ما يمكن تحقيقه". إن فيلم "قسم طبرق"، ليس الأول للفيلسوف. ففي عام 1994، قدم فيلماً وثائقياً عن البوسنة، عن الأوضاع السيئة في سارا ييفو ، وتم أيضاً عرضه في كان، وقد استقبل بجدية أكثر من الذي تلاه، "حسناء الليل" ، تمثيل الان ديلون، لورين باكال وزوجة هنري- ليفي الممثلة آرييل دومباسل ، الذي عرض في مهرجان برلين عام 1997.الفيلم الجديد يختلف تماماً عن الفيلمين السابقين: فهو يتناول موضوعاً سياسياً ، كما أكد ليفي ، في الوقت الذي كان يجري الاستعدادات مع أعضاء من المعارضة السورية لحضور عرض فيلم "قسم طبرق" وقال أيضا انه سيهدي الفيلم إليهم، ويتمنى أن يكون برهاناً في أن التدخل الأجنبي ممكن في سوريا أيضاً. وأن مدينة حمص في هذه الأيام مثل بنغازي في الأمس.واسم الفيلم "قسم طبرق"، إشارة إلى قسم "كزفرا" ، الذي تم من قبل جنود فرنسا الحرة، بعد أول انتصار لهم في ليبديا، حيث أقسموا آنذاك على عدم تخليهم عن السلاح حتى تحرير كامل فرنسا من القوات النازية . ويقول بعض الساخرين ، كان من الأفضل تسميه الفيلم بـ "كيف أدرتُ الثورة الليبية" . أو أن الفيلم يصور ليفي يخوض في الصحراء ورمالها من أجل الوصول إلى مواقع الثوار، أو كيف يبحث عن طريقة مابين خطام الدبابات في ضواحي بنغازي، وفي هذه المرة لا يرتدي بدلته المعروفة فقط، بل مع أيشارب من الكشمير.وها هو التلميذ السابق لجاك دريدا، وإزراء قميصه مفتوحة، يتطلع الى الخرائط مع جنرالات الثوار ، وفي مشاهد أخرى، نجده يرافق قادة المجلس الوطني المؤقت الاجتماع مع هيلاري كلينتون، والتحدث عن سايكولوجية ساركوزي.وفي مشهد محاكاة ساخرة ومثيرة للضحك. عن أفلام جيمس بوند، نرى ليفي في الهيئة الكاملة لجيمس بوند، مسافراً الى تركيا ، في مهمة سرية، لتأمين  نظارات للرؤية الليلية من أجل أصدقائه الثوار المسلحين.   وعندما سئل هنري ليفي عن ملابسه  في الفيلم أجاب:" لست من الذين يذهبون إلى بعض الأماكن بملابس خاصة . انه أمر غير مناسب، وغير لائق"، وأضاف: "حاولت جهدي لتقديم ما في طاقتي. إن 99% من الجهد قام به الشعب الليبي وقوات الناتو والدبلوماسيون".ويبدأ الفيلم بليفي وهو يعبر الحدود المصرية  إلى ليبيا في آذار 2011 ، ويحضر اجتماعاً للمجلس الانتقالي الوطني المؤقت بقيادة مصطفى عبد الجليل. ويتحدث فيه ليفي عن الإجراءات الضرورية : منطقة خالية من الطيران، قصف مطارات قذافي، وأنه على استعداد للاتصال بساركوزي في أي شيء.والمشهد التالي يظهر فيه ليفي وهو يتحدث مع قصر الأليزيه، ويوافق ساركوزي على اللقاء، ثم يعترف بالمجلس الوطني.وكما يبدو من الفيلم، فان الفيلسوف كان قد تعرف على عدد من رجالات المعارضة الليبية في الثمانينيات وأن صداقة تربط بينه وبينهم . ويقول ليفي:"لقد أحست بضرورة تقديم المساعدة للثوار في ليبيا". لقد شاهدت في طريقي إلى بنغازي مشاهد مخيفة وأحسست أن على المجتمع الدولي التدخل في الحال، ولذلك  وجدت جرأة في نفسي للعمل والمبادرة".ويقول ليفي،" لدى حتى اليوم بعض الشكوك في مستقبل ليبيا: إن الديمقراطية تعني الجيد والسيئ. التقدميون، العلمانيون وإخوان المسلمين. أنا لست جاهلاً لإنكار الواقع". وبالنسبة لبرنار – هنري ليفي شخصياً، فهو لم يفكر بمنصب سياسي، مفضلاً العمل عبر علاقاته القوية وثروته التي ورثها. "أنا أعمل ما يحلو لي، أنا رجل حر. هذا ما يميزني عن الآخرين. أنا حر تماما، أحب طريقتي في الحياة". عن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram