عدويّة الهلالي قبل أسابيع، توفيت في فرنسا الروائية دومينيك رولان عن تسعة وتسعين عاما، وهي الحائزة على جائزة فيمينا لعام 1952 عن روايتها (عصف الريح)... ولدت دومينيك رولان في عام 1913 ، في بروكسل ،ضمن عائلة معمرة يعيش أفرادها طويلا، لذا تمنت أن تعيش طويلا أيضا حتى عام 2000 لتشهد حلول هذا التاريخ السحري والمذهل – من وجهة نظرها – ولتكتب عنه وتحقق ما أرادت ..لم تكن رولان الكاتبة الوحيدة في عائلتها فجدها لأمها ( ليون كلاديل )
كان كاتبا ، وخالتها ( جوديث كلاديل ) كانت كاتبة أيضا وحصلت على جائزة فيمينا في زمنها ... درست رولان الفنون وكانت بارعة في الرسم وأرادت ان تصبح رسامة لكنها أصبحت أمينة مكتبة في الجامعة الحرة في بروكسل ..وفي عام 1935، وعندما بلغت سن 22 عاما ، نشرت قصتها الأولى في مجلة أدبية وكان اسمها (وجبة عائلية) متناولة فيها موضوع التفسخ العائلي والحاجة الملحة الى استكشاف العلاقات بين الآباء، الأخ والأخت، الأب والابن، الأم والابنة ، ثم غيرت اهتماماتها فكتبت الرواية ونشرت اول رواية مسلسلة لها في صحيفة (كاساندر)، والتي وافقت دار نشر دونويل على نشرها في عام 1942 ..في سن الثلاثين، أخفقت دومينيك رولان في زواجها بالشاعر هوبير موتار الذي أنجبت منه ابنتها ( كريستين ) لكنها حققت انتصارات رائعة في عالم الأدب ولاحظها حينها ألبير كامو بعد صدور روايتها (المستنقعات) ليحتفي بها أيضا كوكتو وماكس جاكوب الذي كتب عنها متصورا أنها رجل بسبب اسمها :(سيدي، أنت، وأنت فقط، تدرك تماما ماذا يعني الجمال والإبداع..). دارت رواية (المستنقعات) حول نفس المحور وهو تفكك العلاقات الأسرية وظلت الرواية في أذهان قرائها لأكثر من نصف قرن دون أن ينسها احد أو ينسى كاتبتها.. في عام 1947 ، قابلت رولان الرسام والنحات بيرنار مليريه، وعاشت معه قصة حب جنونية انتهت بسرعة بسبب مرضه ووفاته المفاجئين ولم يثنها ذلك عن نشر كتاب في كل سنتين، إذ اتبعت نظاما دقيقا في ذلك والتزمت به طوال حياتها ..لم تكن رولان تبحث عن الشهرة، إذ كانت تعيش حياة ميسورة في باريس منعزلة عن الآخرين، إذ كانت تفضل دائما الابتعاد عن صخب المجتمعات .. ولم يكن يهمها أبداً أن تثير كتبها إعجاب القراء بقدر ما يهمها أن يقرأها اكبر عدد منهم ولم تترك رواياتها نفس الأثر في نفوس قرائها، فبعض رواياتها مثل (عصف الريح) حققت نجاحا هائلا، وبعض آخر مرت دون أن يفطن إليها احد ولم يزعجها ذلك يوما ..نجحت رولان في كتمان أحزانها وأفراحها عن الناس لكنها غذت بها كتبها وكان يمكن لمن يقرأ كتبها أن يعرف كل شيء عنها كعلاقتها السرية بالشاعر فيليب سولير الذي كان يصغرها بسنين، إذ كتبت عنه الكثير في رواياتها وكانت تطلق عليه اسم (جيم) في كل تلك الروايات.. في عام 2000 الذي انتظرته طويلا، انتهت سرية هذه العلاقة حين دعا الناشر بيرنار بيفو العاشقين ليدليا باعترافاتهما عبر كتابها الذي حمل عنوان (صحيفة العشاق)، وكتاب سولير الذي حمل عنوان (هوى راسخ) إذ فضح الكتابان علاقتهما الخفية لأن دومينيك وضعت حياتها كلها في صفحات كتبها وكتبت ما كانت عليه فعلا متخذة من أحلامها ومن موضوعات المرض والموت التي مرت بها مادة لذلك ..وصفت رولان نفسها ذات مرة قائلة:"لست سوى كتلة نابضة من المشاعر".عدويّة الهلالي قبل أسابيع، توفيت في فرنسا الروائية دومينيك رولان عن تسعة وتسعين عاما، وهي الحائزة على جائزة فيمينا لعام 1952 عن روايتها (عصف الريح)... ولدت دومينيك رولان في عام 1913 ، في بروكسل ،ضمن عائلة معمرة يعيش أفرادها طويلا، لذا تمنت أن تعيش طويلا أيضا حتى عام 2000 لتشهد حلول هذا التاريخ السحري والمذهل – من وجهة نظرها – ولتكتب عنه وتحقق ما أرادت ..لم تكن رولان الكاتبة الوحيدة في عائلتها فجدها لأمها ( ليون كلاديل ) كان كاتبا ، وخالتها ( جوديث كلاديل ) كانت كاتبة أيضا وحصلت على جائزة فيمينا في زمنها ... درست رولان الفنون وكانت بارعة في الرسم وأرادت ان تصبح رسامة لكنها أصبحت أمينة مكتبة في الجامعة الحرة في بروكسل ..وفي عام 1935، وعندما بلغت سن 22 عاما ، نشرت قصتها الأولى في مجلة أدبية وكان اسمها (وجبة عائلية) متناولة فيها موضوع التفسخ العائلي والحاجة الملحة الى استكشاف العلاقات بين الآباء، الأخ والأخت، الأب والابن، الأم والابنة ، ثم غيرت اهتماماتها فكتبت الرواية ونشرت اول رواية مسلسلة لها في صحيفة (كاساندر)، والتي وافقت دار نشر دونويل على نشرها في عام 1942 ..في سن الثلاثين، أخفقت دومينيك رولان في زواجها بالشاعر هوبير موتار الذي أنجبت منه ابنتها ( كريستين ) لكنها حققت انتصارات رائعة في عالم الأدب ولاحظها حينها ألبير كامو بعد صدور روايتها (المستنقعات) ليحتفي بها أيضا كوكتو وماكس جاكوب الذي كتب عنها متصورا أنها رجل بسبب اسمها :(سيدي، أنت، وأنت فقط، تدرك تماما ماذا يعني الجمال والإبداع..). دارت رواية (المستنقعات) حول نفس المحور وهو تفكك العلاقات الأسرية وظلت الرواية في أذهان قرائها لأكثر من نصف قرن دون أن ينسها احد أو ينسى كاتبتها.. في عام 1947 ، قابلت رولان الرسام والنحات بيرنار مليريه، وعاشت معه قصة حب جنونية انتهت بسرعة بسبب مرضه ووفاته المفاجئين ولم يثنها ذلك عن نشر كتاب في كل سنتين، إذ اتبعت نظاما دقيقا في ذلك والتزمت به طوال حياتها
في رواياتها.. كما في حياتها:دومينيك رولان.. كتلة نابضة من المشاعر
نشر في: 29 يونيو, 2012: 06:05 م