ترجمة/ عادل العامل تكرّس مجلة ( يَريَه Yareah ) الفنية عددها القادم للستينيات، الزمن المهم الذي كان فيه الفنانون والمؤلفون يبحثون على الدوام عن طرقٍ للتعبير. وكانت حقوق الإنسان واحداً من مواضيع النقاش الرئيسة في تلك السنوات، ومنها الحرية، بالطبع. واليوم يقوم دانييل بَرتيا Burtea، وهو فنان ناجح من كاليفورنيا، بالإجابة على سؤال صعب: ما هو الفن؟ وهو يجيب بإخلاص لأنه جواب فنان كبير،
يرسم متغلباً على كل نوع من الصعوبات، ناظراً على الدوام داخل روحه. وهو يرسم بموهبة، مدركاً لوجودنا الإنساني: الأبدي، كما في لوحة (الرقصة الأخيرة)، والحاضر (ليدي غاغا). وهو يرسم موضوعات أرضنا (الجندي الأميركي)، وأحلامنا (القاصّ) ... أجل، لأن دانييل، في النهاية، وريثٌ حاضر لحرية الستينيات تلك وقد طوّر فنه ناظراً إلى مستقبل سعيد. "فما جوابك على السؤال، دانييل؟* ما هو الفن بالنسبة لي؟ - الفن بالنسبة لي ليس هواية، إنه هوى passion. لقد ظل الفن دائماً جزءاً من حياتي. وظللتُ أرسم وأُبدع لوقتٍ طويل، وهو يعني الحرية بالنسبة لي. فقد نشأتُ في بلدٍ شيوعي لم يكن لدى أي واحد فيه شيءٌ قريب من الحرية. لم يكن أحد يستطيع التعبير عّما يشعر به. وقد هربت من خلال فني؛ وضعتُ كل أحاسيسي وانفعالاتي فيه. فالرسم وسيلة للهرب، فأنا حين أرسم أحس كما لو أني في عالم آخر، لا شيء يمكنه أن يزعجني. عندما أرسم أشعر بالهدوء ويمكن لليوم السيّئ أن يتحول بسهولة إلى يوم طيب. والرسم يأتيني بشكل طبيعي؛ فالفرشاة كأنها امتداد لذراعي. ولا أحتاج للتفكير بما أريد أن أبدعه، فهو يأتي لحاله؛ فتتحرك يدي وتظهر الصور.. وأنا عادةً لا أرسم مناظر طبيعية أو أشياء؛ أحب أن أرسم الناس، وأرسمهم بطريقتي أنا. وأسلوبي المفضّل تجريدي؛ فأنا لا أرسم الأشياء بطريقتها العادية بل أضع بصمتي على كل شيء. أملأ عملي الفني بألوان براقة تنطّ من اللوحة. فاللون طريقة للتعبير عن الشعور و إكمال لوحاتي. أحب أن أرسم و أبدع في فني. فهو يحررني ويمكنني أن أعبّر عما أشعر به من خلال ما أصنعه. إن الفن بالنسبة لي هو الحياة ".وأخيراً، فإن دانييل بَرتيا ولد في عام 1962 في رومانيا، وأراد أن يدرس الفن في سنٍ مبكرة لكن والداه لم يسمحا له بذلك، إلا أنه لم يتخلَّ عن حلمه واستمر يرسم. ثم هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1984، وأكمل دراسته الجامعية واستقر هناك.
أحس حين أرسم كأني في عالم آخر
نشر في: 29 يونيو, 2012: 06:12 م