محمود النمر وسط لوحات زاهية، ووجوه حالمة، وعيون ملونة، وقلوب مشرئبة إلى الأعناق، وألوان توحي بصور بصرية تتكلم عبر اللوحات، أقامت دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة على قاعة مركز الفنون معرضها السنوي للفن المعاصر، باشتراك 246 فنانا تشكيليا في النحت والرسم.
وأشار وكيل وزارة الثقافة طاهر ناصر الحمود في حديثه للمدى إلى أن هذا المعرض هو كرنفال ملون، فهناك المئات من الأعمال الفنية ، شارك فيها المئات من الفنانين، المعرض شامل ومتنوع باشتراك كل المدارس الفنية، وقد استخدمت فيه تقنيات عديدة، هناك أيضا معارض شخصية لفناني مرحلة ما بعد الرواد وآخرين، وهناك تنوع باستخدام أساليب جديدة في اللون والمادة، وهناك أكثر من عمل فني سيتم اختياره من المنحوتات لساحات بغداد، وهناك نصب يمثل العراق سيقام في ساحة الفردوس، وأيضا نصب لكلكامش، وبالفعل تم اختيار هذين النصبين من اللجان الفنية المتخصصة للبت فيها.وقال مدير عام دائرة الفنون التشكيلية د. جمال العتابي: إن دلالات المعرض فضلا عن سعة المشاركين وتعدد المدارس الفنية، والاهم برأيي، أنه رسالة أخرى على أن العراق يبقى منتجاً للفن والجمال والحياة.الناقد التشكيلي عادل كامل عضو رابطة نقاد الفن - الايكا - له وجهة نظر أخرى، حيث قال: اتساع القاعدة، بتنوع تياراتها، وأساليبها الفنية، ولكن ما المعيار الذي يسمح لنا بالعثور على بدايات يتجاوز فيها الفن مراحله السابقة، صياغات مبتكرة لمفهوم الهوية، وسط اتجاهات عالمية ما زالت، هي الأخرى، بلا ملامح، أم عودة للتمسك ببناء خطاب يمتلك الفن فيه ديناميته، جمالياً، أو على العكس، استجابته لأساليب تخصه، هو، وليس تكراراً، أو احتفاء بالتقاليد..؟ هذا المعرض، لهذا السبب، ينحاز إلى الاحتفال، بانتظار تدشينات تضعه رائدا، كما كان في خمسينيات القرن الماضي وستينياته. وكي لا نراهن على سراب، فإن الابتكار وحده سيصنع معجزاته، وهذا ما نأمل أن تكون عليه مشروعات المعارض السنوية ـ والجماعية عامة، مع أن المعجزات لن تهبط من العدم.الفنان فهمي القيسي قال: إنها تجربة تستحق الكلام، ولكن أنا أؤمن بأن نعمل شيئاً ذا أهمية وإلا فلا، هي خطوة رغم الظروف التي نمر بها، ولكن بالرغم من كل هذا إني اشد على أيدي القائمين على هذا المعرض، وهذا عملي المشترك عن الطبيعة التي لا تبخل علينا بالرموز والإشارات، انقل هذه الأشياء مع الخزين المتراكم في داخلي ، وهي تتحول إلى حس بصري، وأنا ضد فكرة تحميل العمل الإبداعي وتحويله إلى مشروع صوتي، عملي يستفز المتلقي، ويمتع المتلقي، واغسل عيون المتلقي من غبار المدينة.وعندما سألته عن هؤلاء وعلاقتهم بالفن قال بإحراج إني أتحفظ على هذا السؤال. علي كريم - اصغر فنان تشكيلي - فهو في عامه الرابع عشر يشترك بلوحة تجسد محنة الإنسان العراقي، وحين سألته عن عدد مشاركاته في المعارض قال انه اشترك في خمسة معارض مع فنانين كبار ويطمح لأن يكون له معرض خاص به، حتى تتكون له قدرة الخصوصية التي تجسد فنه وتطلعاته كفنان شاب له قدرات وفضاءات خاصة به.كما أوعز رئيس الجمعية العراقية للتصوير صباح الجماسي الى أن هذا المهرجان هو إعادة الحياة وديمومة البلد ووعي ثقافي وتظاهرة رائعة وكبيرة جدا، وكنت أتمنى أن لا يعرض في هذا المكان، حتى يشاهد هذا المعرض الأكثرية من الناس، ابتداء من الأستاذ وانتهاء من بالإنسان البسيط الذي يدفع العربة، حتى كيف يقرأ هذه اللوحات الرائعة والأنامل المبدعة، بالإضافة إلى أن هناك نحتا كبيرا ورائعا وجميلا وأعمالا هائلة، وأمنيتي لو كان هذا المهرجان في ساحة التحرير حتى يراه العامل والرجل البسيط والبقال، فالمكانات العامة يشاهدها القاصي والداني .الفنان الشاب علي العزي قال : أنا منذ بداياتي الأولى كانت مشاركاتي في جميع معارض وزارة الثقافة وفي الأسابيع الثقافية، ومشاركتي في هذا المهرجان اقدر أن أقول إنها مميزة وقد نالت إعجاب الكثير من الناس ومن ضمنهم شخصيات أجنبية حضرت هذا الكرنفال، وهذا فخر لي.
رؤى واساليب مختلفة في كرنفال ملون
نشر في: 29 يونيو, 2012: 06:12 م