اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الأهوار أكبر المسطحات المائية فـي الشرق الأوسط فـي طريقها إلى زوال

الأهوار أكبر المسطحات المائية فـي الشرق الأوسط فـي طريقها إلى زوال

نشر في: 29 يونيو, 2012: 06:26 م

 تحقيق: عبد الحسين بريسم تعد أهوار وادي الرافدين من أكبر المسطحات المائية في الشرق الأوسط وتقع في الجزء الجنوبي من العراق بين محافظات البصرة وميسان وذي قار. وتتكون الأهوار الجنوبية من ثلاث مناطق رئيسة هي: الأهوار الشرقية المعروفة بهور الحويزة، والأهوار الوسطى أو المركزية، والأهوار الجنوبية المعروفة بهور الحمار.
 وتشغل مساحات واسعة تتراوح ما بين(15000_20000)كم² منها حوالي (9000)كم² أهوار دائمية، والمتبقي هي أهوار موسمية تغمرها مياه الفيضانات سنوياً واكبر هذه الأهوار هو هور الحويزة الذي يمتد من شمال شرق مدينة العمارة إلى شمال شرق البصرة ومن الأراضي الإيرانية حتى نهر دجلة غرباً، ويعرف الجزء الذي يقع في الجانب الإيراني باسم هور العظيم. حيث يعد نهر دجلة المصدر الرئيس للمياه في هذه المنطقة ويزود هور الحويزة بالمياه من الجداول الشرقية لنهر دجلة في العمارة وهي الكحلاء والمشرح ومن الأنهار الحدودية لغرب إيران وخاصة الكرخة والطيب والدويج ويصرف هور الحويزة مياهه إلى نهر دجلة عبر جداول عديدة أهمها الكسارة والورطة والى نهر شط العرب عبر جداول السويب.  تشكّل حوالي 17% من مساحة العراق يقول د.بشار جبار جمعة من جامعة ميسان: تشكل مساحة الأهوار حوالي 17% من مساحة العراق، إذ تغطي المياه حوالي 8.3 مليون دونم من الأراضي العراقية، منها حوالي 2.3 مليون دونم تغطى بمياه الأهوار، وتعتبر من النماذج الفريدة بجريان المياه العذبة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة وتعد من المناطق الغنية بالغطاء الطبيعي وثروتها الحيوانية من الأسماك والطيور والجاموس. حيث كانت تقدر طاقة الأهوار من إنتاج الأسماك بحوالي (60%) من الإنتاج السمكي الكلي في العراق خلال ثمانينيات القرن الماضي كما تمتاز الأهوار بمناخها الصالح  لزراعة المحاصيل الاقتصادية، فضلا عن انتشار نباتات القصب والبردي فيها والتي يمكن إن تستعمل كعلف للحيوانات. كما أنها تدخل في صناعة الحصير وكمادة أولية في صناعة الورق والسكر. كما تشكل الأهوار مصدر عيش لعدد كبير من سكان الأهوار الذين يمتهن بعضهم تربية الجاموس، والبعض الآخر صيد السمك والطيور فيما يمتهن آخرون صناعة الحصير والبسط وقسم آخر زراعة الشلب.عانت الأهوار خلال فترة النظام السابق عمليات التجفيف من خلال تنفيذ العديد من المشاريع، إذ تم قطع مياه دجلة والفرات عن الأهوار وذلك بشق القنوات لتصريف المياه إلى خارج الأهوار. كما أقيمت السدود الترابية لمنع تدفق المياه باتجاه الأهوار. تدمير نظام بيئي فريد ويضيف الدكتور بشير عن جريمة تجفيف الأهوار: إن تجفيف الأهوار كان كارثياً في شتى المجالات، مؤدياً إلى تدمير نظام بيئي فريد من نوعه إذ أن ما تبقى من الأهوار بعد التجفيف لا يتجاوز الـ(5.14%) في أفضل الأحوال وان ما تبقى من هور الحويزة الذي يعتبر من اكبر أهوار جنوب العراق هو(33.3%) فقط من حجمه السابق، حيث تبلغ طاقة خزنه حوالي (7) بليون م³، ويبلغ الفاقد السنوي له بالتبخر حوالي (3.2) بليون م،³ وتبلغ مساحة هور الحويزة خلال ثمانينات القرن الماضي 3580كم²،  وبعد التجفيف في عام 2000، أصبحت مساحته حوالي 1000كم²، وبعد عودة المياه بعد عام 2003، بلغت مساحتهُ 1600كم². بدأت عمليات تجفيف الأهوار في بداية التسعينيات من القرن الماضي ما اضطر عرب الأهوار إلى الهجرة، وفي عام 1991، تم إحراق النباتات وتلوث المياه ما اضطر الأهالي إلى النزوح إلى جنوب غرب إيران، إذ تشير الإحصائيات إلى إن أعداد النازحين قد وصل إلى حوالي 40000 نسمة، في حين أنتشر حوالي 250000 مواطن في أجزاء عديدة من العراق، وذلك بسبب تبدل نوعية البيئة، ولعدم وجود مصادر معيشية، فتدهور صيد الأسماك والطيور، وكذالك فإن المساحات الزراعية الواسعة لزراعة الشلب قد تلاشت وكذلك عدم وجود مصادر مياه صالحة للشرب وانعدام الخدمات التعليمية والرعاية الصحية الأولية قد زاد من هجرة السكان. وان التلوث الذي حصل للأهوار هو نتيجة للاستغلال غير المنتظم لمكونات البيئة الأساسية بفعل عوامل عديدة منها: فيزيائية وكيميائية وبيولوجية، فهناك ملوثات قد تصل إلى البيئة المائية بتراكيز فترات مختلفة، والتي قد تعمل على تدهور الموارد الطبيعية المتواجدة بشكل متوازن في الطبيعة مما يعرقل الفعاليات الحيوية لجميع الكائنات الحية، والذي بدوره يؤثر على حياة هذه الكائنات، ويعتمد نوع التلوث على طبيعة المواد المطروحة، فهناك تلوث بالعناصر الثقيلة أو بالهايدروكاربونات النفطية أو المواد ذات النشاط الإشعاعي أو بالمبيدات أو المواد العضوية أو غيرها من مصادر التلوث الأخرى. تجفيف الأهوار وآثاره السلبية في المناخ إن تدمير بيئة الأهوار اثر سلباًًً في مناخ المنطقة، إذ ارتفعت معدلات درجات الحرارة العظمى بشكل ملحوظ وكذلك تدني معدلات الرطوبة النسبية. كانت الأهوار قبل التجفيف تمتاز بالتنوع الإحيائي الكبير، إذ تحتوي الأهوار على أنواع كثيرة من العوالق النباتية والحيوانية والنباتات الطافية والغاطسة وشبه الغاطسة والطيور المختلفة واللبائن والزواحف والأسماك واللافقاريات. لقد وجد ب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram