TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شناشيل:عيدٌ لا يعرفه أطفالنا بعد!

شناشيل:عيدٌ لا يعرفه أطفالنا بعد!

نشر في: 29 يونيو, 2012: 06:28 م

 عدنان حسين أمس كان يوم جمعة، وهو أنسب يوم لكي يستمتع الأطفال مع عوائلهم بوقت الفراغ. وأمس كان أيضاً يوم الأطفال العالمي، ومن أقصى الشرق إلى آخر الغرب من كرتنا الأرضية احتفلت الدول والمنظمات المدنية بهذه المناسبة، وبثّت الفضائيات ووكالات الأنباء صوراً زاهية الألوان لمشاهد احتفالية بالمناسبة مفعمة بالبهجة والحبور والأمل.
"العظيم" وحده انفرد بأن المناسبة لم تمر به ولو مرور الكرام، فلا الدولة نظمت مهرجاناً ولا منظمة شعبية دعت إلى احتفال ولا عوائل أقامت في الحدائق احتفالاتها الخاصة... هل توجد حدائق عامة في الأساس!؟أطفال العراق الذين ربما لا يعرفون أن الأول من حزيران هو عيدهم العالمي، كانوا مشغولين أمس بأشياء أخرى تأخذهم بعيداً عن العيد وتقاليده، فما لا يقل عن 10 بالمئة منهم يعملون، حتى في الليل، للبقاء على قيد الحياة أو لإعالة أسرهم. هذا حسب الإحصاءات الرسمية التي لا يُعوّل عليها عادة، فالنسبة يمكن مضاعفتها من دون خوف من ارتكاب خطأ جسيم، مثلما يمكن مضاعفة عدد التلاميذ المتسربين من المدارس من 600 ألف إلى ما يزيد عن المليون. بل ثمة إحصائية تقدر عدد هؤلاء بمليون تلميذ تركوا صفوفهم، ليلتحقوا في الغالب بجيش العمال الصغار الذين يتلقون أجوراً زهيدة للغاية.ولمن تستهويهم لغة الأرقام فأن عدد اليتامى من أطفالنا يتراوح بين مليون ونصف المليون وخمسة ملايين.. الرقم الأول مصدره وزارة التربية فيما مصدر الرقم الثاني برلمانية عضو في لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب. ولا ينبغي أن ننسى الأطفال المهاجرين الذين تبحث عوائلهم عن حق اللجوء... ولو في الواق واق! منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة تُحصي عدد العراقيين في دول الشرق الأوسط العربية وحدها بمليون ونصف المليون أكثر من نصفهم أطفال وشباب.كم عدد الأطفال المرضى الراقدين في المستشفيات أو في بيوتهم يكابدون آلام الأمراض الخطيرة؟ كم عدد الأطفال المعاقين؟ كم تُشكّل نسبتهم بين من تتراوح أعدادهم بين مليون وثلاثة مليون معاق؟ لا أحد يستطيع أن يجيب، فدولتنا تحتقر الإحصائيات وعلى رأسها الإحصاء السكاني العام، ذلك ان القائمين على هذه الدولة ليسوا مشغولين بالتنمية، وليسوا مهمومين بإعادة الإعمار لكي يدرجوا الإحصائيات في قوائم الأولويات لوضع الخطط ورسم السياسات.أولويات القائمين على السلطة في عراقنا "العظيم" تتوزع بين الصراع على كراسي هذه السلطة والتنافس على سرقة المال العام والخاص.ولا عزاء لأطفالنا المتسربين من المدارس إلى سوق العمل.. لا عزاء للأطفال اليتامى والمعاقين المتروكين لأقدارهم القاسية، وبينهم عشرات الآلاف من ضحايا وأبناء ضحايا الإرهاب وحروب صدام. لا عزاء ولا عيد لأطفالنا المشغول عنهم ساستنا وسدنة دولتنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram