اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > رمضان على الأبواب.. والحصة التموينية (نائمة في العسل)

رمضان على الأبواب.. والحصة التموينية (نائمة في العسل)

نشر في: 29 يونيو, 2012: 07:04 م

 بغداد/ فرات إبراهيمتحول العراق وبقدرة (أبطال العروبة ودايمين واتقدم واحنه وياك اثنين) من بلد يسافر مواطنه الى كل بقاع الأرض ويعود بالهدايا ومتعة الماء والخضراء والوجه الحسن، الى بلد يفتش مواطنه بفعل الحروب الكارثية والحصار المميت عن متنفس وبديل عن الوطن، بعد أن تحولنا إلى  مواطنين نحلم بـ(اللحمة)،
في وقت كان العراقيون لا يصدقون مشاهد اخوتهم المصريين في الافلام، وهم يرمون بريش الدجاج خارج بيوتهم لكي يعرف جيرانهم والعابرون لمنطقتهم بأنهم اليوم اكلوا الدجاج، وصار وقوف العراقيين المتلهفين الى السفر والنوم في أحضان الطبيعة ظاهرة مألوفة. الموطنون وبسبب أزمات العوز المختلفة أصبحوا يتهافتون على وكيل الحصة التموينية كل شهر لينالوا بضع مواد، اختلفت القصص في مناشئها وجودتها وصلاحيتها، الحلم الذي راودهم بعد التغيير تلاشى تماما بعد أن وجدوا أنفسهم من مدمني الوقوف على باب الوكيل  ليسألونه عن حضور سيدة المطبخ الحصة الموقرة أم أنها لا تزال بفضل الفساد والمحسوبية في (غفوة العسل).هذا هو قدر العراقيون الذين ابتليت بهم حتى سموات الدعاء لانهم اكثر بلدان الارض تضرعا الى الله بان يمن عليهم بالخلاص من انفسهم وليس الخلاص من جاحدهم او معذبهم، لانهم صاروا يخافون حتى الدعاء الذي صار هو الاخر ينيط مهام خلاصهم بجلاد اخر وعابث اخر ومرتشٍ اخر. مكرمة الدجاجةلم يألف العراقيون أمر التقنين وشد الأحزمة  في بداية الحصار وكانوا ينفرون من التجمهر وكأنهم جياع دول افريقية، في حين انهم شعب الحضارات وأبناء المضايف والدلال وإغاثة الملهوف وحماية الأجير، تناولت كتب الباحثين والعلامة والمستشرقين قصص سخاء العراقيين، وكان سخاء كرمهم على مر العصور حكاية كل الشعوب لما لهم من عزة نفس تقدم الضيف على صاحب البيت في الغذاء والملبس والمنام ، شيئا فشيئا صارت الحصة التموينية ضرورة ملحة خاصة مع تقادم سنوات الحصار الظالم والجائر الذي طال كل الفقراء واستثنى النظام وزبانيته بحجة العقوبات الدولية، ومع مرور الأيام أدرك العراقيون أنهم دخلوا نفق الحاجة والقوت وصار لزاما عليهم ان يتعايشوا مع وضع صعب في كل جوانب الحياة ووصل الأمر ببعض العراقيين الى استقبال ضيوفهم دون تقديم واجب الضيافة من شاي وقهوة وسكر، وهنا بدأت لعبة الدولة من خلال إبداء روح التعاطف من رأس الدولة الأكبر وحرصه على تذليل صعاب شعبه، فكان إذا ما قام بإنقاص كيلو سكر من كل بطاقة تموينية فإنه يعود بعد أشهر ليزيد البطاقة ربع كيلو وتخيلوا حجم وكم الأغاني والقصائد التي يسطرها صعاليك الشعر والفن الغجري في هذا الموضوع .. السيد عادل محمد يقول : ما زلت استذكر تلك الأيام وكيف وصل الأمر ببعض الناس إلى البحث في أماكن القاذورات عن طعام يسد به رمق عائلته ، كانت أياما مرعبة وخاصة حينما يكون رمضان على الأبواب، إذ نجد أن كل مفردات الحصة التموينية تذهب إلى تجار الجملة فيرفعوا الأسعار بدرجات جنونية مثل الحمص والعدس والبقوليات وكان البعض يتحدث عن أن اغلب هؤلاء التجار هم صور مزيفة لتاجر واحد حقيقي هو (عدي)، ويضحك السيد عادل وهو موظف، حينما يستذكر حادثة (الدجاجة) المكرمة التي منحها الطاغية للشعب أيام رمضان حيث صدحت حناجر الشعراء وغنى المطربون لهذه الالتفاتة الكريمة..ما يصل من الحصة اليومفي الأيام الأولى التي تلت السقوط استبشر الناس بالقادم من الأيام وكان جل اهتمامهم ينصب على توفر أمور في غاية الرقي لهذا الشعب المظلوم بعد انقشاع الغمة، ومع مرور الأيام بدأت تلابيب (الحصة) المكرمة تلوح في الأفق ، فقد بدأ المسؤولون بتصريحاتهم عن سرقة المواد الغذائية من قبل العصابات وانقطاع الحصة بسبب المنخفضات الجوية وتأخر الحصة بسبب إعصار تسونامي وابتعاد الحصة بسبب المماحكات السياسية وبدأ المواطن البسيط يتلمس ذات الخطوط ولكن بألوان زاهية تغلفها الحرية والديمقراطية ، كيف لا وأنت بالأمس إذا ما انقطعت عنك مفردة واحدة من الحصة تلتزم الصمت واليوم إذا انقطعت الحصة بكاملها فلك الحق بالتعبير من خلال التظاهر السلمي ، يصف محمد الساعدي الحالة بأنه في الأمس أي في زمن النظام السابق كانوا يكممون أفواهنا بالقطن كي لا نتكلم، أما اليوم فالمسؤولون رفعوا من أفواهنا هذا القطن ووضعوه في آذانهم وقالوا لنا تكلموا حتى الصباح، يقول السيد حيدر السواني ( متقاعد ) لا اعرف بالضبط ما الغاية من هذا التشرذم في توزيع الحصة التموينية، ولماذا تمارس الدولة لعبة القط والفار مع شعبها؟؟ دخلت مئات الآلاف من السيارات ونرى كل يوم ملايين القطع من الملابس الرجالية والنسائية كذلك نشاهد قاطرات من المواد الالكترونية تغرق بها السوق، وأتعجب لماذا الحصة التموينية فقط هي التي تتعرض لكل هذه المتاعب في الوصول الى المواطن، فنحن نتسلم مادة (الشكر) لشهر شباط  ومادة(الطحين) لشهر آذار وغيرهما، حتى بدأنا نخجل من الأسئلة المتكررة للوكيل المسكين الذي يواجه شتى التهم بغياب المواد وهو لا حول ولا قوة وليس له ..rnالبطاقات الوهمية وفساد الوزارةأكد وزير التجارة خير الله بابكر استمرار الوزارة بتوزيع الحصة التموينية بكامل مفرداتها للمواطنين لغاية العام 2014، فيما أعلن انه سيتم الكشف عن عدد كبير من البطاقا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram