حسين مردان ما يزال حتى الان كما يبدو غنيا عن التعريف ومن قصائدة العارية واسمه يرتبط بالتحدي ومحاولة التجديد ولعل كثيرين لم ينسوا يوم قدمت مجموعته الى المحكمة والضجة التي رافقها على الصعيدين الشعبي والادبي ولعلنا لا نكشف سرا اذا قلنا ان القصاص غائب طعمة فرمان
كان موفقا حين استعار بخمسة اصوت صوته فيه نبرات حسين مردان المتميزة مما اكسب خمسة اصوات حيوية كمايؤكد ذلك بعض المطلعين ولن يغير من شهرة حسين مردان تواضعه حين يصرح انه نظم الشعر وكتب القصة والمقالة الادبية والسياسة ومارس النقد والنثر المركزاضافة الى عمله الصحفي حتى خيل اليه انه موشك على الضياع فتحول اثر ذلك الى مجرد مثقف بعد عمر طويل وبهذافان الف باء ليسرها ان تقدم لقرائها حسين مردان في حديث مثير وطريف كم ديوانا شعريا اصدرت؟ اصدرت قصائد عارية الارجوحة هادئة الجبال اغصان الحديد طراز خاص وكم كتابا؟* اصدرت في النثر المركز نشيد الانشاد الربيع والجوع صور مرعبة العالم تنور هلاهل نحو الشمس عزيزتي فلانه هل اصدرت كتبا اخرى؟* اصدرت مقالات في النفد الادبي ماهو النثر المركز وهل له علاقة بما يسمى اليوم بقصيدة النثر؟* لقد ادى الضيق بالوزن والقافية عند الشاعر المعاصر الى نوع من التمرد واللجوء الى هذا النوع من النثر الفني والذي شاع في عهد جبران وامين الريحاني عن طريق ترجمة الشعر الاوربي الى اللغة العربية فعمل بعضهم على تطويره والاعتناء به لكي ياخذ شكل القصيدة من ناحية الاهتمام من نوع الكلمة وموسيقية واختصار الجمل وتركيزها للاستعاضة عن الجهد الذي يبذل في القصيدة الموزونة اما السبب الحقيقي الذي دفعني الى كتابة هذا النوع من النثر فهو اكتشافي ان الوزن يحد من اظهار الحيوية النفسية ونقل العالم الباطني بصورة دقيقة •اذا انت لاتعتبر ان النثر المركز شعرا على الرغم ما فيه من عناصر الشعر؟.-طبعا ولذلك اطلقت عليه اسم النثر المركز في الوقت الذي كان ينعت بالشعر المنثور او القصيدة النثرية..•مارايك بقول بعضهم ان قصيدة النثر ستكون شعر المستقبل ؟.-منذ ملايين السنين والكون في حالة من التوسع وتلك الحضارة وان ما يرافق هذا الامتداد في حياة الانسان من تعقيد سيدفع بالفنان الى رد فعل قد يؤدي الى تبسيط الفن والادب بصورة عامة ولكن هذا لايعني ان القضية ستصبح قانونا اما رأيي الخاص فاني اؤمن ان مهمة الفنان هي حل العقد عن طريق التوضيح كما يدور حولنا .. وعليه ارفض الغموض في الادب والفن وان كافة المدارس الفنية منذ الدادية وحتى السريالية اخذت تضمحل وتفقد تاثيرها المباشر بالحركة الادبية والفنية على المستوى العالمي ..•لقد نشرت مؤخرا بعض القصائد فهل تعتقد ان شعرك قد تطور كما كان عليه في اغصان الحديد مثلا ؟؟ -ان التطور قد لايبدو بقصيدة واحدة حتى ولو كانت هذه القصيدة هي اخر ما نضمت وانما التطور يحدث من حيث الخط الشعري العام فهناك بعض الموضوعات تفرض على الشاعر تكتيما معينا وحتى الكلمات ففي قصيدتي (استنبول ) تعمدت الوضوح التام وكذلك في قصيدتي (مدينة النحاس) وعندما اتعرض لحادثة لها صدى داخلي الجأ الى كلمات وصور تختلف تماما حتى في طريقة العرض كما جاء في قصيدتي الليل والموت وراء سور الليل في الصمت من هوة الصمت يصرخ بي عبر المدى صوتي كانه موتي الفجر لن يطلع لن ياتي ..•انا شخصيا الاحظ ان الوضوح الذي تلاحظه والتزامك الشديد لقافية واحدة في قصيدتك الحديثة قد اثر فيها ؟ -لكل حرف رنينه الخاص ولكل كلمة موسيقاها ولعل العنصرالاساسي في الشعر هو الموسيقى والطفرة التي حدثت بالانتقال الى الشعر العمودي الى الشعر الحر كانت عميقة وواسعة بحيث ادت ببعض الشعراء الى اهمال ما للقافية من تأثيرها مباشر على السمع ولعل معظم هؤلاء يرفض كيفية الانتقال من قافية الى اخرى وبالاصح من موسيقة حرف الى موسيقة حرف اخر .. فرايت ان من واجبي ان اعطي امثلة عملية على ان القصيدة الحديثة بالدرجة الاولى تعتمد على تجزئة التفاعيل والمحافظة على الموسيقى الداخلية التي يجب ان تساير الاوهام للقصيدة المتعددة بالقطعة الشعرية .. وقد التقيت مرة بالشاعر اللبناني امين نخلة واستمعت اليه وهو يتجهم على الشعر الحديث وعندما قرات له بعض قصائدي ابدى ارتياحه لان ما ينشر في المجالات تحت هذا الاسم لايمت الى الشعر الحقيقي بصلة ..•انني لااتفق معك في الاراء فالشعر عندي لايحتاج الى كل هذه الالتزامات وعلى اية حال هل تعتقد ان الامثلة الشعرية التي قدمتها للتدليل على هذه الاراء كانت ناجحة ومقنعة ؟.-ان ذلك من مهمة النقاد ومادمنا لانملك ناقدا واحدا فستقبى المشكلة مطروحة الى اليوم الذي اقرر فيه ان اصبح انا نفسي ناقدا وانني في طريقي الى ذلك وعندها الويل لكم. •لمن قرات من الشعراء الذين جاؤا بعد جيلكم ومارايك بما قرات لهم ؟.-لقد صدمتني الان واني لااعترف بقصويري عن تتبع النتاجات الشعرية للشعراء الشباب الا ان هذا لايعني ان انا لم اقراء لبعضهم والمصادفة هي التي تتحكم بهذا الشاعر او ذاك وكثيرا ما كشفت لي هذه المصادفة عن ش
في حوار صحفي .. حسين مردان: انا دكتاتور الحركة الادبية
نشر في: 14 أكتوبر, 2009: 06:38 م