الحلة / المدىمنذ خمسة عشر عاما - هو عمر زواج صابرين أحمد - وما أن أنجبت طفلتها الأولى حتى تحولت حياتها إلى جحيم، هذه المرأة التي لم تنجب ولداً، هي تجسيد لمعاناة الزوجات اللاتي يتعرضن للاضطهاد والتعذيب الجسدي والنفسي بلا ذنب.
وتوضح أحمد (42 سنة)، في حديثها لـ"المدى"، أنها أم لخمس بنات، وتضيف "رغم مرور 15 عاما على زواجي لكنني ما زلت أعاني القهر الاجتماعي وسوء المعاملة والعنف الأسري بسبب إنجابي البنات".وتقول: "زوجي وحش، فهو يتفنن بتعذيبي حتى وصل به الأمر إلى أن يستعمل المكواة في تعذيبي كلما أنجبت فتاة"، مضيفة "لقد أذلني وحط من كرامتي وإنسانيتي، بل أنه في إحدى المرات قيدني وحبسني في مكان أشبه بالسرداب داخل المنزل وأشعل النار في محيط المكان عقابا ليّ على إنجاب الإناث وليس الذكور".وتؤكد أحمد "قدمت شكوى إلى المحكمة، لكن والدتي أجبرتني على التخلي عنها لأسباب اجتماعية وعشائرية لأنها تخاف من كلمة (امرأة مطلقة)".وتفصح صابرين أحمد عن مخاوفها بالقول: "أخشى على بناتي من هذا الأب، خاصة وإن ابنتي البكر في الرابعة عشرة من عمرها، وأخشى أن تتأثر بما يفعله أباها بيّ".الباحثة الاجتماعية زهرة فاضل تشير في حديثها لـ"المدى" إلى أن العنف الأسري "حالة شائعة للأسف الشديد في مجتمعنا، وأسباب ذلك متعددة أبرزها تدني الوعي الثقافي والديني وعدم الاطلاع على القوانين والعقوبات المفروضة على هذه الممارسات".وترى فاضل أن "المرأة كائن ضعيف يحتاج إلى الحماية والأمان الدائم"، مشددة على أن زوج صابرين أحمد وأمثاله من الرجال يجب أن تتم محاسبتهم قضائيا، لافتة إلى أن "الدين حرم العنف ضد المرأة".وطالبت بضرورة تفعيل دور الشرطة المجتمعية التي تهتم بقضايا الأسرة والعنف الأسري سواء كان موجها ضد المرأة أو الأطفال، مشيرا إلى أن "هذا الأب الذي يعذب زوجته لأنها تنجب فتيات فقط ربما فاته إن إحدى بناته قد تصبح اسما عالميا مثل المهندسة العراقية زها حديد، أو غيرها من النساء المشهورات".وتطرح قضية صابرين أحمد تساؤلات عدة، أهمها أين هو دور وزارتي حقوق الإنسان وشؤون المرأة، ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والعالمية وغيرها من منظمات المجتمع المدني، فضلا عن دور الجهات القانونية والقضائية من مثل هكذا ممارسات؟
زوج يحبس زوجته في قبو ويشعل النار بسبب إنجابها البنات

نشر في: 29 يونيو, 2012: 07:22 م