المدى / متابعة مهند جواداتفق العشرات من الأطباء على منع أبنائهم من مزاولة مهنة الطب خاصة في العراق، مؤكدين أنهم سيتبعون كل الطرق لمنع أبنائهم وبناتهم من دخول كلية الطب، فيما هددت إحدى الطبيبات بأنها ستكسر ساق ابنتها إذا ما أصرّت على دخول إحدى الكليات الطبية.
إلا أن وزارة الصحة وصفت هذه التعليقات بأنها "لا تعبر عن نوايا صادقة للأطباء".وجاء اتفاق الأطباء هذا، خلال تعليقاتهم على سؤال طرحه طبيب عراقي على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، مفاده: "هل ستشجع ابنك على دخول كلية الطب؟".وردود أفعال الأطباء هذه التي تابعتها "المدى" على (الفيس بوك)، تعكس الواقع المتردي للمنظومة الصحية في العراق، وهذه الردود تسجل مؤشرا خطرا على مستقبل الطب في البلاد.ويقول الدكتور أحمد الفهد: "بالنسبة ليّ وبلا مثاليات، سأطرح أمام ابني وجهة نظري والمصاعب والإيجابيات واتركه ليختار ما يريده، في النهاية هي حياته وليست حياتي ويجب أن يختار مستقبله بإرادته".فيما علق الطبيب حكم العاني قائلا: "بصراحة من الممكن أن أشجعه على اختيار مهنه الطب، ولكن أوضح له المحاسن ولو كانت قليلة في بلدنا مع شديد الأسف، وكذلك المساوئ، وأترك له الخيار"، مضيفا "إن حصل واختار مهنة الطب سأشجعه على إكمالها في بلد غير العراق".الدكتور باقر نبيل الجراح يقول: "اعتقد بأني أفضلّ أن لا يمر أحد أبنائي بمعاناتي في مستشفيات العراق، وأفضلّ له أن يرتاح في حياته بدون قلق، بدلا من أن (يتبهذل) مع زوجته وأطفاله في إحدى المحافظات، أو أن يتم الاعتداء عليه بشكل مستمر منذ أن يبدأ عمله كطبيب مقيم دوري"، معلقا "كل شيء في العراق دوري وخاصة على الطبيب".الدكتور أسامة سليم، خالف أصدقاءه، إذ يرى أنه "حين نتزوج وننجب الأبناء ويصلون مرحلة الكلية نحتاج إلى أكثر من عشرين سنة،وفي ذلك الحين أكيد وضع العراق سيتغير "، مبينا "نحن الآن في بداية الطريق للتغيير وبعد عشرين سنة نأمل أن يتغير الوضع للأفضل وبهذه الحالة لا مانع من أن يدخل الطب".أما الطبيب باسم عطا الله فيقول: "قد نكون نحن الآن في العصر الذهبي الذي لا يتكرر، وبعد عشرين سنة قد يكون الوضع أسوأ"، لافتا "أنا منذ 17 سنة طبيب والوضع من سيء إلى أسوأ".الطبيب رائد علي، أشترط بأنه سيسمح لابنه بدراسة الطب لكن خارج العراق، عازيا ذلك إلى أنه "بسبب الأوضاع الحالية التي يعيشها الطبيب في العراق سأحاول أن أجعل ابني لا يفكر بالطب بشكل نهائي".فيما شددت الدكتورة نور فاضل على أنها لن تسمح لأبنائها أن يزاولوا مهنة الطب أبدا.فيما يعرب الدكتور زيد وليد عن ندمه بالقول: "أنا نادم على دخولي مهنة الطب، ولو كان الخيار بيدي الآن سأختار مهنة فيها أقل احتكاك مع الناس"، مضيفا "إذا تزوجت وأنجبت أطفال لن أمنعهم من دخول الطب لكن سأعارض وبشدة دخول بناتي لكلية الطب بعد معاناة زميلاتي في المهنة".الدكتورة نسرين الشبيبي تبدو أكثر مرونة، إذ تشير إلى أنه "على الرغم من كل الصعوبات التي يمر بها الطبيب بالعراق، تبقى مهنة الطب أرقى وأسمى مهنة، ودائما أقول لو لم أكن طبيبة لتمنيت أن أكون طبيبة".وتضيف "لدي ثلاث بنات وزوجي طبيب وأتمنى أن يوفق الله بناتي وبالمستقبل يصبحن طبيبات".الدكتور حذيفة الحديثي أقسم يقول: "إذا رزقني الله بعد عشرين سنة من الزواج بولد واحد فقط وأراد دخول كلية الطب، والله سأتبرأ منه، قائلا باللهجة العامية (عمي خلي يشوف حياته)".أما الدكتور داود الجنابي فقد عبر عن استيائه من مهنة الطب وقال: "لا ومستحيل أوافق على أن يكون ابني طبيبا".وتابع "نحن خدعنا بفكرة الطب قبل أن نقدم عليه"، مبينا "لم نكن نتوقع أن نلاقي هذه المعاناة التي نعيشها الآن نحن الأطباء".أسامة المهدي هو الآخر أكد قائلا: "لالالالالا لن أوافق على أن تكون ابنتي طبيبة، لكن إذا ابني أراد ذلك من الممكن أن أشجعه"، مضيفا "مهنة الطب جميلة لكنها فاشلة في العراق".ويشترط الدكتور محسن علي المرعشي قبوله أن "يدخل أبناؤه كلية الطب بأن يمتلك واسطة في وزارة الصحة أو أن يكون مديرا عاما كي يتمكن من وضع ابنه بالمكان وبالاختصاص الذي يعجبه".الطبيب أحمد زيد وصف مهنة الطب بـ"المقبرة"، وأنه "دفن فيها وهو حي"، مشيرا إلى أن "سيجبر ابنه على أن يكون عامل بناء بدل من أن يزاول مهنة الطب".الدكتور رافد بدري قال: "أكيد أنصحهم بالابتعاد عن الطب".فيما قال زميله أسامة ياسين "سأحترم رغبة أولادي وإذا كان الأمر بيدي سأمنعهم من دخول كلية الطب".الطبيب سيف علي، ذكر أنه "إذا أصرّ ابنه على دخول كلية الطب فأنه سيساعده على مغادرة العراق وتكوين حياته هناك".الطبيبة هالة ساتا تقول: "أنها ستكسر ساق ابنتها إذا دخلت كلية الطب".زميلهم أياد عبد العباس ينوه "ما سألتم أن
طبيبة تؤكد أنها "ستكسر" ساق ابنتها لمنعها من مزاولة الطب

نشر في: 29 يونيو, 2012: 08:15 م