TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > لمــــاذا لا يستـــــطيع الشــــاهــرودي أن يخــلف السيستـــاني ؟

لمــــاذا لا يستـــــطيع الشــــاهــرودي أن يخــلف السيستـــاني ؟

نشر في: 29 يونيو, 2012: 10:32 م

حيدر عبد المجيد الخوئي كثرت التكهنات حول خطة ايرانية مزعومة تقضي بتولي المرجعية الدينية الشيعية في العراق رجل دين مقرب من طهران. وبغض النظر عما إذا كان أصحاب نظرية المؤامرة هذه على حق أم لا، يبدو أن الخطة التي يتحدثون عنها خطة غير متماسكة، فهي تتناقض مع التقاليد الدينية الراسخة في العراق منذ قرون.
على مدى الأشهر التسعة الماضية، روجت الكثير من وسائل الإعلام تكهنات حول مؤامرة إيرانية مزعومة تقضي بإيصال واحد من كبار رجال الدين في العراق إلى مركز ديني مرموق. وتقضي هذه الخطة، بإرسال إيران رجل دين بارز إلى النجف، جنوب بغداد، باعتبارها واحدة من المراكز الاسلامية الشيعية المهمة، للسيطرة على المؤسسة الدينية فيها – ومن ثم السيطرة على مستقبل الإسلام الشيعي. تبدو الخطة التي يتم تداولها بسيطة للغاية. فآية الله علي السيستاني، زعيم المرجعية الدينية الشيعية في العراق، سيكمل الثالثة والثمانين من عمره في شهر آب (أغسطس) من هذا العام، ويعتقد الجميع أنه يقترب من نهاية ولايته كزعيم روحي للملايين من المسلمين الشيعة في جميع أنحاء العالم بشكل عام، والمسلمين الشيعة في العراق بشكل خاص.فعلى الرغم من أن حالته الصحية جيدة، إلا أن الشائعات التي يتم تداولها تقول بأن وضعه الصحي سيئ وان إيران تنتظر الفرصة لتنقض على المرجعية الدينية الشيعية بعد وفاته. وتركز التكهنات على اسم آية الله محمود شاهرودي المقيم في ايران كبديل محتمل لآية الله علي السيستاني. وقد ازدادت الشائعات حول عودته الوشيكة الى النجف، مقر المرجعية الدينية في العراق عندما أنشأ الشاهرودي مكتبا له في النجف في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي. كما بدأ بتوزيع رواتب لطلاب الدين - وهي خطوة أولى ضرورية لرجل دين للإعلان عن وجوده كمرجعية دينية. بعد شهر من فتح مكتبه، أعلن ممثله في العراق، محمود البغدادي بأن شاهرودي سيعود الى العراق "قريبا".من خلال ارسالها محمود شاهرودي، رجل الدين العراقي المولد، والذي قام بأدوار سياسية بارزة في إيران على مدى سنوات عدة، الى النجف، تبدو إيران وكأنها راغبة في أن يكون واحد من رجالاتها خليفة للسيستاني وبالتالي أن يستلم زمام القيادة الشيعية في العراق. ويبدو للوهلة الأولى أن اختيار شاهرودي هو أمر طبيعي، فهو آية الله العظمى –  أي أنه رجل دين ذو مرتبة دينية شيعية عالية جدا، وهو أحد المقربين جدا من آية الله العظمى علي خامنئي – أحد أبرز القادة الدينيين في ايران. فلقد تولى رئاسة الهيئة القضائية الايرانية لمدة عشر سنوات وكان عضوا في مجلس صيانة الدستور في إيران، وهي الهيئة التي تدقق في جميع التشريعات البرلمانية لضمان انسجامها مع الدستور الايراني والشريعة الإسلامية.وهو أيضا رجل له احترامه وله علاقاته كما أن له نفوذه في العراق، فقد ولد في النجف ثم فر إلى المنفى في إيران هربا من نظام صدام حسين. ولدى الشاهرودي علاقات وثيقة مع رجال السياسة الذين يحكمون العراق الآن في بغداد.  كما ترأس لفترة وجيزة "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" والذي يعرف الآن باسم "المجلس الإسلامي الأعلى في العراق" (عندما كان حزبا معارضا للبعث العراقي).موقعه الفريد من نوعه بين الساسة الشيعة العراقيين والإيرانيين،  جعل منه وسيطا مهما لا غنى عنه خلال محادثات تشكيل الحكومة بعيد الانتخابات العراقية في 2010. وكانت نتائج الانتخابات غير حاسمة مما استدعى استمرار المفاوضات لتشكيل الحكومة حوالي تسعة أشهر. وأدت المفاوضات في النهاية إلى توحيد الكتلة الحاكمة حاليا ذات الأغلبية الشيعية في البرلمان العراقي والتي يرأسها رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي.وهناك حادث آخر وقع في صيف عام 2010 وأدى إلى تعزيز مكانة الشاهرودي في السياسة العراقية ألا وهو وفاة آية الله العظمى محمد حسين فضل الله عن عمر ناهز 74 عاما. وكان فضل الله، المولود أيضا في النجف، من قادة رجال الدين الشيعة اللبنانيين وأحد مؤسسي حزب "الدعوة" الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء نوري المالكي. وبصفته هذه، كان فضل الله المرشد الروحي لهذا الحزب. وعلى الرغم من أن حزب "الدعوة" كان قد أصر على أنه لم ولن يعين أي شخص بشكل رسمي ليحل محل فضل الله، اعتبر بعض أعضاء الحزب، ومنذ ذلك الحين، الشاهرودي زعيما دينيا لهم.بعد وفاة فضل الله، لم يكن الشاهرودي الرجل الذي يمكن اللجوء إليه للحفاظ على تماسك الكتلة الشيعية  في العراق فحسب بل أصبح أيضا الزعيم الروحي لبعض السياسيين المعنيين. نتيجة لذلك، فإن عودته إلى العراق يمكن أن يكون لها تأثير كبير داخل حزب "الدعوة" بغض النظر عن كونه الزعيم الروحي الرسمي للحزب أم لا.إذا ما وضعنا علاقاته جانبا، فمن المهم أن نأخذ في الاعتبار أن التأثير على الأحزاب السياسية الشيعية في العراق، والتأثير في النظام الديني الإيراني، لا يترجم تأثيرا في المؤسسة الدينية في النجف لأن هذه المؤسسة تفخر باستقلالها عن مصادر التأثير السياسي والمالي وباعتمادها بدلا من ذلك على التدفق المستمر للدخل من أتباعها ومن غيرها من مصادر الوقف المالية.ويعتبر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram