اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بوسترات الشوارع.. سخرية من الناس وهدر للمال العام

بوسترات الشوارع.. سخرية من الناس وهدر للمال العام

نشر في: 30 يونيو, 2012: 06:28 م

 كتب/ فرات إبراهيم قال يوسف إدريس: أهمية أن نتثقف يا ناس.  فلم يستمع له أحد، ومات بحسرته، و هو يحارب العشوائية والفساد في الذوق والذمم!!! حينما تسمع بلجان النزاهة ومكافحة الفساد الإداري، وتشاهد على "سبتايتل" القنوات الفضائية خبراً بالقبض على موظف مرتشٍ متلبس - بالصورة والصوت - تشعر بأن الغبطة والفرح يملآن كل كيانك، وتسخر مما يقال من اتهامات أو تحرشات لا تعد أكثر من كونها مماحكات بين أعضاء الكتل السياسية، همها الأول والأخير
 المواطن والوطن، والتي لا تخشى في الحق لومة لائم من اجل أن ينام العراقي قرير العين والخاطر! وأنا في طريقي إلى الجريدة حيث استقل على الدوام محبوبتي (الكيا) والتي أخشى من سياقة بعض الصغار عليها حيث يجعلونني في أحيان كثيرة أمارس دور السائق في الضغط بكل قوتي على قدمي أو حتى التمايل مع تقلباتها، المهم في كل هذا أن احدهم أطلق ضحكة عالية حركت السكون المطلق الذي كان يخيم على جميع الراكبين وما أن التفت احدهم إليه حتى بادره بالقول انظر بربك إلى هذا البوستر الطويل العريض وما كلفته من المال العام، وبفعل الزحام أدرنا وجوهنا نحو ذلك البوستر فإذا بها لوحة يقدر حجمها بعشرة أمتار، وقد رسم عليها شخص يعلم العراقيين أين يرمون قشر الموز، حينها استرجعت كل أخبار البارحة، وكل تلك الآمال الوردية لأضعها في خانة المؤجلات من ذاكرتي وذاكرة جميع العراقيين. لمن تصنع بوسترات الشوارع؟في رأيٍ أكاديمي قال الدكتور راسل أستاذ في كلية الفنون: بأنها واجهة البلد الحضارية، فهي بالغالب تعلم السائح عن أهم أماكن السياحة أو المواقع التي يرغب الناس في زيارتها، كما أنها تشكل في دول العالم المتقدم ظاهرة إعلانية لحفلات المسرح أو عروض السينما أو حتى المطربين، وغالبا ما تكون تلك النفقات من حساب المال الشخصي، وتجبي دوائر البلدية مبالغ الإعلان من هذه المؤسسات، وهي تراعي الذوق العام وتبتعد عن الإسفاف او خدش المشاعر وغالبا ما يشرف عليها فنانون محترفون بلغة الإعلام والدعاية، ويسترسل الدكتور راسل بالقول بأن ما يحدث وما تتم مشاهدته من بوسترات الشوارع الحالية يعبر عن أمية في الخلق والإبداع، وحتى الفن فكل ما موجود عبارة عن أفيشات مخجلة وغبية فهل يعقل أن نشاهد بوستر يرتفع إلى سبعة أمتار وبعرض عشرة يخاطب الناس أين يرمون قشر الموز، هل وصل الاستهتار بثقافة العراقيين الذين علموا الدنيا الثقافة والحضارة بأن يتم نصحهم برمي قشر الموز في سلة المهملات؟! كان الأجدى بهم أن يضعوها في مدارس الصفوف الابتدائية لا أن تعرض في الشارع العراقي وعلى الملأ،  وكأن من وضعوها هم أبناء النظافة وغيرهم لا. إن الشعوب المتحضرة تهتم بالفنون وتعمل على تقديم أعمال الفنانين وتستعين بهم في جميع المجالات التي تكثر فيها أعمال النقاد الذين هم بمثابة المراقبين على أن يسير العمل الفني في المسار الجاد الذي يحترم عقل الإنسان وذوقه الرفيع، فالفن هو خلاصة الإبداع الإنساني، والإبداع الإنساني لا يظهر من دون الحرية والإخلاص الروحاني، فالفن هو ما يصل إلى الروح والقلب وكل ما لا يؤثر في الروح لا يستمر ويصنف كعمل فني متواضع القيمة.أسعار خيالية وأهداف وهميةيصل أقيام أسعار تلك البوسترات إلى أسعار خيالية فقد يصل سعر بوستر واحد إلى خمسة ملايين أو أكثر إذا ما علمنا أن البوستر الواحد يتم استنساخه بالعشرات ليعرض في كل أماكن العراق وعليك أن تتصور حجم المبلغ المستوفى من دوائر الدولة لهذا المكتب أو ذاك، الفنان والخطاط عبد الأمير الخطاط  صاحب محل الأمير في شارع السعدون يقول : أنا لا أنكر عليك بأنه لو تمت مفاتحتي بهذا الأمر لقبلت ولا أريد أن أصور نفسي ملاكا وسط الشياطين، فكلنا يسعى الى الرزق وربما الثراء إلا أني أقولها لك لقد عرضت علي في السابق أعمال في المسرح التجاري، وكنت ارسم بوسترات كانت تشد المشاهد إلى العرض المسرحي وحينما كانت طلبات بعض المنتجين تصل إلى الطلب برسم صور فاضحة أو غير محتشمة لهذه الفنانة أو تلك كنت ارفض، لأني أجده معيبا وغير أخلاقي، وان كان هذا الرفض يمنع واردا من المال عن عائلتي، كما عملت في صناعة الكثير من الأعمال الخاصة بالتربية والتعليم او الإرشادات المرورية وقد أثنى الجميع على عملي ، إلا أني أمام بوسترات الشوارع المعروضة هذه الأيام اشعر بالخجل من اللغة في العرض، فقد شاهدت بوسترا وسأعطيك صورة له يمثل ذبابتين محلقتين في الجو تخاطب إحداهما الأخرى بالقول (هاي منين جاية كل هالنظافة) هل يعقل هذا الكلام، وهل كان العراقي في بيئته وسخا إلى هذا الحد الذي يسخر منه الذباب على هذه النظافة، أقول إن أمراً مريبا في كل هذا فليس من المعقول أن تتم الإساءة الى حضارة العراقيين بكل هذه الطريقة المتعمدة دون أي رادع أو رقيب وتمر المسألة وكأنها أمر مفروغ منه إني أضع علامة استفهام وتعجب.أمانة بغداد ووعيها الإعلاميفرِح العراقيون كثيرا وهم يشاهدون بعض أعضاء البرلمان ينتفضون لرداءة الخدمات المقدمة لهم من أمانة بغداد حيث يستجوب مسؤولو الأمانة لتبرير هذا النقص إلا أن البعض وبعد مشاهدته (المسرحية) سخر من كل هذا وعدها مناوشات سياسية بين الكتل، يقول المواطن امجد حميد: لأيام معدودة وأنا أشاهد ما تنقله الفضائيات من جلسات استجواب لقادة الأمانة إلا أني وجدتها أسئلة واتهامات غير منطقية وغير واقعية، فعلى الرغم من كل هذا الفساد الإداري وس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram