TOP

جريدة المدى > تحقيقات > كتابة على الحيطان.. إشعاعات بلا مسؤولية!

كتابة على الحيطان.. إشعاعات بلا مسؤولية!

نشر في: 14 أكتوبر, 2009: 06:58 م

عامر القيسي  ونحن نستقصي آثار التلوث الاشعاعي في الطابق الثاني عشر الذي يقبع فيه المطعم التركي في بناية التحرير، صدمنا حقيقة بالجهل التام لدى معظم المسؤولين الذين لهم علاقة بهذه القضية الخطيرة المؤثرة في الصحة العامة للشعب العراقي، والذي كان يعرف منهم بهذه القضية تعامل معها بلا اكتراث، لا يعبر الا عن ازدراء واحتقار قيمة المواطن العراقي عند هؤلاء المسؤولين.
لجنة البيئة والصحة في مجلس النواب الموقر لاتعرف أي شيء عن هذا التلوث، وكأن اختصاصها هو الرياضة والشباب وليس البيئة والصحة العامة، وهذه القضية من صلب اختصاصهم وواجباتهم التي يتقاضون بسببها رواتبهم العالية ومخصصات الخطورة التي لاتشمل خطورة الاشعاعات بطبيعة الحال! وزارة البيئة بدورها، وهي اختصاص الاختصاص في مثل خطورة هذا الموضوع، لا تدري أيضاً بما يجري في بناية التحرير وفي طابق المطعم التركي تحديدا، الذي استخدمه نظام صدام كمخزن لبعض الاسلحة والذي استهدف بسببها، فلا المكتب الصحفي يعلم ولا مكتب السيدة الوزيرة يعلم، والدليل ان مديرة المكتب اخبرت زميلتنا المحققة الصحفية بان الوزيرة قد أمرت (الآن ) بتشكيل لجنة فنية لمتابعة الموضوع والوقوف على حقيقة الادعاء أو المعلومة.وزارة العلوم والتكنلوجيا تعرف حقيقة هذا الموضوع ولكنها تعاملت معه من زاوية كتابنا وكتابكم، وكأن القضية تخص تبليط شارع أو رفع نفايات، وكان الأجدر ان تقوم الوزارة بحملة اعلامية وحكومية وبرلمانية لمعالجة الموضوع بسرعة ودون الاعتماد على الطريقة الكلاسيكية والمتخلفة في معالجة مثل هذه المواضيع . والادهى من ذلك ان الوزارة تنصح وزارة الاعمار والاسكان بعدم استخدام الطابق المعني حماية للعاملين، مع العلم، حسب الوزارة، بانها، أي وزارة التكنلوجيا، على استعداد لازالة التلوث الاشعاعي في المبنى على ان يتم انجاز العمل بموجب صيغة عقد من خلال مكتب الاستشارات العلمية والفنية للوزارة !بهذه الطريقة تتم معالجة مثل هذه الامور الخطيرة (ناس تعرف وناس متعرف وناس تدور عقود) وهكذا (جيب ليل وخذ عتابة) حتى تنتشر الاشعاعات أو يتضاعف تأثيرها أو يصبح من الصعوبة معالجة نتائجها الا بالمزيد من اهدار المال العام وتدهور الوضع الصحي وربما الاصابة بامراض نكتشفها فيما بعد ثم نبحث عن علاجاتها خارج الوطن .اذا كان التعامل مع اشعاعات التلوث الناتج عن اليورانيوم المنضب يتم بهذه الطريقة اللامسؤولة والتي تفتقد ابسط متطلبات ومواصفات (المسؤول) الذي يعرف بالتفصيل الممل والدقيق كل ما يتعلق برواتبه ومخصصاته وامتيازاته ومواعيد سفره ولا يعلم ان من مسؤوليته الوظيفية ان يعرف كل كبيرة وصغيرة في مجال اختصاصه، اذا كان له اختصاص، ليعرف ماذا يفعل ولاي شيء يخطط وما هي اهداف عمله فما هو حال القضايا الاقل خطورة.ولكي لانتجنى على أحد ولانتهم بالمبالغة أو استثمار الأخطاء، فاننا نستطيع القول حسب مصادرنا الخاصة، ان اللجنة المكلفة من قبل وزارة البيئة التي ذهبت الى الموقع بعد ان نبهت المدى عن الموضوع، قد اكتشفت ان الاشعاعات ليست في الطابق الثاني عشر وانما هناك اشعاعات في الطابقين الثاني والثالث، والمصيبة ان في الطابقين اكثر من مفرزة تابعة للقوات الأمنية العراقية والجيش العراقي.وهذا يكفي ايها السادة المسؤولون!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يعقد جلسته برئاسة المشهداني

الأمم المتحدة: غزة تضم أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في العالم

هيئة الإعلام: إجراءاتنا تواجه فساد المتضررين

الهجرة تعلن بدء عودة العوائل اللبنانية وتقديم الدعم الشامل لها

اللجنة القانونية: القوانين الخلافية تعرقل الأداء التشريعي للبرلمان

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram