عامر القيسي ونحن نستقصي آثار التلوث الاشعاعي في الطابق الثاني عشر الذي يقبع فيه المطعم التركي في بناية التحرير، صدمنا حقيقة بالجهل التام لدى معظم المسؤولين الذين لهم علاقة بهذه القضية الخطيرة المؤثرة في الصحة العامة للشعب العراقي، والذي كان يعرف منهم بهذه القضية تعامل معها بلا اكتراث، لا يعبر الا عن ازدراء واحتقار قيمة المواطن العراقي عند هؤلاء المسؤولين.
لجنة البيئة والصحة في مجلس النواب الموقر لاتعرف أي شيء عن هذا التلوث، وكأن اختصاصها هو الرياضة والشباب وليس البيئة والصحة العامة، وهذه القضية من صلب اختصاصهم وواجباتهم التي يتقاضون بسببها رواتبهم العالية ومخصصات الخطورة التي لاتشمل خطورة الاشعاعات بطبيعة الحال! وزارة البيئة بدورها، وهي اختصاص الاختصاص في مثل خطورة هذا الموضوع، لا تدري أيضاً بما يجري في بناية التحرير وفي طابق المطعم التركي تحديدا، الذي استخدمه نظام صدام كمخزن لبعض الاسلحة والذي استهدف بسببها، فلا المكتب الصحفي يعلم ولا مكتب السيدة الوزيرة يعلم، والدليل ان مديرة المكتب اخبرت زميلتنا المحققة الصحفية بان الوزيرة قد أمرت (الآن ) بتشكيل لجنة فنية لمتابعة الموضوع والوقوف على حقيقة الادعاء أو المعلومة.وزارة العلوم والتكنلوجيا تعرف حقيقة هذا الموضوع ولكنها تعاملت معه من زاوية كتابنا وكتابكم، وكأن القضية تخص تبليط شارع أو رفع نفايات، وكان الأجدر ان تقوم الوزارة بحملة اعلامية وحكومية وبرلمانية لمعالجة الموضوع بسرعة ودون الاعتماد على الطريقة الكلاسيكية والمتخلفة في معالجة مثل هذه المواضيع . والادهى من ذلك ان الوزارة تنصح وزارة الاعمار والاسكان بعدم استخدام الطابق المعني حماية للعاملين، مع العلم، حسب الوزارة، بانها، أي وزارة التكنلوجيا، على استعداد لازالة التلوث الاشعاعي في المبنى على ان يتم انجاز العمل بموجب صيغة عقد من خلال مكتب الاستشارات العلمية والفنية للوزارة !بهذه الطريقة تتم معالجة مثل هذه الامور الخطيرة (ناس تعرف وناس متعرف وناس تدور عقود) وهكذا (جيب ليل وخذ عتابة) حتى تنتشر الاشعاعات أو يتضاعف تأثيرها أو يصبح من الصعوبة معالجة نتائجها الا بالمزيد من اهدار المال العام وتدهور الوضع الصحي وربما الاصابة بامراض نكتشفها فيما بعد ثم نبحث عن علاجاتها خارج الوطن .اذا كان التعامل مع اشعاعات التلوث الناتج عن اليورانيوم المنضب يتم بهذه الطريقة اللامسؤولة والتي تفتقد ابسط متطلبات ومواصفات (المسؤول) الذي يعرف بالتفصيل الممل والدقيق كل ما يتعلق برواتبه ومخصصاته وامتيازاته ومواعيد سفره ولا يعلم ان من مسؤوليته الوظيفية ان يعرف كل كبيرة وصغيرة في مجال اختصاصه، اذا كان له اختصاص، ليعرف ماذا يفعل ولاي شيء يخطط وما هي اهداف عمله فما هو حال القضايا الاقل خطورة.ولكي لانتجنى على أحد ولانتهم بالمبالغة أو استثمار الأخطاء، فاننا نستطيع القول حسب مصادرنا الخاصة، ان اللجنة المكلفة من قبل وزارة البيئة التي ذهبت الى الموقع بعد ان نبهت المدى عن الموضوع، قد اكتشفت ان الاشعاعات ليست في الطابق الثاني عشر وانما هناك اشعاعات في الطابقين الثاني والثالث، والمصيبة ان في الطابقين اكثر من مفرزة تابعة للقوات الأمنية العراقية والجيش العراقي.وهذا يكفي ايها السادة المسؤولون!!
كتابة على الحيطان.. إشعاعات بلا مسؤولية!
نشر في: 14 أكتوبر, 2009: 06:58 م