TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > أسماء الأسد.. ماري إنطوانيت الربيع العربي تتعامل بانفصاميّة مع الأزمة

أسماء الأسد.. ماري إنطوانيت الربيع العربي تتعامل بانفصاميّة مع الأزمة

نشر في: 30 يونيو, 2012: 08:11 م

عدنان أبو زيد مازال قميص أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري بشار، يثير الكثير من الجدل في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مُظهرًا الاهتمام المفرط الذي يظهره الرأي العام لسلوكيات النخب والزعماء في أوقات الشدة والحروب والأزمات.
وظهرت أسماء حافية القدمين مرتدية قميصًا كُتب عليه ( حلوة يا بلدي) حيث نشرت الصورة الكثير من وسائل الإعلام بينها صحيفتا بيلد الألمانية ولو جورنال دو ديمانش الفرنسية. وفي العديد من وسائل الإعلام ومع اشتداد الحرب في سوريا تحرص وسائل الإعلام على النفاذ إلى الحياة الخاصة لعائلة الأسد. صحيفة (الوطن) الكويتية أن " أسماء الأسد تخطف الأضواء من خلال قميص يثير جدلاً كبيرًا".وكانت الصورة مثيرة للجدل إلى جانب صور أخرى، التقطت في العشرين من يونيو/حزيران في دمشق خلال تدريب فريق (البادمنتون) السوري قبيل دورة الألعاب في لندن.وعلقت صحيفة (لو موند) الفرنسية حين نشرت صوراً عدة لـ(أسماء) أن ذلك "يتزامن مع القمع في سوريا".وفي هذا الصدد، يشير موقع (شارلز روليس بلوك) الذي ينشر وجهات نظر مفكرين في السياسة والاقتصاد، إلى "أن بشار وزوجته أسماء يجسدان تمامًا (ترف الشر )،" بحسب تعبير المفكر حنة أرندت. فبحسب أرندت فإن " الناس العاديين وهم يعيشون الجرائم الخطرة التي ترتكب بينهم، يعيشون حالة انفصام مع الحالة العامة التي تعرض الترف الساذج عليهم عبر الشاشات، والذي يتمثل في إفراط النخب في التسلية والأناقة بينما الناس تقتل ".وشهدت السنوات الماضية تبوُّء اسم زوجة الرئيس الحظوة إلى جانب نساء أخريات فرضن حضورهن في الساحة السياسية الدولية.ومنذ العام 2008 أثارت (أسماء) اهتمام وسائل الإعلام حين حضرت قمة البحر المتوسط في باريس، وأثارت طلتها اهتمام دور الأزياء والموضة ومجلات المشاهير التي بدأت تترصد أخبارها، وتكلل ذلك باختيار مجلة أيل الفرنسية المتخصصة بالأزياء لها كسيدة الأناقة للعام 2009.وفي هذا الصدد، يعتبر بول فازهي من صحيفة واشنطن بوست أن المقال الذي كتبته الصحافية جوان جوليت باك في صحيفة (فوغ) العالمية المتخصصة في مجال الأزياء عن سيدة سوريا الأولى أسماء الأسد هو "المقال الأسوأ من حيث التوقيت والأكثر انفصالاً عن الواقع منذ عقود".وكانت باك  قد كتبت عن أسماء: " سيدة فاتنة وشابة وأنيقة للغاية، وهي الأكثر حيوية وفتنة بين قرينات رؤساء الدول".واستطردت قائلة: "إن المهمة الرئيسية للسيدة الأولى التي تبلغ من العمر 35 عامًا هي تغيير عقلية 6 ملايين سوري تحت سن الثامنة عشرة، وتشجيعهم على المشاركة في ما تطلق عليه (المواطنة الفعالة )".ومن مفارقات الصدف أن المقال ظهر إلى الرأي العام،، حين بدأ بشار الأسد في شن حملة مسلحة تجاه معارضيه. ومنذ ذلك الحين، لقي نحو آلاف السوريين حتفهم على يد قوات الأمن.ويصف بول فارهي في مقاله أسماء الأسد بمثابة "ماري أنطوانيت الربيع العربي، حيث أظهرت رسائل إلكترونية سربتها جماعات المعارضة السورية الشهر الماضي أن أسماء الأسد تقوم بالتسوق عبر الإنترنت لشراء مجوهرات، وثريات، وأحذية مصممة خصيصًا من متاجر في باريس ولندن بينما كان قمع حكومتها الوحشي تجاه شعبها لا يزال مستمرًا".وحين أثار مقال باك، الذي نشر في عدد شهر مارس (آذار) عام 2011، شعورًا بالدهشة والسخرية على نطاق واسع، اختفى المقال بعد ذلك بعدما تسبب في حرج شديد للمجلة إذ قامت بحذفه من على الموقع الإلكتروني الخاص بها.وصدر قرار ضد زوجة الرئيس السوري يحظر دخولها إلى أوروبا بعدما كانت تحتل أغلفة المجلات النسائية الأوروبية وتدبج المقالات حول أناقتها وجمالها، وتقدم على أنها الوجه الحضاري للمرأة العربية الجديدة.لكن عبد الباري عطوان يرى أن الأوروبيين قبل ذلك " لم يحاول أحد منهم ومن الذين يطاردون سيدة سوريا الأولى ووالديها طلباً للقائها، أن يتوقف لحظة عند ديكتاتورية النظام السوري، وانتهاكه حقوق الإنسان وأهانته كرامة أكثر من عشرين مليوناً من مواطنيه".ويتساءل عطوان عن " الضرر الذي سيلحق بزوجة الرئيس السوري إذا مُنعت من دخول دول الاتحاد الأوروبي".ويتابع عطوان " لا نعرف لماذا تعاقب السيدة أسماء الأسد على وجه الخصوص، فهي ليست جنرالاً في الأمن السوري تشرف على تعذيب المعارضين أو تصدر الأحكام بإعدامهم، إنها لا تستطيع تطليق زوجها أو الهرب من سوريا لو أرادت الهروب، مما يؤكد أن هؤلاء الذين أصدروا مثل هذا القرار لا يعرفون سوريا أولاً، ولا يعرفون قوانين الأحوال المدنية ثانيًا، ولا أحكام الشريعة الإسلامية ثالثًا، والأكثر من ذلك يغلقون أبواب النجاة في وجه امرأة، في حال قررت أن تترك زوجها وأطفالها، وهذا ما نستبعده كليًا".ويزيد عطوان القول: " ربما تكون الرسائل الإلكترونية (إيميل) التي جرى تسريبها أخيرًا إلى بعض الصحف الغربية، ومنها إلى نظيراتها العربية، قد كشفت عن استهتار السيدة أسماء بمعاناة الشعب السوري الذي يواجه القتل يوميًا، من خلال إقدامها على شراء أحذية أو مزهريات مرتفعة ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بيت المدى يستذكر شهداء انقلاب شباط الأسود

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

رحيل أسامة منزلجي.. رحلة حياة في ترجمة الأدب العالمي

أزياء وفنون شعبية وثقافة في درب الساعي

مسرحية "U92" تناقش التلوث البيئي على خشبة الرشيد

مقالات ذات صلة

هدم وإزالة آخر قلعة سينمائية في ذاكرة الناصرية وهيئة الآثار تتحرك بعد فوات الأوان

هدم وإزالة آخر قلعة سينمائية في ذاكرة الناصرية وهيئة الآثار تتحرك بعد فوات الأوان

 ذي قار / حسين العامل زحفت الجرافات خلال اليومين المنصرمين لتهد أقدم قلعة سينمائية في ذاكرة مدينة الناصرية (دار سينما الاندلس) وهو ما قوبل باستهجان الأوساط الثقافية والفنية التي ترى في هذه الخطوة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram