بغداد/ المدى العطلة الصيفية تمثل موسم الفراغ لدى الطلاب شبابا ومراهقين الذين لا يجد أغلبهم طريقة لشغله إلا بأمور لا تسهم إلا في تعطيل طاقاتهم وإخماد نشاطهم والتي منها السهر وإدمان الجلوس في المقاهي والتسكع في الشوارع، فضلا عن إدمان الفضائيات والإنترنت وغيرها من الأمور التي سهلت على الطلاب
قتل وإهدار الوقت تحت دعوى الترفيه والاستمتاع وقد يصل الأمر إلى حد انحرافهم .وأكدت بعض الدراسات الاجتماعية أن معدل انتشار الجريمة يزداد في فصل الصيف وتنضم فئة من الطلاب إلى قائمة مرتكبي الجرائم والذين هم ضحايا الفراغ والإهمال الأسري وأوصت الدراسات بأنه لو تم التخطيط الجيد والهادف من قبل الطلاب أنفسهم وكذلك الجهات المعنية لأسهم ذلك في انخفاض معدل الجريمة بنسبة 65%، فضلا عن الحد من الظواهر السلبية الأخرى مثل المعاكسات والتحرش والتسكع.ولكن وسط كل هذه السلبيات نجد طلابا اختلفت نظرتهم للعطلة الصيفية واعتبروها فرصة ذهبية لاكتساب الخبرات والمهارات المختلفة من خلال اقتحامهم سوق العمل وممارستهم الأعمال المختلفة رغبة منهم في الاستثمار الأمثل للعطلة بما يعود عليهم بالنفع ولعل من أشهر هذه الأعمال العمل في المطاعم والعمل في محال بيع الملابس وشركات الحراسة والأمن ومن الطلاب أيضا من يعمل في المخابز وبيع الجرائد وغيرها من المهن البسيطة التي تلبي احتياجاتهم كما تزيد من مهارتهم الاجتماعية.وهو الأمر الذي أجمع الخبراء على إيجابيته مؤكدين أنه توجه من شأنه أن ينمي لدى هؤلاء الشباب قيما سامية مثل قيمة الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية، فضلا عن تمكينهم من مواجهة الحياة وتدريبهم على خوض غمار الحياة العملية مستقبلا.ولكن هل بجانب هذه الإيجابيات ينطوي الأمر على سلبيات؟ وما السن المناسبة لعمل الطالب؟ وهل كل الأعمال مناسبة له؟ وماذا عن الراتب الذي يتقاضاه، كيف له أن ينفقه دون تبذير أو تقتير؟ هذه بعض الأسئلة التي حاولنا البحث لها عن إجابات في إطار التحقيق الآتي:أفضل البدائلفي البداية يقول حسام محمود الطالب بكلية العلوم ويعمل في أحد المطاعم الكبيرة: أعمل بهذه المهنة منذ أن كنت في المرحلة الثانية حيث كنت في البداية على قناعة بأن الإجازة فرصة للراحة والنوم والترفيه بعد عناء عام دراسي كامل ولكن بعد أن تعرفت على زميل لي في الجامعة يعمل في نفس المجال شجعني على العمل وبالفعل وجدته أفضل البدائل لقضاء الإجازة حيث استطعت من خلاله اكتساب خبرات ومهارات لم أكتسبها من قبل، فضلا عن العائد المادي الذي يمكنني من تلبية احتياجاتي وكذلك الإسهام في تحسين مستوى معيشة الأسرة كما أنني أجد أيضا الوقت المناسب لممارسة الأنشطة الرياضية المفضلة لي.أما محمد رشاد الطالب بكلية الإدارة والاقتصاد فيعمل مندوبا للمبيعات حيث يقول: تعودت على العمل منذ أن كنت في الإعدادية وتعددت المهن التي عملت بها بين عامل في مطعم وفي أحد المخابز ثم العمل مندوبا للمبيعات فالإجازة بالنسبة لي فرصة أسعى دائما لاغتنامه حيث تعودت على الإنفاق على نفسي من شراء ملابس وكتب دراسية دون أن أحمل والدي أعباء تفوق طاقته، وأضاف أنه لا يأنف من ممارسة أي عمل مهما كان بسيطا ولكن ربما يتغير الأمر بعد التخرج.أما محمد عادل الطالب بكلية الزراعة ويعمل في محل بيع للأحذية فيقول: في البداية كنت أجد حرجا من العمل وأخشى أن يأتي أحد من معارفي أو زملائي في الجامعة للشراء مني ولكن هناك أمرين رفعا عني هذا الحرج أولهما حاجتي للعمل حتى لا أثقل كاهل والدي بنفقات الدراسة فكفاه ما تحمله من أعباء، أما الأمر الآخر فهو إقدام أغلب الشباب في سني على العمل في مهن بسيطة للغاية دون أن يأنفوا منها على الرغم من أنهم ينتسبون لكليات مرموقة مثل الطب والهندسة وهذا ما شجعني على العمل والاعتزاز به.عمل حلالويرى التدريسي في جامعة بغداد حيدر كريم أن انضمام طلاب الجامعات والمدارس إلى طابور العاملين واقتحامهم سوق العمل في سن مبكرة هو ظاهرة صحية ومؤشر إيجابي لا بد من تشجيعه والإشادة به لما ينطوي عليه من إيجابيات تشمل الطالب والمجتمع معا بالنسبة للطالب فبجانب ما يحققه العمل له من مكاسب مادية فهناك مكاسب أخرى لا تقل أهمية ولا نكون مبالغين إذا قلنا إنها الأكثر أهمية وهي إكسابهم مهارات التعامل مع الآخر مما يمكنهم من القدرة على مواجهة الحياة بجانب إكسابهم قيماً سامية مثل قيم الاعتماد على النفس مما يعزز ثقة هؤلاء الشباب بأنفسهم، فضلا عن تعليمهم مهارات الانضباط والالتزام وكل ذلك يصب في مصلحة الطالب العامل إذا ما قورن بالطالب الذي ترك الفراغ يسلب منه أنفس أوقات عمره في أمور قد تدفع بعضهم إلى الانحراف.ومن ثم يكون التوجه نحو العمل في العطلة واحدا من التوجهات الإيجابية التي يجب تشجيعها ولكن مع الأخذ في الاعتبار أمورا عدة أولها أن يكون العمل الذي يقدم عليه الطالب عملاً حلالاً لا شبهة فيه وهنا يأتي دور الأسرة الرقابي من خلال التأكد من العمل لأن إهمال هذا الأمر وترك الطالب يخوض أي عمل دون التأكد من طبيعة هذا العمل أمر من شأنه أن تكون له تبعات سيئة على الطالب وقد يكون سببا في انحرافه وبهذا لم تتحقق الفائدة المرجوة من العمل بل يكون العمل نفسه وبالاً عليه و
طلبة الجامعات يقضون عطلتهم في العمل لتأمين احتياجات العام الدراسي القادم
نشر في: 30 يونيو, 2012: 08:17 م