اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الحافلة الحمراء بين تباين سعر الشراء ومجهولية المستثمر

الحافلة الحمراء بين تباين سعر الشراء ومجهولية المستثمر

نشر في: 30 يونيو, 2012: 08:35 م

 بغداد/ يوسف المحمداوي.. عدسة/ محمود رؤوف فوجئ أهالي بغداد بلوحة فنية حمراء اعتادوا على رؤيتها في العقود الماضية ، وذلك من خلال ستين حافلة حمراء ذات الطابقين زينت شوارع عاصمتهم المبتلاة بالأزمات، ومع الدهشة والذهول كان هناك الرفض والقبول لتواجدها وحركتها التي تدعو للتفاؤل والارتياح من قبل اغلب المواطنين.
مصلحة نقل الركاب أو ما يسميها أهالي بغداد بالأمانة تعد من السبّاقات في دخول خدمة النقل في بغداد وبقية المحافظات بعد وسائل النقل البدائية كالقفة وهي عبارة عن طوافة صغيرة مصنوعة من الخوص وتطلى بمادة القير، ثم جاءت الزوارق والكاريات التي تسير على سكة الحديد، ومن ثم الربل وهي العربات التي تسحبها الخيول.في عام 1938 كانت اللبنة الأولى لتأسيس المديرية العامة لمصلحة نقل الركاب برأس مال قدره 200 ألف دينار عراقي، وبحسب القانون رقم 38لسنة 1938يستقرض المبلغ بضمان الدولة.الفارق الكبير بين المبلغ المرصود لتأسيس شركة بأكملها تمتلك أسطولا كاملا من الحافلات وبين سعر حافلة واحدة هذه الأيام يثير أكثر من تساؤل ، على الرغم من الفارق الزمني والمادي والاجتماعي بين الفترتين. نظام الأرقام والمحطاتتوجهنا أنا وزميلي المصور باتجاه شارع السعدون وبالتحديد صوب ساحة النصر التي تعد المرآب الرئيسي لتلك الحافلات حديثا وقديما، ومن دون ان نكلف انفسنا جهد السؤال كان صوت احد المنسبين يقوم بإرشاد الركاب نحو الحافلة الجاهزة للانطلاق، وانا اهم بالصعود للحافلة المنطلقة الى باب المعظم تذكرت الطريقة التي كان يستدل بها المواطن على الحافلة التي يريد.يقول المواطن جعفر خليل انه في السابق كانت الدلالة ليست صوت "السكن" وهو مساعد للسائق كما يحدث الان ، وانما كانت الارقام فلكل منطقة رقم خاص بها، وللحافلات نظام  مبرمج لا يقبل الخطأ كما يقول خليل حيث لكل حافلة خط بداية وخط نهاية ، ويتخلل الخطين محطات صعود للركاب على طول الطريق، وتعلق على اعمدة الكهرباء عادة لوحات دلالة لمحطات الصعود والنزول، فيتهيأ الركاب او من يروم النزول قبل وصول الحافلة ، ومحطات الانتظار غالبا ما تحتوي على مصطبات ومظلات للوقاية من شمس الصيف وبرودة الشتاء اما الآن فجميع تلك الاشياء معدومة. وعرفت الحافلات بأرقام خاصة لأحياء ومحلات بغداد فمثلا القصر الابيض او ساحة الاندلس تحمل الحافلة رقم 4، راغبة خاتون رقم 5، شارع الرشيد رقم 2، والمنصور 30 والميدان ـ الضباط 36 والثورة داخل 39 والثورة 63 ، والوزيرية رقم 7 والكفاح ـ الباب الشرقي 8 وباب المعظم ـ شيخ عمر 9 ومعسكر الرشيد رقم 10 والميدان ـ المسبح 11 وكرادة مريم 12 ومدينة الحرية ـ ساحة الشهداء 25 والعامرية ـ باب المعظم 66 والدورة ـ ابو دشير 126وغيرها من الخطوط التي بلغت 120 خطا والباصات الحُمر تجوب شوارع المدينة بخطوط منتظمة ومواعيد انطلاق ثابتة وتوقفات معلومة لدى الجميع.مجهولية المستثمرالجابي الذي عرفته من دفتر التذاكر وليس من الزي الموحد الذي كنا نراه فيه سابقا قطع لنا تذكرتين باتجاه باب المعظم سعر التذكرة 500دينار وهو ضعف سعر التذكرة الذي صرحت به وزارة النقل قبل نزول الحافلة الى الشارع.يقول ابو خضر وهو سائق لاحدى الحافلات ان السعر المحدد والمتفق عليه حتى وقت قريب  هو 250 دينار فقط،لكن الجميع تفاجأ بالتسعيرة الجديدة والبالغة 500 دينار والسبب في ذلك كما يقول السائق هو دخول شركة مستثمرة اهلية للاشراف وتسيير الخطوط داخل بغداد،وعن صاحب الشركة واسمها الحقيقي وتخصصها وماهية العقد بينها وبين المديرية العامة لمصلحة نقل الركاب،لم نصل الى جواب شاف وواقعي عن تلك الامور باستثناء معلومة واحدة حصلنا عليها من احد موظفي مفتشية الوزارة وهي ان الشركة التي اسمها امجاد تقوم بتزويد منتسبي المديرية بالمرتبات وتجهيزها بالوقود والادامة،والثمن المقابل هو استيفاء حصة معينة من الاجور التي تحصل عليها الحافلات،ويضيف الموظف الذي رفض ذكر اسمه ان هناك لغطا كبيرا داخل الدائرة بشأن صاحب تلك الشركة فهناك من يقول بأنه شخص صاحب عدة شركات للنقل داخليا وخارجيا،وعدم ذكر اسمه كما يقول الموظف بأنه شخص متهم بتمويل الارهاب،وهناك من يقول ان المستثمر هو احد المسؤولين المتنفذين في الدولة او انه من اقرباء احد كبار مسؤولي الوزارة،المهم ان الامر مجهول  حتى من قبل مفتشية الوزارة كما يقول احد المفتشين العاملين في احدى الحافلات،لذا ستقوم المدى بفتح ملفات خاصة عن هذه الصفقة المثيرة للارتياب سواء ما يتعلق بمجهولية المستثمر او بالسعر الحقيقي للحافلة الذي سنأتي على ذكره في هذا التحقيق.اعتداءات سواق الكيالا يمكن لأي عاقل ان يتجاهل او يبخس حق التكنولوجيا والامور الترفيهية الحديثة التي زودت بها هذه الحافلة،فبمجرد صعودك فيها تشعر بالبرودة المنعشة في ظل الصيف العراقي الملتهب،من خلال مكيفات هواء حديثة زودت بها الحافلة،انظمة لتحديد المواقع الجغرافية،شاشات تلفزيون في الطابقين العلوي والسفلي تعرض للركاب معلومات عامة كدرجات الحرارة في المدينة التي تعمل بها الحافلة،ونصائح طبية واعلانات الغرض منها تعميم الوعي لدى المواطنين بضرورة الاهتمام بنظافة العاصمة،فضلا عن كاميرات منصوبة في الطابقين وفي جميع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram