TOP

جريدة المدى > محليات > نفط أسود في صمون كربلاء

نفط أسود في صمون كربلاء

نشر في: 30 يونيو, 2012: 09:01 م

 كربلاء /أمجد عليينظر أبو محمد إلى (الصمون) الذي يشتريه كل يوم من الفرن المجاور لبيته، ويتمعن في البقع السوداء التي تظهر فيه وكأنها بقع شواء في حين لم تزل (الصمونة) طرية وغير ناضجة، وهو ما لم يجد له جوابا طوال الأشهر الماضية، إلا بعد أن اشترى (صمون) من فرن آخر فوجده خالياً من البقع السوداء، وحين استفسر عن السبب قيل له أن سبب البقع هو استخدام النفط الأسود.
ربما لم يكن أبو محمد هو الوحيد الذي يتناول صمونا يستخدم صاحب الفرن نفطا أسود لشوائه، وإن هذه البقع ما هي إلا مصادر للأمراض، والذي أكد له ذلك كما يقول في حديثه لـ"المدى" هو أن الصحف تناولت خبرا مفاده قيام لجنة البيئة في كربلاء بإغلاق عدد من أفران الصمون لمخالفتها الشروط الصحية وقيام أصحابها باستخدام هذا النوع من الوقود. ويؤكد المواطن إحسان هادي أنه يعرف إذا ما كان صاحب الفرن يستخدم النفط الأسود أم الأبيض، من خلال يد الفران الذي يقوم بشي العجين، "فهي دائما (مسخمة)، فضلا عن وجود بقع سوداء في ملابس العاملين، إضافة إلى تصاعد دخان أسود ولو قليلا في أجواء الفرن".رئيس لجنة البيئة في مجلس محافظة كربلاء سهيلة شنو تقول لـ"المدى": إنه "تم إغلاق العديد من أفران الصمون في الفترة الأخيرة بعد أن قمنا بتفعيل دور شرطة البيئة في هذا الجانب"، مضيفة "الكثير من الأفران تستخدم النفط الأسود ونحن نتابعها وسنتخذ ضد أصحابها الإجراءات القانونية كونهم يخالفون الشروط الصحية والبيئية". وتوضح أن "مادة النفط الأسود تطرح عند احتراقها غازات سامة وكثيفة تتسبب بتغيير طعم الصمون وتخلف فيه بقعا سوداء، إضافة إلى غازات ملوثة للبيئة في الجو"، مشيرة إلى أن "أصحاب هذه الأفران يقومون ببيع حصصهم من النفط الأبيض لزيادة مدخولاتهم وأرباحهم بطريق الحرام".ويؤدها بذلك الطبيب أحمد الحسناوي، مبينا لـ"المدى" أن النفط الأسود غير صالح إلا للاحتراق في مجال محدد وليس الاستخدامات القريبة من المواطن كونه يحمل نسبا من مادة الرصاص، "فضلا عن احتوائه على مواد تؤثر في العجين، وهو ما يعني تعرض المواطن إلى أمراض سرطانية، بل أن العامل في أفران الصمون هذه يكونون أول المصابين بهذه الأمراض، فهم إضافة إلى تناولهم للصمون فهم المستنشقون الأكثر للغازات التي يطرحها النفط الأسود".أبو خالد، صاحب فرن، أكد لـ"المدى" أنه لا يستخدم النفط الأسود رغم أن يديّ عامل الشواء كانتا ملطختين بالسواد، مشيرا إلى أنه يضطر لشراء النفط الأبيض من المواطنين لاستخدامه في شي الصمون. ويوضح أن الكثير من أصحاب الأفران أو بعض بائعي النفط يجوبون الأحياء بحثا عن عائلة تبيع ما تبقى لديها من نفط أبيض من حصة الشتاء لكي يجهزوا الأفران به، لافتا إلى أن هذا الأمر مكلف إذ أن سعر البرميل وصل إلى أكثر من 130 ألف دينار. ويلفت صاحب فرن آخر، فضل عدم ذكر اسمه، إلى أنه يستخدم النفط الأسود، مضيفا "ما نستلمه من حصص قليل جدا ولا يكفي سوى لأيام معدودة، وإذا ما أردنا استخدام النفط الأبيض فعلينا سلوك طريقين أما تصغير حجم الصمونة وهو صغير أصلا أو بيع أقل عدد من الصمون كأن يصل إلى 6 صمونات بألف دينار بدلا من ثمانية وهذا أمر لا يمكن قبوله من المواطن الذي يبحث عن سعر أقل وحجم أكبر".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

لنشر الوعي وتعزيز ثقافة السلام والتسامح.. فعاليات توعوية  في ذي قار لمكافحة
محليات

لنشر الوعي وتعزيز ثقافة السلام والتسامح.. فعاليات توعوية في ذي قار لمكافحة "التطرف العنيف"

 ذي قار/ حسين العامل دعا المشاركون في الفعاليات التوعوية الخاصة بمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب الى تطوير المناهج التعليمية وتعزيز ثقافة التسامح والحوار ونبذ الكراهية، مشددين على اهمية معالجة العوامل الاقتصادية والاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram