علاء حسن النائب عن التحالف الكردستاني فرهاد الاتروشي رد على اتهامات البعض ضد اقليم كردستان بانها تنطلق من تصورات واوهام بان العراق "اصبح سويسرا " من محافظة نينوى الى مدينة الفاو ، واي بلد يشبه سويسرا، يعني انه خال من اية مظاهر لعسكرة المدن ، ويتمتع بمستوى عال جدا من الخدمات ، وخال من النفايات ، ودخله مرتفع ، وانقطاع التيار الكهربائي خرافة لايصدقها ابناء ذلك البلد.
اعداد كبيرة من العراقيين من ابناء محافظات الجنوب والوسط ممن توفرت لهم فرصة زيارة اقليم كردستان ، اكدوا حقيقة التطور السريع الذي شهدته محافظات الاقليم ، ولمسوا اداء تنفيذيا يختلف جذريا عما يجري في محافظات ذي قار وميسان والبصرة والمثنى والديوانية وبابل فالحكومات المحلية في هذه المحافظات ، لم تحقق انجازا يذكره المواطنون سوى غلق الشوارع ، وتوفير الحماية الامنية لمنازل المسؤولين المحليين ، وتعطيل المشاريع المتعلقة بتطوير الخدمات ، فيما ظل الفقر صفة تعبر عن هوية اغلب السكان .مقارنة مصيبة محافظات الوسط والجنوب ، تبدأ بالفساد الاداري والمالي ، وشكلت المشاريع غير المنجزة ظاهرة استدعت تدخل الحكومة الاتحادية لملاحقة المقاولين الذين فشلوا في انجازها وهربوا بالاموال الى بلدان مجاورة . ومن صفحات المصيبة غياب كل المظاهر المدنية ، من دور سينما ومسارح ، واماكن ترفيه ، وانتشار العشوائيات في العديد من المناطق ، وهذه الصفات تحملها سويسرا بالنسخة العراقية ، وتضاف لها صورة اخرى عندما يتحدث اهالي المحافظات عن مئات الاسر تبحث عن طعامها في النفايات. اين تقع "سويسرا العراقية" سؤال يوجه الى من يتهم اقليم كردستان ، الذي استطاع وبشهادة من زار دهوك واربيل والسليمانية بانه حقق توفير الطاقة الكهربائية على مدار اربع وعشرين ساعة ، وموظفو الدوائر هناك لا يتعاطون الرشوة ، والشرطي يستخدم لهجة مهذبة في التعامل مع اي شخص يخالف القانون ، والمقارنة هنا ضرورية لاكتشاف سويسرا العراقية على الخريطة ، ويكفي ان تصادفك مئات السيطرات ومراجعة الدوائر الرسمية لتحدد موقعها ، وحينما تراجع صندوق الاسكان او المصرف العقاري ، او دائرة الاحوال المدنية ، ستترسخ في ذهنك القناعة باننا نعيش في زمن يعود الى ماقبل الاحتلال العثماني ، حينما يستغرق انجاز معاملة الحصول على قرض عدة اشهر، ثم تباشر بتحقيق حلمك ببناء بيت لاسرتك لتتخلص نهائيا من استعمار الايجار . الشخص المقيم في "سويسرا العراقية " يحتاج الى عدة سنوات وبوجود المسؤولين الحاليين لتحقيق احلامه ، وهي لا تتعدى توفير الكهرباء في ايام الصيف ، وتسلم مفردات البطاقة التموينية بانتظام ، وابتسامة من موظفي الدوائر الحكومية ، والتخلص نهائيا من زعيق سيارات المسؤولين ذات الدفع الرباعي ، ومراكز صحية ومستشفيات ، تمنح الرحمة قبل العلاج للمصابين بالامراض المزمنة ، واحترام المتقاعدين وتعديل رواتبهم ، وهذه الاحلام وغيرها عندما تتحقق ستجعل العراق سويسرا ، ولكن بعد عدة سنوات ضوئية ، لان "القيادة الحكيمة" منشغلة بحسم خلافاتها مع خصومها ، ولم تلتفت بعد الى تلبية مطالب المواطنين ، وخصوصا من يعيش تحت خط الفقر والمدرج ضمن قائمة المظلومين من ضحايا النظام السابق .
نص ردن: سويـــسرا عراقية
نشر في: 30 يونيو, 2012: 09:02 م