اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > قراءة في الأدب الروسي بعد التغيير

قراءة في الأدب الروسي بعد التغيير

نشر في: 1 يوليو, 2012: 06:50 م

 الدكتور عبد المعطي الحفاففي عام 1998 كتب غريشكو فيتس رواية تحولت إلى مسرحية "كيف أكلتُ الكلب" نعم ليس غريباً أن يأكل الكلب الإنسان، ولكن الغريب أن يأكل الإنسان الكلب، وفي هذا تعبير عن قسوة الحياة التي تجعل الإنسان يأكل الكلب.   وفي رواية القميص نتعرف على بطل الرواية الفرح لأن لديه عملا، والآخرون بلا عمل، ولأن لديه كل علامات التوفيق، ولكنه متحير تماماً ولا يفهم كيف يعيش، فالأيام تمر متشابهة وتتساقط الواحدة بعد الأخرى مثل أوراق الخريف، سأله أحد الصحفيين: هل تحب وطنك؟
قال: نعم. فقد خدمت في العسكرية ثلاث سنوات، وكنت أحيّي العلم يومياً، ولكن بعض إجراءات الشركة والسياسيين تجعلني مهزوزاً أمام حب الوطن، فهم يعاملونني كأني سائح عليه أن يحمل إجازة الإقامة.   وسأل آخر: هل تراقب الناس لتكتب؟قال: أنا لا أكتب أدب مراقبة وإنما أكتب أدب معاناة، أنا امتداد للأدب الواقعي الروسي الذي يمتاز بالدقة. وتعجبني دقة تشيخوف في تصوير مشاعر الناس في الأزمات، ويعجبني غوغول الذي عرى الاحتيال في روايته "الأرواح الميتة" ونحن بحاجة لقراءة هذه الرواية في كل يوم، لأن الاحتيال أصبح حرفة مربحة.    هذا الكاتب الذي استمر بالمنهج الواقعي للأدب الروسي ، استمر الناس في قراءة أعماله التي تصور الحياة الجديدة بكل ما فيها من تغييرات محيرة: هل الإنسان الروسي سعيد بحياته في هذه الأيام؟أم أن الحياة أوراق خريف متشابهة في الألوان ولكنها مختلفة في ساعة السقوط على الأرض تحت صفعات الرياح التي تهب من كل مكان.لماذا اهتم الكاتب الروسي غريشكو فيتس برواية الأرواح الميتة؟ مع أن الرواية صدرت في أوائل القرن التاسع عشر؟ جاء الاهتمام لأن الرواية تتحدث عن رواج الاحتيال في المجتمعات المعروفة بالتخلف وقصور القوانين عن الوصول إلى العابثين، فتحدث المخالفات الخارقة التي لا تحترم الإنسان.   ملخص حكاية الأرواح الميتة إن بطلها تشيكوف خريج القانون، يحاول الاستفادة من معارفه القانونية لأغراض شخصية، فهو يرى أن شراء الأرواح الميتة لا يتعارض مع قوانين الدولة، وإنما على العكس فإن الدولة ستستفيد من رسوم تسجيل عمليات الشراء. وهكذا يقوم تشيكوف بشراء الأرواح الميتة من أصحابها من الإقطاعيين لقاء سعر بخس ليكوّن عدداً من الأسماء تزيد على الألف، فيذهب به إلى المصارف لاقتراض مبالغ كبيرة باعتباره إقطاعياً لديه الآلاف من العاملين الأرقاء، وأصبحت لديه ملايين الروبلات، فأسس منزلاً في العاصمة لاستقبال الإقطاعيين والموظفين من جهاز الدولة الذين ساهموا في زيادة ثروته ليصبح من النبلاء، أما الزراعة التي ادعى انه يعمل من أجلها فلم تخطر على باله.  ويحدث انه يقيم "غر يشكوفيتس" حفلاً لوجهاء البلاد، وكان بينهم سيدة إقطاعية عجوز، كانت قد باعت أرواحاً ميتة لصاحب الحفل، فتتحدث السيدة إلى جارتها: هذا احتيال ..هذا جنون.. جنون.. انه جاه مزيف مبني على أرواح ميتة. ينتشر الخبر فيقع الرجل تحت طائلة القانون لا لأنه اشترى أرواحاً ميتة ولكن لأنه انتحل شخصية النبلاء.ولكن القانون لم يصل لحد الآن لآخرين توصلوا إلى الجاه والثراء بطريقة أكثر ذكاءً ولم يتم اكتشافهم لحد الآن.   إن رواية الأرواح الميتة كشفت لنا عن شخصيات متناقضة مع المكانة الاجتماعية التي يدعونها، وبينت أن تصرفهم لا يتناسب مع وضعهم "كأسياد الحياة" فوضعهم العقلي يثير السخرية ومن الغرابة أن يكون أمثال هؤلاء هم المتحكمين في أرزاق الناس ومصائر الغالبية العظمى من السكان.أما نصيحتي فهي أن تقرأ الأرواح الميتة لتتعلم رفضها والبحث عن الأرواح الحيّة التي لها القدرة على بناء الحياة لأهدافها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram