TOP

جريدة المدى > الملاحق > كرة القدم السياسية

كرة القدم السياسية

نشر في: 14 أكتوبر, 2009: 07:12 م

محمد مزيد لعبة كرة القدم ، هذه المرة، تركل العداء والضغينة لترمي بهما في مزابل التاريخ لتجمع القلوب في حفلة تنافسية كررها الزمان في غير مرة.سؤالنا.. هل تمحو هذه "اللعبة" شوائب ما علق بالقلوب من الأحقاد؟ وما استمرأته  العقول من ثقافة الكراهة ؟
يبدو السؤال محاولة كتابة في الشأن الرياضي، ولكن مهلاً ، فالقضية الكروية التي نطرحها تختص باللعبة الساخنة التي يلعبها فريقا منتخب أرمينيا ومنتخب تركيا.البلدان ، وقعا قبل أيام اتفاقاً تاريخياً لتطبيع العلاقات ، بعد مئة عام من القطيعة والنفور والبغضاء، وسبب ذلك العداء يعود الى ما يسميه الأرمن "بالإبادة الجماعية" التي قامت بها تركيا في الحرب العالمية الأولى.كرة القدم اليوم، تبدد المائة عام من الكراهية، فتجمع الرئيسين التركي عبد الله غول والأرمني سيرج سركسيان، في أنقرة، كإطار رمزي لركل التاريخ وإلقائه في قمامة الضغائن، وذلك أثناء الزيارة التاريخية التي يقوم بها الأخير الى تركيا لمشاهدة لعبة كرة القدم بين فريقي البلدين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم التي ستجري في جنوب إفريقيا.منظرو السياسة يرون في بادرة الرئيس الأرمني لقطع حبال العداء والبغضاء أثناء حضوره لعبة بكرة القدم بين بلاده والجارة تركيا، بداية صحيحة لتجسيد الاتفاق التاريخي الذي وقع في زيورخ الأحد الماضي على أرض الواقع.ولابد هنا من القول ان ما باعدته السياسة والحروب تقربه "الرياضة" في عالم أصبح لا يتحمل المزيد من الدم النازف في شوارع التاريخ.في عام 1986 قربت كرة القدم قلوب شعبين ودولتين أصابهما العطب فترة من الزمن وهما الأرجنتين وإنكلترا فلعبا كرة القدم في وقتها في المكسيك وفاز الأرجنتينيون (2-1) واستطاعت تلك اللعبة من إزاحة جليد البغضاء بينهما.ومن شواهدنا المحلية، ما حصل بين العراق وإيران اذ بعد ثماني سنوات من الحرب الدامية (سنة 80- 88) والتي راح ضحيتها مليون انسان من الطرفين ، جرت ايضا لعبة كرة قدم بينهما في عام 1989 ضمن دورة الصداقة والسلام ، هذه اللعبة جرت في ملاعب الكويت وفاز بها العراق (2-1).. وقال المحللون وقتها ، في وصف الابعاد النفسية فيما تركته تلك المباريات على الشعبين ، بانها قد تكون استهلالا لسلام دائم بين الجارين العنيدين .الآن الأرمينيون والأتراك يطوون صفحة الـ (100) عام من العداء بلعبة كرة قدم سيفوز بها الشعبان وحدهما حصراً، ولا يكون هناك فائز او خاسر كما هو الشأن في كل لعب كرة القدم، وذلك لأن منطق الرياضة السياسية يحتم ان تنتصر الشعوب على ضغائنها. وليس العكس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram