اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > انتعاش ورش النجارة المحلية بعد احتلال أسواقها بالمستورد

انتعاش ورش النجارة المحلية بعد احتلال أسواقها بالمستورد

نشر في: 1 يوليو, 2012: 07:04 م

 المدى/عبد الله خالدلم يخش العديد من العاملين في مهنة النجارة انقراض مهنتهم بفعل عوامل عديدة تفاقمت بعد سقوط النظام السابق، كان أهمها الاستيراد العشوائي للأثاث الأجنبي وبيعه بأسعار رخيصة ومغرية وغياب الرقابة، ما أتيح لبضائع غير مطابقة للمواصفات غزو أسواقنا وتدفع بالمشتري العراقي إلى العزوف عن الأثاث المنتجة محلياً كما جعلت مهنة النجارة المحلية شبه معطلة.
فن وإبداع ولمسات سحريةخميس أبو دلف (62 سنة)، صاحب معمل للنجارة في بغداد يقول:"النجارة من المهن الجميلة، التي يبدع العاملون فيها، فهي فن وإبداع ولمسات سحرية تمنح البهجة والسرور لناظريها. فالنجار يجب أن يمتاز بالمهارة الفنية والدقة والذوق الفني الرفيع لكي يبدع في عمله وينتج بضائع خشبية ذات جودة ومتانة عاليتين، ولولا النجارة والنجار لما استطاع الناس الحصول على ما يريدون من أثاث ضروري لحياتهم، وكل شيء جميل لتحسين بيوتهم كالأثاث المنزلي والمكتبي وغرف النوم (الموبليات) والأبواب والطاولات والكثير من الأمور التي يدخل فيها الخشب كمادة أساسية فيه".وشكا أبو دلف من التدهور الذي لحق بالسوق النجاري الذي عبّر عنه بالقول "إن أغلب عمليات استيراد الأثاث الرديء والفاشل كان سببا رئيسا في عزوف الكثير من الناس عن شراء الأثاث المحلي، حتى كاد يقضي على عملنا بالضربة القاضية رغم عدم جودته ورداءته."سلبيات الأثاث المستورداستبشر أبو دلف فرحاً بـ"لجوء الكثير من المواطنين إلى الصناعة المحلية وباتوا يعرفون حق المعرفة سلبيات الأثاث المستورد الذي أدى إلى خسارة مالية لشرائه من قبل الناس، بل حتى الدوائر الحكومية التي جهزت أغلب دوائرها بهذا النوع الذي يستهلك لمدة سنة أو اقل لفقدانه المتانة والجودة النوعية".أما حمزة العامري "28 سنة"، نجار متميز احترف النجارة التي ورثها أبّاً عن جد، يقول: "عملت بهذه المهنة منذ صغري وأعدها من المهن الجميلة وهي بالنسبة لي مثل لوحة فنان وقافية شعر عند الشاعر، وأن المشكلة التي نعانيها هي الاستيراد العشوائي للموبليات والأخشاب الذي رمى بكل ثقله على عملنا ما سبب ازدياد طابور العاطلين عن العمل لدى أصحاب ورش النجارة لكساد عملهم بسبب غزو البضائع الصينية والتركية والماليزية للأسواق المحلية".ويضيف العامري أن" ورش النجارة عادت للحياة بعد عزوف المواطنين عن شراء الأثاث المحلي. وعلى سبيل المثال أستطيع أن أعطي لمشتري غرف النوم التي اصنعها "50 سنة فك وشد"، (أي تنقلها من مكان إلى آخر) كضمان رغم تكلفة السعر الذي قد يصل إلى ثلاثة ملايين دينار. ولا أستطيع أن أضمن الغرف المستوردة بسعر ألف دولار من تلفها وخرابها، ناهيك عن الأضرار التي تصيبها جراء عملية انتقالها من مكانها الأصلي".ويختصر العامري قوله: "يأتي الكثير من الشباب قبل الزواج وهو متحمس لشراء غرفة نوم جميلة المظهر فأنصحه بجملة (لا تغرك الزينة)".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram