يوسف فعلكشف معسكر أسود الرافدين في اسطنبول بما لا يقبل الشك مطلقاً أن آمال زيكو وأحلامه التدريبية معلـّقة على قدرات اللاعبين المحترفين لقطع تذكرة العبور الى مونديال الحلم ومصير تأهله لابد ان يكون ممهوراً بابداعاتهم ونجاحاتهم مع اضافة توابل لاعبي الدوري المحلي لإكمال طبخة انضاج مهمة الوصول الى المونديال.
والثقة المطلقة لابن (السليسساو) جاءت لبراعة اللاعبين المحترفين في تطبيق افكاره التدريبية وخبرتهم الدولية الواسعة ورصيدهم العالي من النجاحات في الجولات الدولية السابقة فضلا عن انهم أصبحوا اسماءً مرعبة لدى بقية المنتخبات المتنافسة ، وأسهم تاريخ اللاعبين المحترفين المرصع بالانجازات اللامعة بأن يواصل زيكو تعليق سمعته التدريبية على شماعة جاهزيتهم الفنية والبدنية وهي طموحات لا خلاف عليها لأن اي مدرب يبحث عن الادوات التي تجلب له الفوز ، ولكن لابد لزيكو من التحسب لتقلبات الايام وتغيير المعطيات في صفوف الأسود لأن الدور الرابع الحاسم يستمر لغاية 18 حزيران 2013 وهذه الفترة الزمنية الطويلة بحاجة الى البحث الدائم والتمحيص منه بتهيئة البدائل لغرض التحسب لأي طارىء للمنتخب قد يُلقي بظلاله السلبية على المستوى الفني العام عند مواجهة النشامى الاردني والأحمر العُماني والكمبيوتر الياباني والكنغارو الاسترالي ويُغيـّر من خارطة التنافس للوصول الى المونديال.ولأجل ان تستمر طموحات الأسود بالمنافسة في صراع المجموعة الشرس يتطلب من المدرب زيكو ان يكون اكثر انفتاحاً ويتعامل بمنتهى الاحترافية لمشاهدة لاعبي الدوري المحلي لاكتشاف المواهب الفــذة والتعرف على مستوياتهم الفنية عن قرب ليكونوا تحت الطلب لتعويض نجوم المنتخب في حالتي الإصابة والحرمان ، وتجارب زيكو السابقة مع لاعبي الدوري كانت تبشر بالخير وباستطاعته تكرارها حسب متغييرات الواقع الفني ما يمكنهم من تقبـّل أفكاره التدريبية من دون صعوبات فنية ، وألا يظهروا في حالة الاستعانة بخدماتهم كأنهم جسم غريب في جسد اسود الرافدين ، ويمكن للملاك التدريبي منح الفرصة المناسبة لتك المواهب من خلال اشراكهم في المباريات الدولية الودية التي تقام في (فيفا دي) ، والتي ما زالت تلك الفكرة غائبة عن اجندة اتحاد الكرة الذي يتعاطي مع اقامة المباريات باسلوب الهواة عن طريق مخاطبة الاتحادات الوطنية لتأمين المباريات قبل ايام معدودة من اقامتها، ويُضيع جهوداً كبيرة لبناء فريق قادر على صنع الفوز.وستكون قدرات زيكو التدريبية على المحك لطول فترة مشوار المونديال وستتضح براعته بكيفية التعامل مع مختلف المواقف لتخطي الصعاب بنظرة صائبة لأن المدربين الكبار يحددون سياستهم المستقبلية بطرق واضحة وخطط ستراتجية لا يتركون اي مجال للمصدافة التي قد تقطع حبل النجاح امام منتخبات تم إعدادها بصورة محكمة ورُصدت لها ميزانية مادية ضخمة لتحقيق احلامها الوردية!والخزين المتراكم من اللاعبين الجيدين في المنتخب يُعد وقوداً للملاك التدريبي للاسود لتحريك نفاثة الانتصارات بهدف تحقيق نجاحاتهم بأسرع وقت من بقية المتنافسين الأقوياء في المجموعة. اما في حالة اعتماد زيكو على مجموعة واحدة من اللاعبين فان خيط عبور مشوار المونديال سيكون غير مستقر ومتأرجح ، لأن اية اصابة او حرمان للاعبين النجوم سيؤدي الى انهيار تعب سنوات عدة في مستنقع الهزائم التي تُحيل أحلام الأسود الى كوابيس مزعجة لشعب يعيش نشوة الشعور بالفخر على وتـر انتصارات أسود الرافدين.
نبض الصراحة: رياح التغييـر
نشر في: 1 يوليو, 2012: 07:06 م