TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > المسرح عنوان المعركة الجديدة بين الحكومة التركية والنخب الثقافية

المسرح عنوان المعركة الجديدة بين الحكومة التركية والنخب الثقافية

نشر في: 1 يوليو, 2012: 07:26 م

اسطنبول / وكالات تشهد تركيا سجالاً محتدما حول حرية التعبير الفني بين النخب الكمالية التي حكمت البلاد زمنا طويلا والطبقات السياسية الصاعدة ممثلة بحكومة رجب طيب اردوغان المحافظة اجتماعيا.يبدي كثير من الممثلين والمخرجين والنقاد خشيتهم من أن يسفر السجال عن إسدال الستار على المسرح في تركيا بدلا من حمل الدولة على رفع يدها الغليظة عن الفنون وتركها تزدهر بحرية.
ويعبر الفنانون عن مخاوفهم من أن تُطفأ الأنوار في مسرح تركيا بصورة دائمة إذا مضت الحكومة قدما بخطتها المقترحة لإصلاح مسارح الدولة. وقال اوستون اكمين رئيس جمعية النقاد المسرحيين في مقابلة في اسطنبول مؤخرا "إن الحكومة تريد غلق المسرح". وأضاف "أنهم يريدون تدمير الفنون. وبعد المسرح سيأتي الدور على الأوبرا والباليه، ثم يتحركون لعرقلة تعليم الفن في الجامعات". وقال "أنا بصراحة خائف."وأكدت وزارة الثقافة التي ترفض الإفصاح عن تفاصيل المشروع الذي تعده مع مكتب رئيس الوزراء لإصلاح مسارح الدولة انه ليس هناك ما يستوجب خوف الفنانين. ونُقل عن الناطق باسم وزارة الثقافة ارتيغول غوناي قوله إن التغييرات التي ستُقدم الى الحكومة تعبر عن اتخاذ موقف تحديثي من رعاية الدولة للفنون ينسجم مع الممارسة المتعارف عليها في بلدان أخرى.ولكن مستوى العداء وانعدام الثقة بين الشرائح المتنازعة في المجتمع التركي الذي يمر بتغيرات متسارعة لا يتيح طمأنة الفنانين بسهولة لاسيما حين يتذكرون كيف بدأت مبادرة الإصلاح.وبدأت المبادرة بنزاع نشب في نيسان/ ابريل عندما أصدرت السلطات المحلية في اسطنبول قواعد جديدة لاختيار الأعمال التي تُعرض في مسارحها الثلاثة عشر مع تعيين موظف على رأس اللجنة التي تقرر بدلا من فنان. وردّ المدير الفني لمسارح العاصمة بالاستقالة ونزل فنانو اسطنبول ومخرجوها المسرحيون إلى الشوارع للاحتجاج على الإجراء.ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الممثلة والمخرجة اسلي اونغورين "إن هذه حملة لإخضاع جميع الفنون والثقافة إلى قيم محافظة."وردّ اردوغان بهجوم يعبر عن تفاقم العلاقات بين طبقات تركيا الصاعدة وطبقاتها الآفلة مخاطبا الفنانين "مَنْ تحسبون أنفسكم؟ وكيف يمكنكم أن تفترضوا تنصيب أنفسكم سلطة عليا في كل القضايا؟"، وتساءل "هل انتم الوحيدون في البلد الذين يجوز أن تكون لهم كلمة في الفنون؟."وأعلن اردوغان وسط هتافات الحاضرين من شبيبة حزب العدالة والتنمية الذين احتشدوا في أنقرة انه سيبيع جميع مسارح الدولة إلى القطاع الخاص. وأضاف "حينذاك تستطيعون أن ترضوا أنفسكم وتقدموا ما تشاءون من المسرحيات."ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الممثل محمد زكي غيريتلي الذي يعمل في فرقة مستقلة في اسطنبول "إن الحكومة ستضع كل الفنون تحت سيطرتها خطوة فخطوة."ويرى الناقد المسرحي اكمين أن لا ربحية المسرح الكلاسيكي على وجه التحديد هي السبب. وأكد حاجة تركيا إلى مسارح الدولة لأن "المسارح المستقلة لا تتوفر لديها الموارد لتقديم عمل من أعمال شكسبير أو مسرحية قديمة من مسرحيات ارستوفانيس أو سقراط". وقال اكمين "إن الحكومة تبرر كل شيء بالناخبين. فهي لمجرد أنها منتخبة تعتقد أنها تستطيع أن تفعل أي شيء. وهذا خطأ كبير."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram