TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كواليس: الإخراج في مسرح ما بعد الحداثة!

كواليس: الإخراج في مسرح ما بعد الحداثة!

نشر في: 1 يوليو, 2012: 07:30 م

 سامي عبد الحميدمن الإصدارات الجديدة في حقل الفن المسرحي كتاب بعنوان (إخراج مسرح ما بعد الحداثة) لمؤلفه (جون وايتمور)، من منشورات جامعة مشيغان الأميركية. ووضع المؤلف لكتابه عنواناً ثانوياً هو ( تشكيل الدلالة في العرض المسرحي )، ومن هذا العنوان نفهم أن الكتاب يهتم بكيفية توظيف (السيميوطيقا- علم الدلالة) في جميع عناصر الإنتاج المسرحي ابتداءً من النص المؤلف ومروراً بالإخراج والتمثيل والتصميم وانتهاءً بالجمهور.
   نعرف أن لعلم الدلالة علاقة بالبنيوية كنظرية تحليلية وأن كليهما يعتمدان (العلامة) كمفردة توظيف للتشفير ولذلك فإن هذا الكتاب يؤكد في فصله الأول على كيفية استخدام المخرج لعلم الدلالة. وفي الفصول الستة التالية يشرح ويناقش نظم العلامات المختلفة بما يخص التأطير والجمهور والممثل والنظم البصرية والنظم السمعية والنظم الشمية والنظم اللمسية. وفي الفصل الثامن يفسر المؤلف مبدأ التزامن في العرض المسرحي.     يطرح المؤلف في بداية كتابه السؤال الآتي: كيف يمكن لعلم الدلالة السيمياء أن يفيد في العملية الإبداعية، أو كيف يتسنى لمخرجي المسرحيات أن يفهموا تلك الاستفادة في عملهم الفني والحوار أثناء التمارين على المسرحية التي يخرجونها، أم في عرض المسرحية إلى الجمهور بعد اكتمال عناصرها. وبواسطة السيمياء يمكن تحقيق التواصل مع الجمهور المسرحي، حيث يركب معاني العرض استناداً إلى شبكة العلامات التي ينسجها ذلك العرض.    ويتطرق الكتاب إلى المقارنة بين إخراج المسرحيات التقليدية – الكلاسيكية والرومانتيكية والواقعية والرمزية وبين إخراج المسرحيات التي تم تأليفها في عصر ما بعد الحداثة ويعرج المؤلف على تأثير التكنولوجية الحديثة (الكومبيوتر والليزر والديجتال)  في العملية الإخراجية لمسرح ما بعد الحداثة. ثم يشير إلى عدد من المخرجين الذين يعتبرهم من مسرح ما بعد الحداثة ومنهم (بيتر برول) الانكليزي، و( جيرزي غردتونسكي) البولوني، و(روبرت ديلسون ) الأميركي، و( بيتر سيلارز)، الأميركي و(جوزيف زفوبودا) الجيكي و( أيريان مينوشكين) الفرنسية، وإذا كان مؤلف الكتاب يحار في تعريف مصطلح (ما بعد الحداثة)، فانه من جهة يرجع إلى ما يشير إليه بعض النقاد بعلاقة بالطليعية، ويرى آخرون أن (ما بعد الحداثة) هي المرحلة أو المنطقة التي تتجاوز حدود الحداثة ومبادئها، وهي تعتمد أساساً على التجريب. ومن محاور التجريب في الفن المسرحي على وجه الخصوص ، عدم الاستقالة في التركيب وفي بناء العناصر المكونة وفي عدم التوازن واللاوحدة وعدم التمركز وتعدد البؤر والشكوكية والتجريب والغموض، وتتجه الأعمال الفنية لما بعد الحداثة نحو الصيغ المفتوحة وغير المترابطة، والى التشظي، والى التزامن.ويبدو لي أن كل تلك الصيغ هي من مظاهر السوريالية.  ويصل المؤلف إلى نتيجة حول مسرح ما بعد الحداثة إلى كونه يعتمد على الالتواءات والانحنارات وعلى الانفتاح والابتعاد عن الأدبية وعن الواقعية ويناقش الكتاب خمسة نظم اتصالية هي: اللغوية والبصرية والسمعية والشمية واللمسية، ويناقش كذلك عناصر العرض المسرحي: الحوار والمناظر والأزياء والماكياج والحركات والإيحاءات والأنغام الصوتية في الإلقاء وما تفرزه كل منها من علامات – دوال ومدلولات، وصولا إلى معانٍ مختلفة تصب جميعا في المعنى العام للعرض المسرحي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram