طه كمركما في كل مرة لم تكن البداية موفقة لأسود الرافدين الذين بدا عليهم التحول واضحاً ولم تسعفهم اللياقة البدنية مقارنة بلاعبي الاردن الذين تحرروا اكثر من لاعبينا خلال دقائق المباراة التي كانت باردة ولم ترتق الى المستوى الذي كنا نطمح له وكنا ننتظره بشغف لنرى أسودنا كيف اصبحوا في أتم الجاهزية بعد الأنباء التي وردتنا من معسكر اسطنبول والتي دائما ما تجعلنا نطمئن أكثر
كون الإعداد بلغ ذروته وسيبلون بلاءً حسنا بحيث توقعنا ان المباراة ستنتهي بنتيجة ايجابية لصالحنا لكن الذي حدث اننا فوجئنا تماما منذ الدقائق الاولى للمباراة التي لا تنم عن شعور بالمسؤولية للاعبينا الذين ظهروا بحال لا يسرّ اطلاقا فظهروا متباعدين مشتتين معظم كراتهم مقطوعة في منطقة الوسط لم تكن هناك طريقة لعب واضحة واسلوب يوحي ان الفريق جاهز تماماً وبامكانه فعل شيء أزاء تلك المباراة.لم تشهد المباراة أية لمحة فنية سوى لحظة تسجيل الهدف عن طريق اللاعب نشأت أكرم الذي تلاعب بمدافعي المنتخب الاردني بطريقة جميلة تدل على حرفية هذا اللاعب العالية خصوصا بعد أن وضع الكرة بكل احترافية على يسار الحارس عامر شفيع معلناً تقدم منتخبنا الوطني بهدف السبق إلا ان هذا التفوق لم يدم طويلا لسبب عودة لاعبينا الى انتهاجهم اسلوب لعب عقيم بعيد عن مرمى الخصم بحيث جعل المتابع يسأم تماما وعلى يقين تام بعدم زيارة لاعبينا مرمى الخصم جرّاء هذا الاسلوب الذي لا يوحي برغبة للتسجيل ما أتاح للاعبي الاردن معادلة الكفة من هدف يتحمله الحارس محمد كاصد بعد ان تصدى لكرة سهلة لم يتمكن من السيطرة عليها فضلا عن التغطية غير الصحيحة للمدافعين الذين كانوا يتفرجون على اللاعب الاردني احمد هايل كيف وضع كرته في شباكنا بعد ان كان لاعبو الاردن بعيدين كل البعد عن تعديل النتيجة.فيما ظهر لاعبونا في شوط المباراة الثاني أسوأ حالاً من سابقه وبقي ذات الاسلوب الدفاعي الذي لا يوحي برغبة للتسجيل وكأننا جئنا من اجل كسب نقطة واحدة متناسين ان هناك منتخبات كاليابان واستراليا لا أعرف كيف سنجابهها اذا كنا امام منتخب الاردن بهذه الصورة الباهتة إلا اننا يجب ألا نفاجأ ، بل نكون على يقين بهذا المستوى بعد مرحلة الاعداد التي خاض خلالها منتخبنا مباراتين مع منتخبي سيراليون وباتسوانا اللذين لم نسمع بهما من قبل خصوصا ان تسلسل الاخير عالمياً فوق المئة.أضاع لاعبونا فرصة الفوز التي كانت في متناول أيديهم ما سيجعلنا الان ندخل لغة الحسابات العقيمة وقراءة ومتابعة أرصدة فرق مجموعتنا التي ستجعلنا نبحث عن هدف أو هدفين نمني أنفسنا بهما لبلوغ النهائيات وسنبقى نعيش على أخطاء الفرق الاخرى ونتأمل خسارة المنتخب الفلاني او تعادله في الوقت الذي كانت الفرصة بين يدينا لكن هذا هو حال منتخباتنا كما في كل مرة في البداية نهدر النقاط وبالتالي نتشبث بأية فرصة للوصول الى ما نطمح له.نتمنى على لاعبينا ومن يقف خلفهم من مسؤولين وملاك تدريبي أن يعوا الى جدية المهمة فان صعوبتها تكمن بعدم التحضير جيداً ويجب مضاعفة الجهود والعمل بجد واخلاص خصوصاً ان مباراة مهمة تنتظرنا في الثاني عشر من هذا الشهر أمام المنتخب العُماني لكن يجب أن يدرك البرازيلي زيكو جيداً ان الاسلوب الدفاعي غير مجدٍ واللعب بمهاجم واحد لا يوصلنا الى برّ الأمان ، بل سيجعل خصومنا في مأمن من خطورة خط هجومنا.
بصمة الحقيقة : الأسود ليسوا في أمان!
نشر في: 1 يوليو, 2012: 07:33 م