TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: حفلة الكوت

نص ردن: حفلة الكوت

نشر في: 1 يوليو, 2012: 07:35 م

 علاء حسن للمطرب الراحل سعدي الحلي حفلات كثيرة سجلت في مدن عراقية مختلفة من أشهرها "حفلة الكوت "   لحضور العديد من شبابها ورجالها تسجيل "البكرة " الكاسيت  واحتوى إشارات بالأسماء لبعض الحاضرين  ، والاهتمام بهذه "البكرة " مازال متواصلا بوصفه أرثا فنيا شهدته المدينة في عقد السبعينات من القرن الماضي ، وحينما يوجه سؤال لأحد أبناء المحافظة عن سر ذلك الاهتمام ، يؤكد أن الراحل الحلي أبو خالد ،  منح لأبناء المدينة وقتذاك  الشعور بالسعادة والفرح ،وفرص الاسترخاء على أنغام أغنياته.
على  عادة  معظم العراقيين التمسك بالماضي  البعيد وقبل أن يتولى العسكر سدة الحكم في البلاد وفتح الباب أمام تنفيذ أكثر من انقلاب عسكري  ، ينظرون إلى "سنوات كبل "  بأنها كانت سنوات هدوء وسكينة على الرغم  من تدني المستوى المعيشي لشرائح واسعة من المجتمع ، وخضوع  العراق  لاحتلال أجنبي ، وعشاق الماضي من الجيل الجديد ،  حينما يقارنون أوضاعهم  اليوم  لا يجدون في بكرة الحلي وحفلة الكوت واسطوانات ناصر حكيم وداخل حسن وحضيري أبو عزيز  فرصة لنسيان معاناتهم و"صخام الوجه " من تعثر العملية السياسية، وتراجع الأداء الحكومي ، وبفضله  أصبح العراق يحتل مرتبة متقدمة في قائمة الدول الأكثر فسادا في العام ، يضاف إلى ذلك وجود ملايين الأرامل والأيتام ،  وارتفاع حصيلة ضحايا العنف ، وفوق ذلك استمرار  ممارسات انتهاك حقوق الإنسان ، وهذه الحقيقة لم ترد في "حفلة الكوت " وإنما جاءت طبقا  لتقارير منظمات دولية ، موثقة ببيانات يقال عنها إنها دقيقة  وتستند إلى شهادات أشخاص تعرضوا   لمظاهر انتهاك من قبل جهات رسمية تابعة  لدولة لا وجود لها في خريطة العالم الجغرافية ، وليس من المناسب هنا الإشارة إلى اسم تلك الحكومة ، خشية أن يزعل  احد المقربين من رئيسها ، ويضطرب مزاجه ويتعرض لوعكة صحية تمنعه من مواصلة عمله الرسمي على مدار الساعة في تلبية مطالب المواطنين بالتخلص من احتلال "أصحاب المولدات" بمنحهم كمية شهرية من   الوقود تجبرهم على تخفيض سعر الأمبير الواحد من 10 آلاف إلى 5 ، وهذه المكرمة  في حال تحقيقها ، ستصبح  منجزا تاريخيا كبيرا ،  يضمن الحصول على أصوات الناخبين في الانتخابات المحلية المقبلة  لصالح قوى تبنت   شعارات  جعل العراق في مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا ، ورفع  دخل الفرد إلى مستويات مقاربة وربما أكثر قياسا  ببعض شعوب المنطقة ، وخاصة في الخليج . فرصة سماع " بكرة "حفلة الكوت هذه الأيام  سواء من قبل أبناء  مركز المحافظة أو  الدبوني والعزيزية والصويرة  لن تحقق ساعات سعادة ،  ولاسيما أن العديد منهم وبحسب استطلاع أعلنت نتائجه مؤخرا  يؤيدون سحب الثقة عن رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي  ، لأن الغناء من وجهة نظر  البعض ممنوع  ويمكن أن يكون  سببا  في اضطراب الأوضاع الأمنية في المدينة ، لان المستمعين قد يشربون الخمر ثم ينفذون أعمال شغب قد تطول مسؤولين محليين حاليين وسابقين ، فتتعطل عملية بناء  الدولة ،  وتنفيذ مشاريع استثمارية ،  بإقامة أبراج سكنية لأهالي الدبوني لأنهم لم يحضروا حفلة الكوت للراحل سعدي الحلي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram